عادل العامليُعد كتاب (عين الحسود An Evil Eye )، الصادر عن دار بنجوين إنديا، وهو من تأليف جيسون غودوين  Jason Goodwin، حكاية تآمر ومكائد سياسية خلال فترة مهمة من التاريخ التركي تتّسم بالاضطراب وعدم الاستقرار. وتجري أحداثها في اسطنبول الأربعينيات من القرن التاسع عشر.
تتكشّف القصة مع موت السلطان محمود الثاني، ليأتي حاكم غير مجرب شاب إلى المعمعة. ويهدد اكتشاف جثة في بئر في دير بقطع الهدنة المتوترة آنذاك بين روسيا وتركيا حين يكشف ياشيم  Yashim، المحقق، عن دليل يشير إلى أن الضحية من أصل روسي.وتؤدي مطاردة قاسية لا رحمة فيها من أعداءٍ مجهولين إلى تقوية عزم ياشيم على التنقيب أعمق في القضية. وتتضح هناك خيانة وأسرار مدفونة مما يهدد بالخطر ياشيم وكل مَن حوله.ويتضمن المحور الآخر الجاري للقصة حريم الحاكم الميت. ويصور المؤلف عالم هؤلاء النساء، اللواتي يقضين كامل حيواتهن في عبودية بخدمة الباشا السلطان، تصويراً صارماً ويتّسم  بالقسوة في الغالب. ويكون ياشيم، وهو خصي، قادراً على نيل إذنٍ حصري بالدخول إلى العالم المحظور لنساء الحريم فيجد أنه أيضاً يُخفي أسراراً قاتمة من نوعه الخاص. وخلال التحقيق، يواجه ياشيم منافسه القديم، فوزي باشا المرتبط بأحداث غامضة تتضمن الحريم. ويثبت ياشيم أنه قلب القصة وروحها، ويوفر المؤلف هنا تبصّراً أو إدراكاً عميقاً إضافياً للماضي المتّسم بالغموض لهذه الشخصية.فيأخذ المؤلف القرّاء في جولة في تركيا أربعينيات القرن التاسع عشر وهو يتأمل على نحوٍ واسع عادات وتقاليد الناس في تلك الفترة من الزمن. ويأخذ ذلك جزءاً كبيراً من القصة. وعلى كل حال، فإن هناك نصيباً معيناً في الكتاب من الأمور التي تقلل من سرعة خطوة هذا العمل.ويمكن القول إن طريقة الكتابة هنا تتضمن أيضاً محاور متعددة تتحرك معاً في الوقت نفسه. ويهدف هذا إلى زيادة انغمار القارئ في الحبكة، لكن الخطوة تمت تسويتها خلال لحظاتٍ كهذه. كما أن الحديث عن مهارات الطبخ لدى ياشيم، وإن كانت تثير الإعجاب، يُعد إلهاءات لا ضرورة لها ولا تخدم تقدم القصة.أما تلك الأقسام المتعلقة بالحريم فتُعد لمحات آسرة إلى داخل عالم له نصيبه من الأسرار المهلكة. ومع أن الشروح المفصلة الخاصة بالثقافة والتقاليد في تلك الفترة بطيئة وغير مستوية الخطى، فإنها ولا بد ستكون موضع تثمين هواة الأدب القصصي التاريخي.rn■ عن / The Hindu