بغداد/ د. معتز محي عبد الحميد في الساعة الثامنة صباحا وقفت (هـ) أمام زوجها وهو نائم على فراشه وبجواره زوجته الأخرى... وبصوت حاد أيقظته من نومه على طلب غريب... أخبرته أنها تريد منه أن يطلّقها الآن!... لم يعرف كيف يجيب زوجته... نزل كلامها عليه كالصاعقة... انتفض من على سريره ليستفسر منها عن سبب طلبها الطلاق... لكن (هـ) رفضت الإفصاح عن أسباب ذلك...
في البداية تخيل (ب) أن سبب طلبها هو نومه بجوار زوجته الأولى لليوم الثاني على التوالي وأنها غاضبة من اجل ذلك!! حاول تهدئتها بابتسامة رقيقة لكنها لم تشفع أمام ثورة الغضب التي اجتاحتها في هذه الساعة المبكرة من الصباح... حاول تذكر أي سبب يبرره هذا الطلب الغريب المفاجئ... فالليلة الماضية كانت الأمور على ما يرام... ولم يحدث أي خلاف يدعو إلى هذه الثورة العارمة! فاض الكيل بالزوج... تخلى عن صبره... وبلهجة حادة طلب منها الخروج من الغرفة والذهاب إلى الصالة حتى ينهض ويستعد لتطليقها... لكن إصرار الزوجة على سماع يمين الطلاق قبل خروجها من الغرفة جعله يمسكها بقوة من ذراعها ويخرجها من الغرفة... فجأة صرخت (هـ) وهي تخرج من بين طيات ملابسها سكينا كبيرة وهددت بقتل نفسها... لم يهتم الزوج بتهديد زوجته... فطلب منها أن تعطيه السكين... وعندما رفضت حاول جذبها بالقوة... لكنها طعنته في بطنه كانت كفيلة بسقوطه على ارض الغرفة... وفي ثوان غرق الزوج في بركة من الدماء ليصرخ كل من في المنزل ويتجمع الأقارب والأصدقاء في مكان الحادث... تلقت سيطرة النجدة القريبة من الدار نداء بالتحرك إلى الدار لمعرفة أسباب تجمهر الناس أمام المنزل... وعندما وصلت الدورية علمت بان صاحب الدار قد نقل إلى مستشفى النعمان لعلاجه من طعنة بسكين... وان زوجته هربت من المنزل..!غموض وأسرار غموض هذه الحادثة جذب انتباهنا.. زوج يملك أكثر من معرض لبيع وشراء السيارات ومتزوج من امرأتين... وأسكنهما في قصر كبير في شارع الحريري ولسبب غير معروف حاولت (هـ) قتل زوجها... التقيت مع الزوجة الثانية بعد أن تم إطلاق سراحها بكفالة بعد أن وكلتني للدفاع عن قضيتها.. جاءت إلى مكتبي وهي ترتدي عباءة سوداء إسلامية!... وبلهجتها الحادة بدأت تسرد لي قصتها مع زوجها منذ البداية... قالت : تعرفت على (ب) منذ حوالي ست سنوات كنت وقتها متزوجة من رجل مصري الجنسية... وكان سبب تعارفنا شرائي سيارة من معرضه... ونتيجة لمعاملته الجيدة لي كنت أقنع أخوتي وأقربائي بشراء سيارات أو بتبديلها من معرضه... كانت العلاقة بيننا لا تتعدى العلاقة بين زبونه وتاجر سيارات... بعدها حدثت مشاكل بيني وبين زوجي وتم تطليقي... وعندما علم (ب) بهذا الأمر بدأ يتقرب لي كثيرا وطلب الزواج مني لكنني رفضت في البداية... لكن بعد أن توطدت علاقتي به بعد مشاركة أشقائي له في تجارة السيارات وافقت على الزواج منه... اخبرني إننا سنقيم مع زوجته الأولى مؤقتا في قصره حيث يوجد جناح كبير مفصول عن بيت زوجته الأولى سوف نتزوج فيه... وتم زواجنا منذ حوالي أربعة أعوام... بدأ يمنعني من الخروج نهائيا... رفض زيارة أولادي لي... ورفض حتى التحدث معهم بالموبايل... حاولت تغيير هذا الأمر لكنه كان يسبني ويضربني... طلبت منه الطلاق أكثر من مرة لكنه رفض!... وعندما أصررت على الطلاق اخبرني بأنه سوف يفضحني أمام أشقائي بأني كنت عشيقته وقد صورني وأنا عارية معه قبل الزواج!! وهددني بتوزيع هذه الصور إذا نطقت بكلمة الطلاق مرة أخرى! يوم الحادث فاض بي الكيل... جمعت شجاعتي وطلبت منه الطلاق لكنه قابل طلبي بالسب والضرب... أخذت سكينا للفاكهة كانت أمامي وهددت بقتل نفسي... فحاول خطف السكين من يدي وأثناء صراعنا معا لم أشعر بنفسي إلا والسكين في بطنه!... بعد أيام من لقائي الزوجة الثانية.. توجهت إلى مستشفى النعمان للاستفسار عن صحة الزوج (ب) وجدته راقدا في إحدى الغرف مع مرافقيه... سلمت عليه وعرفته بنفسي وبدأ يتحدث عن حالته الصحية وهي مستقرة فتقرير الطبيب أكد وجود طعنة في أسفل البطن نتج عنها بعض التهتكات في أمعائه... بصعوبة بالغة تحدث معي وهو يشير إلى الجرح بيده وقال : كنت جالسا في معرضي لبيع وشراء السيارات عندما تعرفت على (هـ) أول مرة... كانت تريد شراء سيارة من معرضي بعدها عرفتني على أشقائها الذين أصبحوا أفضل زبائني في المعرض... كانت لهم خبرة في بيع وشراء السيارات القديمة والحديثة وقد ربحت معهم أموالا طائلة... وتوطدت العلاقة بيننا وأصبحنا إخوة بعد أن كنا أصدقاء... في هذه الفترة أعجبتني أختهم (هـ) وطلبت منها الزواج... وافقت لكنها وضعت شرطا غريبا... طلبت مني أن يتم الزواج بصورة سرية حتى لا يعرف زوجها السابق ويأخذ أطفالها منها... وافقت على أمل اقتراب أولادها منها في سن معينة... بعد الزواج وجدتها تتدخل في عملي وأخذت تعطي أشقاءها من مالي وتبيع لهم السيارات بدون مقابل... في البداية تعاملت معهم على أنهم أهلي ولا فرق بيننا... لكن معلومات وصلتني من احد أقربائها أكدت لي أنها ما زالت على ذمة زوجها الأول ولم تطلق منه... جن جنوبي عندما علمت بهذا الخبر ، فلو كانت أمامي لقتلتها... لكنها كانت مسافرة للقاهرة سنة كاملة عاشتها في الخارج ،خلالها أقمت دعوى على أشقائها على ديون أستحقها عليهم ولم يسددوها لي... وقد أخذت
من ملفّات الشرطة..امرأة لا تعرف العيب!!
نشر في: 1 يناير, 2012: 05:48 م