ســـلام خـــياطيبدو للمراقب، إن هيلاري إمرأة قد (بتشديد الدال) قلبها من حجر صوان. لا تنال من شكيمتها الأحداث الجسام،ولا يكحل الأرق جفنيها عند الملمات.خانها زوجها في أوج سنوات حكمه، وشاعت علاقته مع مونيكا لوينسكي،، وصارت سمعته مضغة في كل فم،، فما سهد الأمر هيلاري، كانت تستغرق في نوم عميق حالما تضع رأسها على المخدة، كأي طفل ناعم البال.
قيل إنها ضربت زوجها (...) حتى كدمت ما تحت عينه اليسرى، وقيل إنه باداها الضرب، حتى سمع صوت شجارهما كل من كان قريبا من الجناح الرئاسي... هيلاري، خلدت بعدها للنوم، كأية صبية خذلها صاحبها عند أول سانحة. ما ناشها السهد يوم خسرت معركة الرئاسة الأخيرة، وما أرقها أنها تركت البيت الأبيض، من الباب كسيدة أولى، لتعود إليه من الشباك سيدة – ثانية – أو أقل شأنا. اجتاحت رياح الربيع العربي (كذا) المنطقة قطرا فقطرا، فما لاحها من سمومها إلا نسيمات حرى كزفرات عاشق , أهدرت دماء زكية في ساحات القاهرة وبغداد وطرابلس وبنغازي وصنعاء و... و..جرجر الصديق العتيد حسني مبارك وولديه، بالنواصي والأقدام، أقصي الحليف زين العابدين، قطعت أصابع عبد الله صالح، سحل القذافي – عاريا – أمام الملأ، لوحت إيران بالنووي، استبيح العراق حضارة وكيانا، تأريخا وجغرافيا، جمدت – يعني نهبت - أرصدة الحكام المغضوب عليهم (وهي ثروات الشعوب المسروقة) في المصارف العالية، تزايدت نسبة الجنود الأميريكان القتلى في العراق وأفغانستان، أعلن عن إفلاس ارسخ المصارف العالمية، تدنت قيمة الدولار، انهار اليورو، بلغت آهات سجناء الرأي عنان السماء، ضجت الأسماع بإنتهاكات حقوق الإنسان، تأرجح الإقتصاد الأميركي بما ينذربكارثة عالمية،.. كل تلك الأحداث الجسام وغيرها،ما نالت من عزيمة السيدة، فهي ما أن يجن الليل وتودع آخر ضيف في آخر حفلة كوكتيل، حتى تخلع مشاكل العالم أجمع، كمن يخلع ثوبا رثا، وتأوي لمضجعها، خالية البال من كل شائبة. الأمر الوحيد الذي أرق السيدة الأنيقة، وأرجف قلبها وجعلها تتقلب على شوك التوجس من المجهول، صحة إبنتها ووحيدتها (تشيلسي) التي تمكنت منها الإنفلونزا، وعرضتها لنزلة صدرية. كل آهة تطلقها تشيلسي، تغدو خنجرا في صدر هيلاري.لاتلوموا الوزيرة.. الأم، فهي حين تخلع عنها وشاح السياسة، الذي يحيل قلبها لحجر صوان، تعود لإنسانيتها، تعود أما، عيونها طافحة بدمع الخوف والتوجس من الأسوأ، قلبها يختلج مع كل نوبة سعال تنتاب الإبنة الوحيدة، يعود قلب هيلاري – حينئذ- مضغة من لحم ودم.
السطور الأخيرة: ما الذي يجعل هيلاري لا تنام الليل؟؟
نشر في: 4 يناير, 2012: 09:28 م