اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > 2011 عام الشباب العربي

2011 عام الشباب العربي

نشر في: 1 يناير, 2012: 05:17 م

حسين علي الحمدانييمكننا اعتبار عام 2011 عام الشباب العربي بامتياز، وعندما نقول هذا فإننا ننطلق من دورهم في عملية التغيير التي حصلت ومازالت تحصل في بلداننا العربية، دورهم الذي ربما لم يتصور أحد بأنهم سيقومون به بعد سبات طويل امتد لعقود من الزمن، ترسخت خلاله الكثير من النُظم الاستبدادية التي تسلطت على رقاب الشعوب ، حتى ظن البعض بأن التغيير مستحيل في منطقتنا التي تأخرت فيها الديمقراطية بشكل كبير جداً.
وبالتأكيد فإن الشباب العربي تمكن في الألفية الثالثة من أن يستثمر ما متوفر لديه من تكنولوجيا في سبيل تحقيق غايته الكبرى التي تتمثل بصناعة ثورة الشباب التي حطمت كما قلنا الكثير من الجدران لعل أهمها جدار الخوف من مواجهة الأنظمة التي سادت لدى الأجيال السابقة ، الذي رفض الشباب العربي الحالي أن يتوارثون هذا الخوف من أسلافهم ، ليحطموا بذلك جدرانه عبر شعاراتهم التي باتت محل إعجاب شباب العالم.ولذلك فان دور الشباب في قيادة وإنجاز التغيير في العديد من الدول العربية لم يأت من فراغ بقدر ما أنه كان يتمثل بدور الشباب وحجمهم في المجتمع الذي أتاح لهم أن يقودوا بشكل أو بآخر عملية  البناء والقيادة والتخطيط والإدارة والتطوير لمشروع التغيير بصمت وبعيداً عن عيون وأجهزة السلطات الحاكمة التي فاجأتها الأحداث بشكل كبير. ومن كان يتابع حراك الشباب العربي قبل اندلاع الثورات العربية فإنه سيجد بأن الشباب التونسي المثقف والواعي يعد الأول الذي تمكن من تنظيم تظاهرة ضد نظام بن علي عبر الشبكة العنكبوتية عام 2010 شارك فيها العديد من شباب تونس وغيرهم من الشباب العربي ، هذه التظاهرة التي ربما نظر إليها البعض على إنها ليست ذات تأثير على نظام بوليسي من جهة ومن جهة ثانية إنها نُظمت في عالم افتراضي غير مرئي أو محسوس، لكنها بالتأكيد كانت اللبنة الأولى والأساسية التي أوصلت الكثير من الشباب العربي لأن يستخدم التكنولوجيا الرقمية ضد الأنظمة القمعية التي لا تجيد استخدام هذه التكنولوجيا ولا تتمكن في نفس الوقت من السيطرة عليها بشكل كامل كما اعتادت من قبل من السيطرة على الكثير من وسائل الإعلام المرئية منها والمقروءة والمسموعة.وهذا ما يجعلنا نستنتج بأن تجدد الفكر الشبابي والابتكار الذي برز بشكل كبير حتى في نوعية الشعارات المرفوعة في ميادين التحرير العربية أو وسائل الاتصال في ما بينهم، كانت له تأثيراته الكبيرة على المشهد العربي القابل للتغير إذا ما توفرت الإرادة الشعبية ، فقد أثبتت أحداث الربيع العربي بأن الشباب قادر أيضا على التأثير ولم يعد متأثراً كما كانت تروج الآلة الإعلامية للنظم الاستبدادية ، الشباب العربي كان متفاعلاً مع محيطه ، ومتجددا بأفكار رافضاً في نفس الوقت التكلس أو الجمود أو التخلف عن ركب التكنولوجيا، والمتطلع إلى واقع أفضل الذي لا تقعده التحديات في سبيل ذلك، ويضاف إلى هذا كله بأن الشباب العربي لم يكتف بإنجاح ثورات الربيع العربي بل استمر في مشروعه القائم على النهضة الشاملة وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي بشكلها الواضح بعيداً عن أية سرقة ممكن أن تحدث للثورة ولنا في تحركات الشباب المصري المستمرة ما يؤكد توجهات الشباب الصحيحة والسليمة في بناء دولة العدالة . وبالتالي وجدنا الشباب يفرض نفسه بقوة كرقم لا يمكن الاستهانة به وشريحة لا يمكن تجاهلها، فالشباب العربي لم يعد شبابا عابثا، وليسوا ( عيال ) بقدر ما هم الآن قادة للحراك المجتمعي، ومثل يقتدى به ليس في البلدان العربية فقط ، بل في العالم ولنا في أحداث وول ستريت في أمريكا ومن قبلها في شوارع لندن ، وحتى في إسرائيل  ما يؤكد أن الشباب العربي بات الآن محل احترام وتقدير المجتمع الدولي ، وتمثل ذلك بمنح الناشطة اليمنية توكل جائزة نوبل للسلام لدورها في صناعة الربيع العربي بطريقة سلمية بعيدة عن العنف.وهنا علينا أن نسجل للشباب العربي رفضه العنف بأي شكل من أشكاله، فجميع المسيرات كانت سلمية رغم ما تعرضت له من قمع من قبل السلطات الحاكمة . ومن هنا علينا أن نؤكد أن على الحكومات العربية أن تسعى لتطوير قطاع الشباب خاصة إنهم يمثلون أكثر من 60% من المجتمع العربي ، وأن تتبنى ستراتيجية من شأنها أن تتناول كافة جوانب التطوير لواقع الشباب، وأن تشركهم في القرارات، إن لم تكن السلطات التشريعية والتنفيذية يمثل فيها الشباب نسبة عالية تتوافق مع نسبتهم في المجتمع من جهة ومن جهة ثانية وهي الأكثر أهمية تتمثل بأن الدولة العربية بحاجة ماسة لضخ دماء شابة في عروقها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram