TOP

جريدة المدى > سياسية > حمى الخطابات والتصريحات مفتتحٌ لعام جديد

حمى الخطابات والتصريحات مفتتحٌ لعام جديد

نشر في: 2 يناير, 2012: 09:29 م

 تحليل سياسي /ماجد طوفاناستقبل العراقيون عامهم الجديد بسيلٍ جارف من التصريحات الساخنة، وبرغم ذلك فأن مناخ العاصمة ومدن العراق كان باردا لاذعا لم تسعفه تلك التصريحات و(الاحتفالات) التي عمت أرجاءً منه، إذ بقيت الأزمة معلقة برغم كل الدعوات التي صدرت من أكثر من جهة، والملاحظ إن عدوى الخطابات استشرت بشكل يشبه العدوى
 فبعد خطاب رئيس الحكومة بمناسبة خروج القوات الأميركية من العراق، الذي تعددت أسماؤه فسمي بيوم الوفاء، والجلاء، واليوم الخالد، وأخيرا يوم العراق، وهذا يدلل على ان سياسيينا لا يتقنون سوى الكلام –وهو غير نافع–. المالكي لم يكن موفقا بطروحاته ولا حتى بشكل الاحتفالية التي كانت اقرب إلى الفوضى منها إلى الاحتفاء، فقد ساد الهرج والمرج أرجاء القاعة، وخرجت الاحتفالية عن أيّ سياق، اعتقد كان على رئيس الحكومة أن يبعث رسائل اطمئنان إلى الجميع، وان يؤكد على بناء الدولة المدنية، وتعميق أسس العملية الديموقراطية بشكلها الحقيقي، وان يجعل المواطنة هي الأساس في البناء والتعامل، أما الحديث عن الثورات ومن يقوم بها ومن يسرقها فلا اعتقد أن هذا الكلام له مناسبة لقوله، مع المغالطة الكبيرة التي وقع السيد رئيس الحكومة في هذا الموضوع تحديدا!! وما أن أنهى السيد المالكي خطابه واحتفاليته لم يستطع رئيس مجلس النواب صبرا فطلع علينا يوم أمس بخطاب، سبقه ترويج له قبل يوم، وكأن الخطابات هي ما ينتظره العراقيون من حكامهم الحاليين، والملاحظ أن خطاب النجيفي جاء حافلا بالإنشاء والجمل الجاهزة، مع الإشارات المبطنة التي دسها السيد النجيفي ضد خصومه، والمراقب يستنتج ومن دون عناء أن يوم الجلاء –أو سمّه ما شئت– أنتج لنا تنافسا على الخطابات ليس إلا!! وليت هذه الخطابات كانت صريحة وكاشفة لما تعانيه البلاد من أزمة خانقة، وليتها كانت تضع مقدمات أولية للحلول، من جهة أخرى أصبح عقد المؤتمر الوطني المزمع عقدة أخرى هو الآخر، ولعل المفارقة التي يلتقطها المراقب، هي أن المؤتمر الغاية منه الوصول إلى حل بين الفرقاء السياسيين، فإذا به هو الآخر يتحول إلى عقبة، فقد اختلف السياسيون على مكان عقده، فمنهم من يريد عقده في بغداد، وآخرون يريدون عقده في أربيل، وإزاء هذا الموقف هل يمكن أن يعول على عقد مؤتمر أصبحت الجغرافيا المكانية العراقية على اتساعها غير مستوعبة له، الأمر الآخر، إن الكتل والأحزاب أخذت ومنذ أيام تعلن عن شروط وربما اشتراطات لحضور المؤتمر، وهم بذلك يطبقون المثل الانكليزي، فقاموا بشكل مبكر بوضع العربة أمام الحصان، وهذا يؤشر أن الجميع ليست لديهم رغبة للحوار الحقيقي والجاد الذي يمكن أن يضع حدا لكل الأزمات التي أصبحت من الكمّ والنوع بما لا يمكن إيجاد الحلول لها في أشهر وربما في سنين، ولعل السياسيين عندنا أعجبتهم لعبة القط والفار، والكر والفر، ووضع الرؤوس في التراب تيّمنا بما يفعله النعام عندما يشعر بالخطر، لكن هناك فرقا شاسعا بين غاية النعام وغاية سياسيينا الأفاضل، يوم أمس أردت ان أحصي عدد تصريحات المسؤولين من تنفيذيين وتشريعيين فوجدتها تفوق العد، وإذا كان في نيّتي أن اجمعها فأنها ستحتل صفحات الصحيفة من الأولى وحتى الأخيرة، وهي بمجموعها خطابات استفزازية ومتنافرة وصارخة وحادة ولا تحمل في محواها أية دلائل على أن مطلقيها باحثون عن الحلول، بقدر ما توحي إن الكل يريد ان يتقاطع مع الآخر، لذا من الواضح إننا نعيش عصر الخطابات والتصريحات، ويعتقد ساستنا إن العراقيين توفر لهم كل شيء، وإنهم في حالة من الترف الاقتصادي والاجتماعي والنفسي ولا ينقصهم سوى الجلوس أمام شاشات التلفاز لسماع هذه الخطب والكلام الذي أصبح ممجوجا ولا يحمل أي معنى. وإذا قمنا بنظرة فاحصة وبسيطة على أية دولة في العالم تجري فيها أحداث أكثر مما يجري في بلدنا، فأننا سنجد ناطقا واحدا لكل مؤسسة وهم يعدون على أطراف الأصابع، في حين أصبح مجلس النواب بمجموع أعضائه الـ 325 كلهم ناطقين رسميين ناهيك عن المتحدثين بأسماء الكتل والوزارات وما دونها.  وبرغم كل هذا الكم الهائل فأننا ما زلنا نبحث عن الحقيقة والصدق والنوايا والحلول!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

في ختامه.. معرض العراق الدولي للكتاب يكرّم نخبة من النسوة العراقيات
سياسية

في ختامه.. معرض العراق الدولي للكتاب يكرّم نخبة من النسوة العراقيات

بغداد / المدى اختُتمت، مساء السبت، فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب بنسخته السادسة، بحفل تكريم خاص احتفى بنخبة من النسوة العراقيات اللواتي قدّمن منجزًا بارزًا في مجالات الفكر، الأدب، الثقافة، والعمل العام، وذلك ضمن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram