بغداد/ نورا خالدهل انتهى عصر التهاني الورقية؟ سؤال طرحته على أكثر من زميل وزميلة وأنا أتلقّى العديد من مسجات التهنئة بالعام الجديد، فالتهاني والدعوات في زمن الانترنت والجوال صارت لدى البعض اسهل واسرع من الجلوس لكتابة بطاقة تهنئة حيث تجنب صاحبها مشقة البحث عن كارت معايدة ودفع ثمنه ثم يبدأ باختيار العبارات المناسبة، فيما الموبايل اختصر كل هذا برسالة قصيرة نستطيع أن نضمنها اجمل العبارات.
تشير هدى محمد (مدرسة) الى ان رسائل الجوال اصبحت الطريقة الاسهل والاسرع في تهنئة الشخص او دعوته لحضور المناسبات وخصوصاً اذا كان بعيدا او مسافرا، وتؤكد أن هناك من يتقبل الفكرة وهناك من يرفضها لكنني أرى ان ذلك يرجع الى الاقناع بان كارت الزواج الورقي لم تعد له أهمية في ظل التطور الالكتروني من جوال وانترنت وغيره من وسائل التقنية، وأكدت أنها من الناس الذين وجهت لهم دعوة بواسطة رسالة الجوال قبل أسبوعين، ولبت الدعوة ولم تر في ذلك أي ازعاج بالعكس فقد وجدتها طريقة جميلة ومبتكرة وتساعد في تقليل تكلفة الزواج. اما انتصار علي (طالبة جامعية) فأكدت أن التكنولوجيا أسهمت بشكل مباشر في حل مشكلة الناس من خلال التواصل وتفقد الأشخاص، وقالت انها وسيلة تتناسب مع ايقاع العصر السريع ولكن لا ينبغي أن تحل تلك التكنولوجيا محل التواصل الحقيقي مع الأهل، ويجب ان يكون استخدامها فقط عند الضرورة وعلى الشخص الذي سنحت له الفرصة ألاّ يتوانى في زيارة الأهل والأقارب.اما ثائر فوزي (صاحب محل) فأكد أن التواصل الاجتماعي عبر الزيارات قد اخذ في التلاشي وحلت محله الرسائل والمكالمات، وشدد على أن الرسائل والمكالمات يجب أن تكون للسؤال عن الأهل والأصدقاء، اما المشاركة في الافراح والاتراح يجب الا نكتفي بها، لانها تُحدث فتورا في العلاقات الاجتماعية. أما علي صادق (موظف) فقال: لا يمكننا ان ننكر أهمية التكنولوجيا في الاتصال بالآخرين بأقل تكلفة وعلى التواصل معهم برغم بعد المسافات، لكن على الرغم من تلك المميزات إلا انه فيه شيء مفقود وهو دفء وجود الفرد مع الآخرين، فحميمية ودفء العلاقة الاجتماعية تكون غائبة في التواصل الأثيري وعلى الرغم من فوائده الكثيرة كأن يكون متاحا في أي وقت، لكنه لا يغني عن التواصل الحقيقي خاصة في المناسبات التي إذا ما اكتفى بها الأفراد سيغيب التواصل الحقيقي، واضاف، يعتبر آخرون ان تلك الرسائل قوالب جاهزة خالية من الأحاسيس والمشاعر وتفتقد إلى صدق العاطفة، مؤكدين أنه لا شيء يغني عن رؤية الاخر والتواصل معه عبر الحديث المباشر، أو إن اضطر الشخص وكان هناك ما يحول بينه وبين الآخر مثل بعد المسافة، فبالحديث معه بوساطة الهاتف وسماع صوته بدلا من الاكتفاء بالرسائل القصيرة.
المسجات والإيميلات تطيح بكارت التهنئة وتسدل الستارعلى بطاقات المناسبات
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 4 يناير, 2012: 09:29 م