TOP

جريدة المدى > سياسية > السياسيون فشلوا.. والفيدرالية لن تحل المشكلة!

السياسيون فشلوا.. والفيدرالية لن تحل المشكلة!

نشر في: 1 يناير, 2012: 07:01 م

□ ترجمة: المدى ان المشكلة الحقيقية في العراق هي ان السياسيين قد فشلوا، وان الفيدرالية  لن تحل المشكلة. صحيح ان فدرالية الكرد قد نجحت لكنها ليست حلا لباقي اجزاء العراق. يمر العراق الآن  بأوقات عصيبة من تاريخه، فقرارات اليوم ستكون لها ملابسات طويلة على مدى اجيال.
فبعض القرارات المهمة قد لا يمكن الرجوع عنها في المستقبل، لذا علينا ان نكون متأنين فيما نتمناه.ما يحتاجه العراق اليوم، سياسيون يمكنهم تخفيف التوترات من اجل ايجاد حل للازمة لكن من  دون الدعوة الى تقسيم البلد لمجرد تدهور العلاقات بين طرفين سياسيين. و كما ذكر مارتن كوبلر المبعوث الخاص للأمم المتحدة " على القادة العراقيين توحيد جهودهم والعمل بسرعــة وبمسؤوليــة".حاليا يبدو أن الفيدرالية ليست الحل المناسب للعراق، إذ أن تطبيقها في هذه الظروف المشحونة يرسل رسائل خاطئة للشعب العراقي و للعالم. الفيدرالية كحل لا تشخص الأزمة بشكل صحيح، فالمشكلة الحقيقية هي ليست في الحكومة المركزية و انما في السياسيين  الذين فشلوا وخيبوا آمال ابناء  الشعب . على العراق ان ينتظر جدالا عقلانيا حول الفيدرالية يمكنه ان يسلط الضوء على الحكم الجيد مقابل الدفاع عن الهويات الطائفية و الا فسيكون هناك حمام من الدم كالذي حصل في الاعوام  2006 – 2008 ، اذا ما تغلبت دعوات التقسيم على دعوات التهدئة و الصبر . من المستحيل الآن تطبيق فيدرالية واسعة دون الانخراط في صراع عنيف . فالنظرية واحدة الا أن الواقع على الأرض يختلف كثيرا. اذا ما تحركت عجلات التقسيم فان مختلف مكونات العراق ستحاول السيطرة على المناطق المتنازع عليها و التي تضم خليطا من المكونات .العراقيون لم يولدوا وحوشا بحيث لا يمكنهم التعايش بسلام مع بعض . منذ وقت طويل و الارهابيون المدعومون من خارج البلاد يستغلون النزاعات المحلية من اجل تأجيج العنف الطائفي و يجب على العراقيين عدم الوقوع في مصيدتهم . قد تكون الفيدرالية نجحت في كردستان، الا انها يجب ألا تؤخذ مقياسا لباقي البلاد. فالكرد حالة استثنائية لأنهم  يتمتعون بحكم ذاتي  منذ عام 1991 نتيجة لوحشية نظام البعث ، فاليوم لا تتعرض القرى العراقية للغازات السامة،  و ليست هناك مقابر جماعية تضم مئات الالاف من الجثث، و المدن لا يتم تطهيرها من قبل الحكومة المركزية. اليوم تعيش المنطقة الكردية ظروفا اقتصادية و امنية افضل الا ان الكرد يعانون  المشاكل السياسية نفسها التي يعانيها باقي العراقيين. ان الفساد و المحسوبية و غياب الشفافية و العدالة هي القضايا الحقيقية التي تسبب تأخير العراق و على العراقيين مواجهتها  قبل الجدل حول الفيدرالية. المهم أيضا ان نسلط الضوء على طبيعة الطائفية في العراق، و علينا التمييز بين الأحقاد المكبوتة التي تعود الى قرون بعيدة و بين التلاعب السياسي الذكي . يزعم البروفيسور ايريك ديفيز، أستاذ العلوم السياسية الذي يبحث في العلاقة بين سلطة الدولة و الذاكرة التاريخية في العراق الحديث، بان النموذج العرقي - الطائفي المستخدم لتأطير السياسة يقود الى حلقة مفرغة تؤطر الحقائق على الأرض و تزيد من سوء التفاهم ، كما يزعم ان التحليل احادي البعد يناسب تفكير الكثير من صانعي السياسة الذين هم بحاجة الى استيعاب المعلومات بسرعة. نحن نواجه خطرا حقيقيا، فالتفاهم  خطير في بلد حتى دعوات حفظ الخيارات  ذات النوايا الحسنة تفسر فيه على أنها تقسيم للبلاد ، و هذا أمر لا يفيد أحدا الا  حديثي السلطة الذين يحاولون  الحصول على مكاسب سريعة من خلال سلطتهم . عندما نناقش العراق ، علينا جميعا ان ننظر  الى ابعد من المكاسب،  الى كيفية دفع البلاد للأمام من خلال مواجهة المشاكل الحقيقية.■ عن: صحيفة الغارديان البريطانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

في ختامه.. معرض العراق الدولي للكتاب يكرّم نخبة من النسوة العراقيات
سياسية

في ختامه.. معرض العراق الدولي للكتاب يكرّم نخبة من النسوة العراقيات

بغداد / المدى اختُتمت، مساء السبت، فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب بنسخته السادسة، بحفل تكريم خاص احتفى بنخبة من النسوة العراقيات اللواتي قدّمن منجزًا بارزًا في مجالات الفكر، الأدب، الثقافة، والعمل العام، وذلك ضمن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram