بغداد/ المدى تعد ظاهرة تعاطي الأدوية من دون استشارة طبية من الظواهر الخطرة التي انتعشت في الآونة الأخيرة واعتبرت لافتة للنظر بعد عام 2003 وانتشار صيدليات الأرصفة وأسواقها نتيجة تهريب الأدوية وسرقتها من المستشفيات والمذاخر بسبب الفساد الإداري والمالي حيث نشطت بضاعة الباعة المنتشرين في بعض الأسواق المزدحمة متجاوزين على الرصيف وعلى صحة المواطنين .
أم حسن امرأة مسنة تعاني من أمراض القلب ومشاكله ، قالت: أنا أقتني ما أحتاجه من الدواء من باعة الأرصفة لأن الدواء رخيص بعيدا عن جشع واستغلال أصحاب الصيدليات الذين لم أر عليهم مراقبة حكومية ولا رقابة صحية ولاحتى بقلوبهم الرحمة لأن مهنتهم إنسانية لكن بيعهم وفق المزاج. و ذكر عبيد علوان 71 عاما :أنا دائم الطلب على حبوب أمراض القلب والسكر ومراجعتي المستشفى تكلفني الوقت وأحيانا الفشل ،إذ يدعي صاحب الصيدلية بأنها نفدت أو طلبيات المستشفى لحد الآن لم تأت ،أوستأتي قريبا ،وهو كاذب ،فالصيدلية مملوءة بالأدوية لكنهم يبيعونها بعد انتهاء الدوام على المضمدين عصرا بأبخس الأثمان ،لذلك أضطر للذهاب إلى الأرصفة لشراء الدواء بيسر ، علاوة على أن صاحب الصيدلية يبيع الأدوية بعشرة آلاف دينار وأنا متقاعد لا أتحمل تكاليف الأدوية وهي مستمرة. أما بائع الأدوية تحسين رضا ،فيقول :أنا خريج معهد وأنا أمتهن هذه المهنة منذ ثلاث سنوات في سوق سيد سعد وهي تمثل مصدر رزق لعائلتي. وعن كيفية حصوله على الأدوية ، بيّن :هناك أشخاص يبيعون لنا الأدوية عصر كل يوم بأسعار مناسبة وأحيانا نسافر إلى بغداد نشتريها من المذاخر مباشرة ،وكثيراً ما نتعرض للملاحقة من قبل لجان الصحة فنقوم بالاختفاء في الأزقة لحين رحيلهم ،وهناك تعاون مع بعض أصحاب المحال إذ عندما نتضايق من المطاردة نودع بضاعتنا عندهم وبعد انتهاء الخطر نأخذها لنعرضها مجددا !ماذا نفعل ؟نريد أن نعيش ولا أعتقد أن هناك مسؤولية تقع على عاتقي لأن المريض يعرف دواءه ويقرأ تاريخ نفاده ! و يتركز البيع على حبوب القلب والسكر والضغط وبعض المضادات وحبوب آلام المفاصل ومعالجة الإسهال . وحدثنا الطبيب عقيل البدري قائلا: إن المواطن يجب أن ينتبه إلى وصفة الطبيب أولاً ولايجوز شراؤها من الرصيف ولا حتى من الصيدلية إلا بإذن من الطبيب حتى لاتحدث مضاعفات جسيمة وبعد استشارة الطبيب يذهب للصيدلية حصرا ليكون صاحب الصيدلية ملزما بإعطائه الدواء الصحيح وتحمله كافة المسؤوليات، أنا أدعو وأنصح كل المرضى باقتناء الدواء من صيدليات المستشفى صباحا لرخصها وتجنبا لكل الإشكالات. مدرس متقاعد- أنا مريض دائم المراجعة للمراكز الصحية وخلصت بتجربة مفادها إن المشكلة الحقيقية ليست بباعة الأرصفة لكن بمن يزودهم هذه الأدوية ،أنا أعرف بعض مسؤولي المراكز يوزعون الأدوية صباحا لبعض المرضى والباقي يقتسمونه في ما بينهم وفق طلبات - راجيتات - وعصرا يبيعونه بأسعار غالية .أصحاب الصيدليات لهم رأي. يقول الصيدلي - عبد الرزاق إن بيع هذه الأدوية في البسطات على الأرصفة وفي الأسواق الشعبية أساء إلى مهنة الصيدلية وحولها إلى تجارة لا تعرف غير الربح على حساب المريض فهناك أدوية تحتاج إلى حفظ في الأماكن الباردة فصاحب البسطات لايراعيها وبذلك يفسد مفعولها ويحصل للمريض مالا يحمد عقباه وبضاعتهم تالفة من الشمس ،فالمواطن يجب أن يبتعد عن شراء الأدوية من البسطات حفاظا على صحته وأما بالنسبة إلى غلاء السعر فنحن نشتري الدواء من منافذ تجارية مختلفة سابقا نأخذها بحصة رسمية مخصصة من الدولة ونبيعها بأرخص الأثمان نتمنى من الدولة دعم الصيدليات. أما الصيدلي علي كاظم - ،فقال :إن الصيدلية تتوفر فيها شرط لفتحها وليس مجرد بسطية تضم أنواع الأدوية التي قد تكون مصدر خطر على المريض إذا أساء استخدامها لذلك يجب على وزارة الصحة أن تحارب هذه الظاهرة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى .يتساءل عبد الكريم خلف 40 عاما صاحب محل : ما هو مصير المواطن البسيط ذي الدخل المحدود في ظل ارتفاع محموم لأسعار الأدوية؟، وثمة أكثر من أزمة ومشكلة ليصل به الأمر إلى حد أزمة الدواء، لاسيما أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، ناهيك عن الإمراض الأخرى، لذا يجب على الحكومة أن تتحمل جزءا كبيرا من مسؤوليتها في توفير الحصة الدوائية للمواطن.
فحص وتشخيص وأدوية على الرصيف!

نشر في: 4 يناير, 2012: 08:28 م