TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلاكيت:السينمـا الإيرانيـة.. فـي حومة الأوسكار

كلاكيت:السينمـا الإيرانيـة.. فـي حومة الأوسكار

نشر في: 4 يناير, 2012: 06:07 م

 علاء المفرجي كرّس فيلم (انفصال نادر وسيمين) الحضور المتميز للسينما الإيرانية في المهرجانات السينمائية، وفي عموم المشهد السينمائي في العالم، الذي توفرت لنا متابعته خلال مشاركته في مهرجان ابو ظبي السينمائي في دورته الاخيرة وحصوله على أهم جوائزه، وهو اختياره في قائمة الأفلام الخمسة المرشحة لاوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام، وهو الانجاز الأول لهذه السينما.
ولا غرابة أن يتوج هذا الفيلم بمثل هذا الامتياز، وهو من رحم سينما اكدت حضورها القوي والمؤثر في الفن السابع، خلال العقود الثلاثة الأخيرة.فبفضل عدد من رجالاتها استطاعت السينما الايرانية ان تلفت اليها انظار عشاق السينما في كل مكان، على الرغم من سيف الرقابة المسلط على مبدعي هذا البلد، والمتمثل بالكثير من الاشتراطات والتابوهات، والذي وصلت محظوراته حد الزج في السجن والمنع من العمل كما حصل مع احد مبدعي هذا الفن، وهو المخرج المتميز جعفر بناهي، الذي يقضي عقوبة الحجر والمنع لعشرين عاما قادمة.وبرغم ان هذا الفيلم يندرج ضمن عديد الافلام الايرانية التي حققت نجاحات جماهيرية ونقدية ملحوظة في السنوات الاخيرة، إلا ما يميزه عنها هو انغماره الملحوظ في الخصوصية المحلية، من خلال تاريخ يلامس هموم وانشغالات  مجتمعه.. وتوثيقه لمرحلة مهمة من تاريخ بلد يعاني ظروفاً ملتبسة، ووضعا اجتماعيا استثنائيا.. هذا فضلاً عن الصنعة المتقنة والمعالجة الذكية لموضوع، قد يبدو للوهلة الأولى موضوعاً عادياً ومطروقاً، لكن سرعان ما نكتشف انه موضوع على قدر كبير من الاهمية..فمهارة المخرج (أصغر فرهادي) تتجلى في التقاطه فكرة، تكون محوراً لخطوط درامية آخرى، تعكس هموماً اجتماعية، ومعاناة حياتيه، هي نتاج طبيعي لاختلالات في البنية الاقتصادية والسياسية لهذا البلد.. وموضوعة الفيلم لا تتعدى قرار زوجين هما نادر(بيمان موادي) وسيمين(ليلى حاتمي) - وهما زوجان من الطبقة الوسطى - الانفصال، باقتناع الطرفين.. فالزوجة تريد الهجرة باصطحاب ابنتها المراهقة، بينما الزوج يرفض، بسب مرض والده المصاب بالزهايمر والاعتناء به.. وهو موضوع غير مثير كما يبدو، لكن الإثارة فيه هي الأسباب الكامنة وراء اصرار الزوجة على الهجرة، التي تتلخص في ان ايران ليست مكاناً مناسباً لتربية الابنة.. وهو سبب يشتمل على ابعاد، استطاع المخرج ان يبرزها بمهارة مشهودة..ويلاحظ الكثير من متابعي المنجز السينمائي الايراني في السنوات الاخيرة، ان صناعه ومن اجل التحايل على قواعد الرقابة، يلجأون الى موضوعات مبذولة وشائعة، لكنهم يسعون من خلالها الى الوقوف عن ابرز قضايا مجتمعهم، من خلال اغنائها بالكثير من التفاصيل.. وهي مهمة بلا شك وليست باليسيرة. وتكفي نظرة سريعة على النتاج السينمائي الإيراني لتلمس هذه الحقيقة.انفصال نادر وسيمين يدخل الاوسكار مدججاً بجوائز سينمائية قيمة لعل اهمها فوز هذا الفيلم بالجائزة الكبرى في البرينالة الأخير، والذي يعد احد اهم التظاهرات السينمائية في العالم.فضلاً عن حصول ممثليه على جوائز التمثيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram