□ ترجمة: عبد الخالق علي عند الحديث مع احد الداعمين لسياسة اوباما بشأن العراق، فانه سيمتدح اوباما قائلا انه يستحق الثقة لحفاظه على وعوده في انهاء الحرب في العراق، و ان رحيل القوات الاميركية يؤشر تحولا بطوليا في الحرب- بطوليا ليس من جانب القوات بل ربما من جانب صانعي السياسة الذين كان لهم بعد نظر في انهاء مشاركة الولايات المتحدة في حرب اختيارية غبية .
في الواقع لم ينته انخراط الولايات المتحدة في هذه الحرب ، اذ مازال لوزارة الخارجية الأميركية موطئ قدم في العراق تحرسه اكبر قوة أمنية أهلية سبق ان ادارتها وزارة الخارجية. الا ان الحرب مستمرة بالانتهاء، و بسبب " حفاظه على الوعد " فقد نال الرئيس اوباما اعجاب مسانديه. اذا ما اشرنا الى مغادرة العراق بهذه السرعة و تساءلنا ما اذا كان الانسحاب البطيء بعد ترك قوة مقيمة سيحافظ اكثر على الاستقرار في العراق ، فسيغير هؤلاء المساندون اسبابهم و يقولون ان اوباما لم يكن امامه الا خيار سحب كل القوات، و ان العراقيين يرفضون بقاء هذه القوات، و ان الشعب الأميركي مصر على إنهاء الحرب (قبل انطلاق الحملة الانتخابية لعام 2012)، و ان ذلك كان خروجا ضروريا و ليس خياريا، و ان الخطأ كان خطأ بوش لأنه ألزم اوباما باتفاقية الإطار الستراتيجي لعام 2008 التي حددت موعد رحيل القوات. طبعا هذا الرأي يحتاج منا الى أن نتجاهل بان كلا الطرفين الأميركي والعراقي ينظران الى هذه الاتفاقية على أنها خطوة مؤقتة يمكن اعادة التفاوض بشأنها بعد الانتخابات العراقية لغرض السماح ببقاء الاميركان لفترة أطول.المشكلة الأكبر هي أن هذا الرأي يتطلب ان نتجاهل أيضا المفاوضات المطولة الفاشلة لممثلي اوباما و التي لم تحقق شيئا. لذا فان لف ودوران اوباما له خطان : فكل أمر جيد سيحصل في العراق سينسبونه الى قرار اوباما الشجاع في انهاء مشاركة الولايات المتحدة في هذه الحرب ، اما اذا حصل أمر سيئ فلا يمكن القاء اللوم فيه على اوباما لأنه لم يكن لديه خيار الا ما قام به.مؤيدو اوباما يلفون و يدورون حول هذين الخطين.عندما يتعرض البعض منهم للضغط فإنهم يستنكرون كل محاولات الكشف عما اذا كان الرئيس اوباما يتحمل اية مسؤولية عما حصل في العراق خلال فترة رئاسته، و يعتبرونها طعنة في الظهر . حتى الآن يبدو ان الشعب الأميركي مقتنع بهذا الخط من التفكير. العراق بلد متعب بلا شك و هناك الكثير من التحديات في الداخل و الخارج . لكن اذا لم يقم اوباما بالمزيد، فسيأتي يوم يرغب فيه الاميركان بشخص أكثر أخلاصا و أمانة، و يؤججون جدالا حول الخيارات التي اتخذها.■ عن: فورين بوليسي
هل نلوم أوباما..على ما سيحدث في العراق؟

نشر في: 1 يناير, 2012: 06:58 م









