في مساء 18 تشرين الثاني 1917 لفظ الجنرال ستانلي مود قائد الجيش البريطاني في العراق وفاتح بغداد أنفاسه الأخيرة. وكان مود قد حضر مساء 14 منه حفلة في مدرسة الاليانس أقامتها الطائفة اليهودية في بغداد لتقديم الشكر له وتكريمه، وفيها شرب قهوة ممزوجة بالحليب البارد غير المغلي. وفي صباح اليوم التالي شعر القائد الانكليزي بتوعك صحته، وتبين انه مصابا بالكوليرا، وأدى ذلك إلى وفاته بعد أيام التي أثارت الكثير من الشائعات والهمس بين الناس.
وتألفت في بغداد لجنة من عدد من تجارها من مختلف الأديان لجمع التبرعات لإقامة تمثال لمود يخلد ذكراه، ثم توقف الأمر لسنوات قبل الإعلان عن انجاز التمثال، وفي مثل هذا اليوم من عام 1923 جرى الاحتفال بإزاحة الستار عن تمثال مود وهو يعتلي صهوة جواده، وقد وضع التمثال على قاعدة كبيرة أمام دائرة المندوب السامي في محلة الكريمات في الكرخ وقد أصبحت في ما بعد السفارة البريطانية ببغداد. وقد تعددت المطالبات من الجهات الوطنية بإزالة التمثال الذي يمثل الاحتلال وقائده في وسط العاصمة بما لا يتلاءم والاعتبارات السيادية، غير أن السلطة لم تعر الأمر اهتماما، بل قدمت للمحاكمة شاعرا طالب بتحطيم التمثال. وفي صبيحة يوم ثورة 14 تموز 1958 هاجمت الجماهير الغاضبة التمثال وحطمته، وكان ذلك من مشاهد يوم الثورة المثيرة.رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: تمثال الجنرال مود
نشر في: 3 يناير, 2012: 06:57 م