بغداد / متابعة المدى الاقتصادي انتشرت في العاصمة بغداد مؤخراً مراكز تجارية كبيرة وشاملة للتسوق أطلق عليها  (المولات) شهدت إقبالا كبيراً من المستهلكين . وشكلت هذه المراكز التجارية ظاهرة تنافسية مع كبريات الاسواق في بغداد (كالشورجة،العربي وجميلة) ، في وقت انحسرت الأسواق المركزية تماماً على الرغم من الوعود التي اطلقتها وزارة التجارة في امكانية احالتها الى الاستثمار والتي ذهبت ادراج الرياح من دون معرفة الاسباب الحقيقية وراء ذلك .
وتبرز الحاجة الى افتتاح (المولات) في بغداد مع زيادة تعداد سكانها الى اكثر من 7 ملايين نسمة ، وأهمية المجمعات التجارية الكبيرة للمدينة .وقال مدير ادارة سوق التفاح الاخضر في وسط بغداد ابراهيم سعود لوكالة كردستان للانباء(آكانيوز) ان "مشروع المولات يعد ناجحاً تماماً مع تزايد حاجة المواطن لمثل تلك المجمعات التي تلبي كل مايريد، لكن استمرارها مرهون بتحقق الامان في المدينة".ووصف مركزه التجاري بأنه "من المشاريع التي تدر ارباحا عالية لما تقدمه من خدمات يطلبها الزبائن، وتابع قائلا "يحتوي سوقنا الذي افتتح قبل سنتين تقريبا على اربعة طوابق للتبضع بمساحة 500 متر، بما فيها الطابق الاخير، وهو عبارة عن مطعم وقاعة للاعراس والمناسبات".وبين  ان "الاقبال على السوق كبير جداً ونقوم لاجل ذلك بتطوير عملنا وتنويعه عبر تقديم وجبات الطعام السريعة للمتبضعين، وتوفير بعض لعب الاطفال في مدخل السوق للترفيه عن الصغار"  وعن اقبال الناس على المولات قال" معظم الناس صاروا يفضلون تجربة (المولات) بعد ان اطلعوا عليها لاول مرة في اقليم كردستان والدول المجاورة وحاولنا هنا تقليد الفكرة ونجحنا في ذلك".وحول الامان المتحقق من اي حوادث طارئة كحوادث الاقتحام  بقصد السرقة،  قال ان "الحراسة هنا مشددة من قبل القوات الامنية التي تنتشر في الشارع المقابل لنا، ولاجل ذلك عملنا يزداد وتبقى ابوابنا مفتوحة حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً".من جهتها، تصف رنا رعد -التي تقوم بمهمة مفتشة للنساء- نفسها بأنها (بوليس السوق) وتقول ان "مهمتي هي  مراقبة حقائب النساء خشية وجود اي مواد متفجرة، وهو عمل ؤقت لي لاني اطمح ان اصبح مذيعة اخبار!"ويرى الاقتصادي سلام ناهي ان "تجربة المولات في العراق توفر فرصة اقتصادية للاستثمار، لكنها لن تكون بطريقة عادلة للاستفادة منها من قبل ذوي الدخول المتواضعة من غير فئة الموظفين الذين يحظون بفرصة زيادة رواتبهم".وأكدت امانة بغداد بصفتها مسؤولة عن منح العقود لمستثمري الاسواق، عبر مدير اعلامها حكيم عبد الزهرة لـ(آكانيوز) اننا "نشجع ونقدم كل التسهيلات للمستثمرين الذين يريدون أن ينفذوا مشاريع تسويقية ضخمة، حيث لدينا لجنة استثمار شكلت في أمانة بغداد تتحقق من طلبات المستثمرين وصور التصاميم والمخططات".وقال عبد الزهرة : "تعتزم احدى الشركات الفرنسية افتتاح متجرين كبيرين من السلسلة الفرنسية في العراق (سيتي مول) في جانبي الكرخ والرصافة تبلغ مساحة كل منهما 50 دونما، في حين اعلنت شركة بريطانية عن شروعها في تنفيذ مشروع مول بغداد الكبير المؤمل ان يتم البدء فيه مع عام 2012 حيث سيحتوي على خمس صالات عرض سينما وحدائق ومطاعم والعديد من وسائل الترفيه.يذكر أن أمانة بغداد قد أعلنت في اوقات سابقة عن ثلاث حزم من مشاريع الاستثمار تتضمن إنشاء مجمعات سكنية ومولات تجارية واماكن ترفيهية وفنادق خمس نجوم وعمارات لوقوف السيارات، منها  مشروع مول "النخيل" التجاري الاستثماري في جانب الرصافة بكلفة 12 مليون دولار و تبلغ مدة انجازه عامين، ويضم محالاً تجارية ومعارض ومطاعم ومراكز ترفيهية.