علي حسين نشر الكاتب شلش العراقي على مدونته في الفيسبوك نداء يطالبنا فيه جميعا بالوقوف صفا واحدا من اجل المساهمة في تغيير الحال المأساوية التي أوصلنا إليها صبيان السياسة، مؤكداً ان المهزلة السياسية تجبرنا جميعا على فعل أي شيء، بالتأكيد أن البعض يشعر بالأسى والحسرة وهو يشاهد كل يوم أمما وشعوبا كثيرة تتحرك لتعديل أوضاعها، و تصحيح الأخطاء في مسيرتها أو حتى التغيير الشامل وتجربة كل ما هو جديد،
الشعور بالحسرة قد يكون فعلا إنسانيا نبيلا، لكنه يتحول إلى نوع من الاستسلام للأمر الواقع مادام لم يقترن بفعل حقيقي، ما يفرقنا عن شعوب وأمم كثيرة أخرى سبقتنا إلى تصحيح أوضاعها المتردية أنهم يملكون قوى حية وفاعلة للتغيير مقابل موت الحركة السياسية الكامل في العراق. قد لا يعجب هذا الكلام الكثير من القوى السياسية التي ستسارع إلى إلقاء المسؤولية على الناس التي رضيت بدوام الحال ولكنني أسألهم بوضوح ماذا عنكم انتم؟ يا صديقي شلش لقد أراد الحزب الشيوعي العراقي ان يحتفل بخروج الامريكان وقرر ان يكون احتفاله في ساحة التحرير باعتبارها رمزا لحركة التغيير في العراق، الا ان اللواء قاسم عطا ومعه اركان حرب بغداد رفضوا وطالبوا الشيوعيين بان يختاروا مكانا آخر، فقد حجزت ساحة التحرير لتظاهرات المالكي التي أصبحت تهيأ كل جمعة ويقودها مسؤولون، هدفهم منذ البداية التشويش بأصواتهم المزعجة على روعة تظاهرات الشباب في ساحة التحرير، وطبعا رأس الحربة في هذه الحفلة سياسيون ومسؤولون جفت ضمائرهم واشتعلت حناجرهم بالأكاذيب. يا صديقي شلش عندما أرادت المعارضة في موسكو التحرك ضد بوتين والتلاعب بنتائج الانتخابات الاخيرة استطاعت حشد مئات الآلاف واقنعتهم وأقنعته بالخروج إلى الشارع، الأمر الذي جعل حكومة ميدييف تقبل بكل شروط المحتجين، تصوروا في حالتنا اليوم كم شخصا يستطيع الحزب الشيوعي ان يحشد لرفض قرار الحكومة والإصرار على التجمع تحت نصب جواد سليم، الحكومة ومعها المالكي يدركون ذلك جيدا، ولذلك فهم لا يهتمون بما تريده الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، لكنهم يتحركون حين يشعرون بان الأمر جاد، حدث ذلك في تظاهرات 25 شباط.المشكلة يا صديقي اننا اليوم بحاجة الى قوى حقيقية وحية تستطيع حشد قطاعات كبيرة من أجل قضايا تهم كل المجتمع، ولكن هل يدعونا ذلك الى ان نرضخ ونستسلم لليأس، حتما لا فانا مثلك اعرف الشباب واعرف قدرتهم ووعيهم ورغبتهم في التغيير، ولهذا مطلوب منا جميعا ان نقول كلمة لا بصوت واحد، مرة ومرتين وثلاثا لكل الخلطة السياسية الفاسدة التي انتشرت روائحها في كل انحاء العراق، لان دماء الشهداء الذين ناضلوا من اجل عراق جديد تساوي أكثر بكثير من المعروض علينا من بضاعة السياسيين. ندرك جميعا ان ما يحدث هو صناعة البطانة الفاسدة التي كونت ثروتها ونفوذها في غفلة من الزمن، ومن ثم هي تقاتل بكل ما تملك من أسلحة لكي تحتفظ بما استولت عليه من مناصب وأموال ونفوذ، هؤلاء هم أعداء العراق الجديد، طبقة من المنتفعين والانتهازيين ومروجي الأكاذيب والراقصين على كل الحبال، ومن ثم ليس غريبا أن نجدهم يظهرون في كل الفضائيات يوزعون الابتسامات الصفراء، فكلهم وجوه مختلفة لعملة واحدة رديئة. صديقي العزيز شلش علينا جميعا اليوم ان نصر على أن الحرية حلم العراقيين وان الديمقراطية حق ينتزع، وليس هبة يمنحها السياسيون او يمنعونها كما يشاؤون. وعلينا ان نقرأ درس الشعوب المنتفضة على حكامها جيدا. وان نؤمن جميعا بان أرواح الشهداء، وعذابات العراقيين وتضحياتهم في سبيل عراق ديمقراطي لن تستبدل ببضاعة السياسيين المغشوشة، وان العراق لن يختطف من جديد مثلما اختطف في عهد "القائد الضرورة".
العمود الثامن :رسالة إلى شلش العراقي
نشر في: 30 ديسمبر, 2011: 09:58 م