بغداد/ المدىنشرت صحيفة بريطانية، وثائق سرية تكشف "جهل الاميركيين" بالهجوم الذي قام به الإسرائيليون على المفاعل النووي العراقي عام 1981، مشيرة الى ان ذلك المفاعل كان سيتيح للعراق إنتاج قنابل ذرية.
يذكر ان سلاح الجو الإسرائيلي أغار في 7 حزيران عام 1981 على المفاعل النووي العراقي أوزيراك (تموز)، ما أدى إلى تدمير المفاعل ومقتل تقني فرنسي كان بداخله.وقالت صحيفة ديلي تيلغراف نقلاً عن ملفات سرية بريطانية أذنت بنشرها دائرة المحفوظات الوطنية في لندن إن "الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي العراقي في حزيران عام 1981 فاجأ الأمريكيين الذين لم يكونوا على علم به"، مشيرة الى ان "الولايات المتحدة لم تتلق أي تحذير بشأن مهاجمة مفاعل أوزيراك (تموز)، الذي أمر بشنه رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، وسط مخاوف من أن رئيس النظام السابق صدام حسين كان يحاول بناء سلاح نووي لينتج قنابل ذرية".وأظهرت الملفات أن "السفير البريطاني وقتها في واشنطن نيكولاس هندرسون كان مع وزير الدفاع الأميركي في ذلك الوقت كاسبار واينبرغر، عند وقوع الهجوم على المفاعل النووي العراقي"، مضيفة ان "السفير هندرسون أبرق إلى لندن قائلاً إنه يعتقد أن بيغين أخذ إجازة وإنه شعر بالانزعاج من رد الفعل الإسرائيلي وعواقبه المحتملة".وأضافت الصحيفة أن "السفير البريطاني وقتها في بغداد ستيفن إيغرتون كشف أن العراقيين فوجئوا أيضاً حين شاهدوا مقاتلات (إف 15) الإسرائيلية في سماء بلادهم".يشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي في تلك الفترة مناحيم بيغن اعرب عن مخاوفه من أن المفاعل النووي العراقي كان على وشك أن يصبح "عملانياً" ما كان سيتيح للعراق إنتاج قنابل ذرية.كما كشفت تقارير صحفية بريطانية، امس، عن ملفات سرية تشير الى ان حكومة مارغريت تاتشر زودت سراً النظام العراقي السابق بمعدات عسكرية في حربه مع ايران بداية الثمانينات.وقالت صحيفة الفاينشنال تايمز ان "ملفات سرية بريطانية أذنت بنشرها دائرة المحفوظات الوطنية في لندن، كشفت عن محاولة حكومة مارغريت تاتشر بيع مقاتلات من طراز (هوك) وإقامة قواعد عسكرية بحرية وجوية لنظام صدام حسين، على الرغم من أن المملكة المتحدة كانت محايدة رسمياً في الحرب العراقية ـ الإيرانية التي بدأت أواخر عام 1980".يذكر ان المملكة المتحدة وقعت مطلع الثمانينات على قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا أعضاءه إلى الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد واتساع نطاق الصراع بين العراق وايران في حربهما ضد بعضهما.واضافت الصحيفة ان "لائحة الأسلحة التي عرضت حكومة تاتشر بيعها للنظام السابق شملت 78 نوعاً من المعدات العسكرية بما في ذلك سيارات لاندروفر ومركبات الإنقاذ والرادارات وقطع غيار للدبابات، لكنها لم تكمل بيعها كلها".وأشارت الصحيفة إلى أن "إيجازاً لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة تاتشر أوصى بأن أفضل طريقة لتجنب الإدانة العلنية وجمع أموال من العراق كانت بيعه معدات عسكرية غير فتاكة".يذكر ان تاتشر دونت على رسالة لوزير الدولة لشؤون الخارجية كان قد قال فيها "ان عقد لقاء مع صدام حسين يمثل خطوة هامة إلى الأمام على طريق إقامة علاقات عمل مع العراق تحقق منافع تجارية كبرى على الصعيدين التجاري والسياسي"، عبرت فيها عن سعادتها للتقدم الحاصل ومارست خلال توليها رئاسة حكومة المحافظين من 1979 إلى 1990، دوراً بارزاً في تأمين عقود تسلح لشركات الأسلحة البريطانية.يشار الى ان عقود تزويد العراق بالاسلحة البريطانية شملت عقوداً دفاعية قيمتها أكثر من 150 مليون جنيه استرليني، منها صفقة قيمتها 34 مليون جنيه استرليني لتزويد العراق بعربات مدرعة لأغراض الإنقاذ والإخلاء من ساحات القتال عن طريق الأردن.
وثائق تكشف جهل الأميركان هجوم إسرائيل على مفاعل تمّوز
نشر في: 31 ديسمبر, 2011: 06:38 م