تألفت وزارة صالح جبر في أواخر آذار 1947 ، وكان من منهاجها تعديل المعاهدة العراقية البريطانية على ضوء ميثاق هيئة الأمم المتحدة التي انبثقت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وفي الأيام الأولى من عهد الوزارة تلك شاعت في الأوساط المختلفة ان معاهدة جديدة قد وضعت أسسها بدلا من معاهدة عام 1930 . ومنذ حزيران 1947 شرعت الحكومة العراقية بإجراء المفاوضات التمهيدية مع بريطانيا حول ذلك .
في 28 كانون الأول عقد اجتماع في قصر الرحاب حضره الوصي عبد الإله ورؤساء الوزارات السابقون وعدد من كبار السياسيين لبحث موضوع المعاهدة والتحالف مع بريطانيا في الفترة المقبلة ، وفي 3 كانون الثاني 1948 عقد اجتماع آخر في قصر الرحاب لوضع اللمسات الأخيرة لموقف العراق . وأذيع في اليوم التالي بيان خوّل فيه رئيس الوزراء صالح جبر صلاحية المفاوضات مع الجانب البريطاني . وما كادت الأحزاب الوطنية المعارضة تسمع بتلك الاجتماعات والتحضيرات حتى قرر الاحتجاج بقوة على ذلك وبدأت صحفها تسلق ما يجري بألسن الحداد . وسرى ذلك سريان النار في الهشيم ، وكانت تلك الأحزاب تجد بين الطلاب تأييدا واسعا . وفي مثل هذا اليوم من عام 1948 بدأت أولى التظاهرات الطلابية الصاخبة ضد المعاهدة الجديدة ووزارة صالح جبر ، وتدخلت الشرطة ووقعت بعض الإصابات ، فقررت السلطة تعطيل الدراسة في كلية الحقوق لأجل غير مسمى . إن هذا اليوم يعده الكثيرون البدء الحقيقي لإحداث وثبة كانون الثاني 1948 التي تطور أمرها في الأيام التالية وانتهت بإلغاء المعاهدة وسقوط صالح جبر ووزارته .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: بدء وثبة 1948
نشر في: 4 يناير, 2012: 08:51 م