□ نيويورك/ وكالاتفي إحدى القاعات التابعة لأحد مراكز رعاية المسنين في مدينة كولونيا الألمانية تقوم تسع نساء مسنات بتمارين رياضية، حيث يسرن عبر القاعة ويدحرجن كرة أسفنجية حول الجسم ويمررنها فوق البطن وخلف الظهر وفوق الرأس، ثم عبر الساقين ويلي ذلك حركات للتوازن في وضع الجلوس والوقوف . كما تحمل هؤلاء النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 60 و80 عاماً خلال تمارين التوازن أثقالاً فوق كاحل القدمين، ويمسكن بأيديهن مقابض حديدية، ويستندن إلى مسند الكرسي الخلفي، ويحركن أرجلهن بالتناوب .
تقول إحدى المشاركات شارحة هذا البرنامج “هذا يفيد العظام والعضلات، أي يساعد على استمرار سلامة العظام ومتانة العضلات” .وتضيف: “إن ممارسة هذه التمارين تعود بالفائدة، وأنصح بها كل شخص . نشعر فعلاً بالصحة والسلامة ومرونة الحركة وتستعيد العظام المسنة حيويتها”، وهذا هو الهدف من هذه التمارين .و”رشاقة في سن المئة” هو عنوان برنامج التمارين الرياضية الذي تم تطويره بالتعاون مع المعهد الرياضي العالي في مدينة كولونيا . ويقضي البرنامج بأن يمارس المسنون الرياضة لمدة ساعتين في الأسبوع كي يحافظوا على النشاط ومرونة الحركة، ويتمكنوا من النهوض من دون صعوبة وصعود الدرج والتنزه والقيام بالعناية بأنفسهم .ومن المنظور العلمي يجب أن تتم ممارسة الرياضة بشكل هادف، وأن تكون الحركات مدروسة، كما يقول فرانك نيدر من معهد رياضة المسنين التابع للمعهد الرياضي العالي، ويضيف: “لهذا يجب أن يتضمن برنامج الحركات الرياضية إجراء التمارين مرتين في الأسبوع لمدة ساعة . ويجب أن تستهدف التمارين تقوية عضلات الرجلين والذراعين والجذع وعضلات الظهر” . وتؤكد نتائج العديد من الدراسات التي أجريت على هذا البرنامج حدوث تحسن واضح في مستوى رشاقة المشاركين في ممارسة التمارين، بغض النظر عن العمر، وما إذا كان الشخص قد مارس قبلا الرياضة أم لا .ويقول نيدر “ما أردنا معرفته هو ما إذا كانت التمارين صالحة لتحسين مرونة الحركة لدى الناس المتقدمين في السن” . ويؤكد نيدر أن تمارين اللياقة البدنية لا ترتبط بعمر معين .ويضيف: “يمكننا القول إنه يمكن تحسين توازن الجسم واللياقة البدنية وقوة الأيدي والأرجل حتى لدى الأشخاص الذين بلغوا التسعين”.وإلى جانب التأثير الإيجابي في الجسم، تلعب الاتصالات الاجتماعية المنتظمة ومتعة ممارسة الرياضة الجماعية دوراً كبيراً في شعور المتقدمين في السن بالسعادة والارتياح، وهذا ما تؤكده سيدات مجموعة كولونيا الرياضية، لهذا فإنهن عازمات على مواصلة التمارين المشتركة على جميع الأحوال .من جهة ثانية، نصح الأطباء السيدات بتناول أقراص الكالسيوم والفيتامين “د” لحماية عظامهم ضد الترقق، لكن الباحثين توصلوا حديثاً إلى أن الكالسيوم له منافع أخرى تساعد المرأة في الحفاظ على رشاقتها بعد الخمسين . فقد تبين أن المرأة التي تتناول الكالسيوم وفيتامين “د” بصورة منتظمة هي أقل عرضة لزيادة الوزن مقارنة باللواتي لا يتناولن الفيتامينات المذكورة سلفاً . وأظهرت الدراسة التي أعدها خبراء أمريكيون في كاليفورنيا، أن النساء اللواتي كن يعانين نقصاً في الكالسيوم وأجريت الدراسة عليهن كن الأكثر تجاوباً من حيث الحفاظ على رشاقتهن في عقدهن الخامس .ويقول خبراء إن آثار الكالسيوم أسهمت إلى حد بعيد في كسر خلايا الدهن الموجودة في الجسم وإنتاج مادة “اللبتين” المسؤولة عن ضبط شهية الأكل . وبالمحافظة على التوازن في كميات المواد المغذية والفيتامينات، يمكن للحمية أن تشجع دورة الاستقلاب بفاعلية، وفق ما جاء في الدراسة . وأعد الباحثون في منظمة كايزر بيرماننت في كاليفورنيا دراستهم وفق تجارب أجريت على 36282 امرأة بين عمر 50 إلى 79 . وتناولت كل واحدة من السيدات ما معدله 100 ملغ من الكالسيوم يومياً، إضافة إلى 400 وحدة من فيتامين “د” وتم قياس وزنهن مرة كل سنة على مدى 7 سنوات . وفي نهاية الدراسة تبين أن النساء اللواتي واظبن على الوصفة خسرن وزناً بمعدل ربع كيلو . أما اللواتي كن لا يتناولن الحاجة الكافية من الكالسيوم، قبل التجربة، نقص وزنهن نصف كيلو تقريباً . وقال الباحثون: “بما أن خسارة الوزن الزائد لها آثار إيجابية كثيرة على السيدات في منتصف العمر، فإن الفترة التي تسبق انقطاع الطمث هي الأنسب للتحكم بالخط البياني لارتفاع الوزن” . وتقول اختصاصية التغذية مارلين غلانفيل إن: “الكالسيوم يساعد على تخفيض امتصاص الدهون ويزيد من إنتاج مادة اللبتين، لذلك نشجع السيدات الكبيرات في العمر على تناول الكالسيوم الذي لا يقوي العظام فقط، بل يساعد على التحكم في زيادة الوزن ويحمي ضد سرطان الثدي” .إلى ذلك أكد بحث بريطاني جديد أن الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والحركة في سن الشيخوخة عنصران مهمان للغاية من أجل التمتع بحياة جيدة بشكل عام، حيث يساعدان بعض المسنين على الاحتفاظ بحيويتهم ونشاطهم . وأظهرت الدراسات، التي أجريت أثناء تطوير مقياس جديد لنوعية الحياة لدى المسنين، أن بعض الأشخاص في التسعينات من أعمارهم يواصلون لعب البولينغ بمساعدة ركبتين أو ذراعين جديدين أو بالاستعانة بمنظار لمواجهة ضعف الرؤية . ووفقاً للبحث، الذي
رشاقة وحيويّة حتى سنّ 100
نشر في: 3 يناير, 2012: 06:23 م