اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الفئات النقدية الصغيرة.. "مرغوبة مذمومة"!

الفئات النقدية الصغيرة.. "مرغوبة مذمومة"!

نشر في: 3 يناير, 2012: 06:34 م

 بغداد/ وائل نعمة عدسة/ أدهم يوسفينتقل صاحب "الكيا" بنظره بين الشارع وبين ورقة الـ250 دينارا...يتفحصها جيدا ويتلمس سطحها خوفا من كونها لصقت بشريط شفاف ...مدّ يده إلى الوراء ليرجعها إلى صاحبها الشرعي "ممكن تغيره"،
يطلب السائق الشاب من الرجل العجوز الذي غطى وجهه بــ(شماغ)  جنوبي ولم يظهر شيئا من ملامحه غير أنفه المفلطح!...أزاح الوشاح عن فمه "ليش هو أني صانعه" ، وهو يلوح بـ"الربع" في الهواء وكأنه يريد أن ينزل منه الدنانير التي أثقلت الورقة ومزقتها إلى ثلاثة أقسام وجمعت بلاصق… وتبدأ تعليقات الركاب المحشورين مع بعضهم في السيارة الكورية الصغيرة بين مؤيد ورافض لتداول العملات الممزقة والتالفة،ويخرج احدهم خمسمئة دينار، صبغت بلون أسود ،وامرأة أخرى تشير بورقة نقدية إلى أن السائق ارجع لها (1000) دينار مكتوب عليه بيت شعر!rnحوار العملة التالفة! انتشار العملة الورقية التالفة أصبح إحدى المشاكل اليومية ومجالا للنقاش وربما للشجار أحيانا بين سائقي الأجرة والباصات مع الركاب ،وبين البسطيات والزبائن وحتى المخابز والأفران صارت تعاني هذه المشكلة ،في أحيان كثيرة المتسول يرفض العملة الممزقة.ربما لا يدرك الكثير منا مدى رمزية الأوراق النقدية، التي تزداد نحوها الممارسات الخاطئة، ابتداءً من أسلوب الكتابة عليها من قبل بعض العشاق والباحثين على مجالات التعارف،وهم  يحولون الورقة إلى جدار حر من خلال كتابة أرقام وأبيات شعر وأبو ذيات ...أو بعض المحاسبين وأمناء الصناديق في المصارف  الذين يقومون بتحويل النقود لدفاتر ملاحظات وتسجيل رقم "الشدة" عليها، وصولا إلى التخزين الخاطئ لدى البعض في أماكن غير صحية للعملة الورقية، في الوقت الذي يتراجع فيه استخدام المحفظة لتتعرض النقود للدعك المتكرر في الجيوب، فمعظم الفئات النقدية وخاصة ذات القيمة الـ 250 و500 و1000 دينار، فقدت جزءاً من مواصفاتها جراء الاستعمال المتكرر، وفُقد تماسكها وأصبحت متهالكة ومتهرئة ، أو تعرضت للقطع أو القص أو الحرق من زواياها.ويقول صاحب "الكيا ": إنه لا يمر يوم واحد من دون أن تكون هناك مشكلة أو أكثر مع الركاب بسبب الأوراق النقدية الممزقة ، ويضيف محمد (33 )عاما "الراكب حينما أُرجع له الباقي الذي عادة ما يتكون من فئات صغيرة يرفض أخذها لأنها ممزقة.. وبالتالي أصبح مضطراً إلى أن أرفض أنا أيضا تسلّمها - العملة الممزقة - من الركاب".ويشير أبو جعفر - كاسب وينتقل يوميا بين بغداد الجديدة ومنطقة السنك - إلى أن أجرة الباص هي 750 ديناراً، لذلك دائما تكون هناك مشكلة ! ويضيف "وجود العملة الورقية التالفة  تسبب لنا الكثير من المشاكل، فعندما نذهب لشراء احتياجاتنا يعيد البائع لنا أوراقاً نقدية ممزقة وموصولة إلا أننا نواجه مشاكل كثيرة وصعبة في تصريفها، سواء من قبل أصحاب المحال التجارية أو سائقي الكيا .rnأُسلّم ولا أتسلّم...! بالمقابل، أصحاب شركات الصيرفة تغير لك العملة الأجنبية الى عراقية ممزقة، وهو يرفضون تسلم الورقة النقدية المحلية في الحالة العكسية ، رسول عبد الله صاحب محل لبيع الموبايلات في شارع الربيعي يؤكد أنه يحول العراقي إلى الدولار، وبالعكس في كل يوم تقريبا، ويتعامل مع شركات صيرفة وتحويل أموال متخصصة بهذا الشأن ،وهم يرفضون تسلم عملة عراقية بالية بالمقابل عند التصريف يجب أن أسكت على أوراقهم الممزقة! الموظفون هم أيضا يتسلمون أوراقا نقدية تالفة وأحيانا مزورة ،وهم لا يجدون منفذا تسويقيا لتصريفها ولا يحق لهم الاعتراض لدى أمناء صناديق دوائرهم على نوع العملة أو شكلها.تقول سحر موظفة حكومية بان شعبْ الحسابات في دوائرنا الرسمية يمتلكون جوابا كلاسيكيا يستخدمونه دوما في حالة الاحتجاج على تلف العملة الورقية "هذه مسؤولية المصارف الحكومية التي تسلمنا هذه الأوراق" ! فيما يوضح موظف حكومي آخر انه يتسلم في كل شهر راتبا تدسّ فيه أوراق ممزقة ، في الوقت الذي ترفض المصارف الحكومية أو الأهلية او الكثير من أصحاب المحال التجارية في الأسواق تسلمها منه،مضيفا " اتسلم أحيانا من خمسين إلى مئة ألف دينار من فئة الـ(1000) ومعظمها تالفة ولا اعرف أين اصرفها ؟!من جانب آخر، العملة تشهد أيضا عمليات تزوير لاسيما العملات الكبيرة ،وكانت مصادر في وزارة الداخلية ذكرت في وقت سابق بأنها اعتقلت عددا من الأشخاص من الجنسية الإيرانية في جنوبي العراق وبحوزتهم كمية من العملة العراقية المزورة، وأوضح :" أن هذه ليست المرة الأولى التي يلقى القبض فيها على أشخاص غير عراقيين وبحوزتهم عملة مزورة ، فقد سبق ذلك إلقاء القبض على مجموعة إيرانية أخرى في محافظة السليمانية.وأشار مدير كمارك المنطقة الرابعة في البصرة العميد خلف البدران إلى انه " تم مؤخرا ضبط عملة عراقية مزورة وقد دخلت من إحدى دول الجوار بكميات هائلة إلى البصرة ومن مختلف الفئات النقدية".وقال :" إن المتهمين أكدوا خلال التحقيقات الأولية معهم أنهم دخلوا عن طريق إحدى دول الجوا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram