قيس قاسم العجرش يمرح بعض الكتاب بأقلامهم وهم يضعون نظريات مجانية تتحدث عما يجب على المسؤول فعله أو تركه. منهم من يفتتح "يجب على المالكي أن .."، كما كتب جورج سمعان محللاً بعين عربية سقمها الرمدُ في الأزمة الحالية. المهم عند هؤلاء أن يذكروا الأزمة دون المرور، أو حتماً بتفادي المرور بأهم رموزها .
طبعاً نظرية اليد المغموسة بالماء الحار والتي تختلف عن تلك التي في الماء البارد يجب أن تحضر ذهنياً على الأقل ونحن نتابع كلام هؤلاء.لكن بالنهاية لن يفعل السيد حامل لقب الرئيس والقائد العام إلا ما يمليه عليه ذهنه.ولنتصور أن هذه الذهنية قد خضعت لذاتها باجترار كل لحظات الغضب و أيام الطعان مع الأعداء (المكشوف منهم أو المخفي)، عندها يمكن فقط أن نضع مقياساً يقرأ ما يحدث بواقعية.السيد القائد العام كشف بمرارة أن أربعة من الضباط قد أكلوا على مائدته وأدوا التحية العسكرية وحملوا ببزتهم المهيبة العسكرية الولاء لكنهم في لحظة معينة قرروا التخلي عن كل هذا لصالح تفجير الوضع الأمني بالتورط بتفجيرات خميسهم الأسود .طبعاً ما كان يمر لهؤلاء بالحسبان أن قبضات الجندرمة ستسحلهم بعد أقل من يوم من فعلتهم .ولا يمكن أن نتوقع أن يكون أحدهم انتحاريا كي يرمي بنفسه بين أيادي الحديد التي يعرف هو أفضل من غيره بالضبط كيف تتعامل مع المعتقلين .لكن مع ذلك آلم هؤلاء مشاعر القائد العام واضطروه أن يكشف عن عملية القبض والاشتباه بهم، آلموه أن يعرض في الإعلام أن أربعة من الضباط الأشداء الأقوياء الرحماء بينهم قد باعوا أنفسهم للشيطان.لكن سرباً من الأسئلة الطائرة ظهرت تحوم مع آلام القائد العام ، كيف أمضى هؤلاء كل هذه المدة كي ينتظروا إشارة الفصل الهاشمي الأخير كي يستجيبوا لأوامر الإرهاب؟ كم غيرهم في الأجهزة الأمنية ينتظر إشارة مماثلة ؟وكم سيدمي مثل هؤلاء قلب القائد العام، الذي ما كان ليكون قائداً ولا عامّـاً إلا بمثل هؤلاء.همساً هنا نقول: هل بدأت العقارب تأكل اللحم تحت الجلد بعد أن كنا نخوف بها الذئاب؟.عسكريتاريا المشهد العراقي تبني بنيانها على "بتلو" الخوف والرعب والتخويف والتهديد بالنار والحديد والمادة الرابعة.هذه تنتج كواسر حصرياً لصاحبها إلا أنها قابلة للانطلاق ولن تكون العاقبة إلا كمن يربي التماسيح في حوض حمام المنزل.المرارة تأكل من فكر القائد العام وتجعله يطيح بضباع العملية السياسية في بطشة غضب سريعة تدهس في طريقها كل مباني الدستور المبنية بالجص والخشب المستعمل وبعض صفائح النفط.كم سيكون العراق أفضل مما عليه الآن، لو ملك القائد العام سورة غضبه وترك القانون يغضب بدلاً منه.
تحت الضغط العالي :آلام القائد العام
نشر في: 1 يناير, 2012: 06:57 م