لندن/ يو بي اي يؤكد الباحثون في العلاقات الأسرية ان من الأسباب التي يمكنها أن تؤدي إلى وجود شرخ في العلاقات الإنسانية بين الزوجين هي ارتفاع الدخل الشهري للزوجة عن الزوج، خاصة الدخل من العمل خارج المنزل، حتى وإن كانت الوظيفة التي تقوم بأدائها الزوجة أقل تقديرا ومكانة من الزوج، وتمثل هذه النقطة نوعا من الحساسية الشديدة بالنسبة للرجل، المسؤول الأول عن الزوجة والأولاد، وكل احتياجات المنزل حتى وإن كان الاتفاق أن مالها لها، ولن تشارك به في المنزل،
وأحيانا قد يتنازل الزوج عن دخل زوجته مع أول بادرة خلاف، خاصة في عدم وجود حب يربط بينهما، وأحيانا قد يشعر الزوج بالعجز أمام متطلبات البيت التي يمكن أن تشتريها الزوجة من مالها ببساطة، في حين أن شراءه لهذه الاحتياجات يؤثر بشدة على راتبه.ويشير عدد من البحوث التربوية إلى أن عدم التكافؤ بين الزوجين في المجالات كافة ، وكونها مختلفة عنه ماديا واجتماعيا وثقافيا يخلق حالة من عدم الاستقرار النفسي في الأسرة، ويجعل الزوج تقل ثقته بنفسه وثقته في إسعادها، فالفارق المادي مثله مثل الفارق الاجتماعي يمكن أن يشعر أحد الطرفين بالنقص والعجز، لأن اهتمامات الطرفين تكون مختلفة، وكل منهم يحظى بشخصية مختلفة وتفكير مختلف.ويتأتى أيضا الشعور بالنقص في عدم التكافؤ الثقافي والمعرفي والاهتمامات والميول لهما، وأيضا المؤهل الجامعي فإذا كان الزوج أقل من الزوجة أصبح هناك حساسية شديدة.وإذا كانت الزوجة أكثر علماً وثقافة، فعند اتخاذ قرار مشترك، نجد أن الزوج يصر على رأيه فقط انتصاراً لذكورته، وهذا الهاجس يخيف الرجل من فكرة أنه سيفقد بهذه الطريقة هيمنته يوماً ما، هذه هي طريقة تفكير في مسألة عدم التكافؤ، ويستثنى من ذلك أعداد ليست بالكبيرة، ولكنها تظل كالنار تحت الرماد تشعلها أبسط الأشياء.وتؤكد إحدى الباحثات في المراكز الاجتماعية أن التحسس من رفض علو الزوجة أو تفوقها عن الرجل في جانب من جوانب الحياة هي قناعة مجتمعية شرقية، تضرب بجذورها في مجتمعنا، ويبرر ذلك أن قوامة الرجل تقتضي أن يكون هو الأعلى في كل شيء حتى يستطيع احتواء زوجته وبيته، وتقتضي أيضا أن تكون له الكلمة العليا والهيمنة بصفته رب الأسرة وقائدها، وهذا يتفق مع طبيعتنا البشرية كذكر وأنثى.وتشير إلى أن العلاج في التعامل مع الرجل الذي يشعر بالنقص صعب، ولكن يمكن تقليل المشاكل بعدم ذكر ما يضايقه أو وضعه في مواقف تظهر نقطة ضعفه، وعدم الإفراط في ذلك لأن الإفراط يظهر الزوج بأنه كما نقول في لغتنا العامة "ناخده على قد عقله"، وهذا يزيد الأمور سوءًا،ومن طرق العلاج تقديم كثير من الحب، وإظهار الاحتياج له، وأن حياتها مظلمة في عدم وجوده، وتذكره بأجمل ما فيه، وأجمل ما يملك، وكم يمثل لها، فقط مجرد وجوده هذا يفيد كثيرا.والوقاية خير من العلاج فالزواج المتكافئ فكريا ومادياً واجتماعيا هو زواج ناجح.
عدم التكافؤ يهدّد الحياة الزوجيّة
نشر في: 6 يناير, 2012: 06:47 م