وفاة مير بصري لم يكن مير بصري يعلم في فتوته انه سيصبح اديبا كبيرا ومؤرخا مرموقا ، الا بعد تعرفه على الاب انستاس ماري الكرملي ، وكان الاخير يمد يد العون الادبي للكثيرين وفتح لهم صفحات مجلته الرصينة ( لغة العرب ) مثل يعقوب سركيس ومصطفى جواد ومير بصري . وفي عام 1928 بدأ مير بصري بالكتابة الادبية شعرا ، ثم أخذ يكتب خواطر ومقاطع انسانية جميلة في مجلات العاصمة .
ولد مير بصري في بغداد عام 1911 ، ودرس في مدارس الاليانس وتخرج فيها متفوقا ، وانخرط في السلك الوظيفي موظفا في وزارة الخارجية لعدة سنوات ، ثم نقل خدماته الى مديرية البريد والبرق ، حتى تفرغ في اواخر الثلاثينات للعمل في غرفة تجارة بغداد حتى اصبح رئيسا لها واشرف على مجلتها ، وهي من ارقى المجلات العراقية في الاربعينات لما نشرته من مقالات وبحوث تاريخية واقتصادية رصينة . كما رأس العديد من الهيئات والجمعيات والشركات وقد ترك فيها اجمل الآثار . عرف بصري شاعرا رقيقا حالما بعالم متسامح تعلوه راية السلام في كل حين ، وترجم الكثير من الشعر العالمي والملحمي ، كما كتب بعض القصص الانسانية ، وكل هذا جدير بالجمع والتنويه . غير ان اهم مشروع فكري اضطلع به هو جمعه لتراجم الشخصيات العراقية في شتى جوانب الحياة العامة ، وقد رتب ما جمعه في كتب ، اصبحت اليوم من اهم المراجع للتراجم والسير . فقد اخرج للمكتبة العراقية ( اعلام السياسة ) في جزأين و( اعلام الادب) في ثلاثة اجزاء و ( اعلام اليقظة الفكرية ) و (اعلام الحركة القومية والوطنية ) و ( اعلام الكرد ) و( اعلام التركمان ) و ( اعلام اليهود) فضلا عن عدد من الكتب المترجمة ومذكراته. تعرض لمحنة الاضطهاد من السلطة البعثية وكان رئيسا للطائفة اليهودية في العراق ، غير ان ذلك لم يفت في عضد مشروعه الثقافي ، وتفرغ له بعد تركه العراق في منتصف السبعينات ، في الوقت نفسه الذي كان يبث فيه اوجاع الغربة والفراق لبلده الذي احبه وخدم تاريخه ، حتى ادركته المنون في مثل هذا اليوم من عام 2007 في لندن .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 2 يناير, 2012: 07:40 م