TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > لماذا نخشى الاغلبية؟

لماذا نخشى الاغلبية؟

نشر في: 30 ديسمبر, 2011: 07:31 م

معاذ عبد الرحيم في زيارة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي  محافظة صلاح الدين واجتماعه بمجلس المحافظة تحدث معلنا شجبه لمن يدعو إلى حكومة الأغلبية ،مدعيا أن مثل هذه الدعوة لا مكان لها في الظروف الراهنة وقد تكون صحيحة في المستقبل، وهو بهذا المعنى يخشى أن تكون الأغلبية طائفية، ويقصد بذلك وإن لم يصرح به أن يسيطر على السلطة الائتلاف الوطني الذي جلّ أعضائه من المكون الشيعي، ويصطف إلى جانبه المكون الكردي للعلاقة الستراتيجية بين المكونين.
 لكن النجيفي في نفس الوقت لا يجد غضاضة ولا خطرا من دعوة مجلس المحافظة إلى إعلان محافظة صلاح الدين إقليما وهو ما يجد فيه رئيس الوزراء نوري المالكي خطوة لتقسيم العراق على أسس طائفية، معتبرا إن تأسيس الأقاليم لم يحن وقته بعد. وعلى هذا فان النجيفي والمالكي ينطلقان من موقف واحد وان اختلفا في المقياس الزمني. وموقفهما الراهن يعكس الخوف من الطائفية التي لو استشرى خطرها فان العراق سينقسم لامحالة إلى دويلات طائفية، وهذا عين ما يريده أعداء العراق بل أعداء الأمة العربية قاطبة.   وحتى يكون رأي المالكي صحيحا ومثله رأي النجيفي. علينا إذن أن نحل مشكلة الطائفية وإلغاءها من نفوسنا ونجتثها من أفكارنا ونبادر بإجراء انتخابات جديدة كما أراد التيار الصدري والكثير من المواطنين على أن يمهد لهذه الانتخابات بتشريع قانون الأحزاب على أسس وطنية وأن يتكون كل حزب من الأحزاب المشاركة في الانتخابات النيابية من مختلف الأديان والمذاهب ،وهذا ما أرادت أن تحققه القائمة العراقية إلا أن بعض عناصرها القيادية لم يتخلص من أمراض الطائفية، فكان أن جعلت من الدكتور إياد علاوي واجهة تتستر وراءها. ومثل هذه الأمراض لم يتخلص منها الطرف المقابل على الرغم من إدانة المالكي وأصحابه للطائفية. ورب سائل يتساءل ترى كيف نتخلص من الطائفية فنقول لهم ارجعوا إلى الماضي القريب واسألوا أنفسكم عمن جاء بالملك فيصل الأول وهو سني المذهب؟ أليس هم شيعة العراق؟ ثم من هم قادة الأحزاب العراقية بعد الحرب العالمية الثانية أليس هم من مختلف مكونات الشعب العراقي؟ فرئيس حزب الاستقلال الشيخ مهدي كبه ولجنته القيادية اغلبهم من الطائفة السنية ومن أبرزهم الراحلون فائق السامرائي وصديق شنشل وإسماعيل الغانم وغيرهم ،وكانت اغلب قواعد الحزب تتجمع في النجف والأعظمية وكربلاء والموصل. ومثل حزب الاستقلال الحزب الوطني الديمقراطي ورئيسه الراحل كامل الجادرجي وقيادته كانت تتكون من محمد حديد وحسين جميل وأكثر قواعده من أبناء الجنوب والفرات الأوسط. وإذا ما نظرنا إلى الحزب الشيوعي فستكون الدلالة واضحة تماما فرئيس لجنته المركزبة يوسف سلمان ( فهد)  مسيحي وقيادته وقواعده من جميع الطوائف والأديان والعناصر. وكانت خلاياه النشيطة منتشرة في مدينتي الناصرية وعانة بالإضافة إلى بغداد.  إذا أردنا حقا أن نتخلص من خطر الطائفية فان الطريق واسع ومفتوح أمامنا وما علينا إلا أن نحسن نوايانا ونمضي في هذا الطريق حتى آخره. ولنبدأ بالخطوة الأولى من عشائر العراق التي يتجمع في نسيجها كلتا الطائفتين ،فالجبور وشمر وطي وزبيد والعزة والدليم وغيرها من العشائر العراقية نستطيع إذا ما صحت عزائمنا أن ننخاهم ونقول لهم: هلموا وتوحدوا لإنقاذ وطنكم العراق، وسيلبون النداء جميعا ولن يبخلوا بل يقدموا الغالي والنفيس من اجل وطنهم وشعبهم. ومن هذا المنطلق وفي ضوئه وعلى هديه نستطيع أن نحد من خطر الطائفية التي تغذيها وللآسف دول الجوار العربية وغير العربية. ولو مشينا على هذا الدرب فسيطمئن المالكي ولا يخشى تقسيم العراق وسيطمئن النجيفي ولا يخاف من حكومة الأغلبية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram