TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: أزمة و(بزازين)

نص ردن: أزمة و(بزازين)

نشر في: 6 يناير, 2012: 07:55 م

 علاء حسن أسلوب معالجة واحتواء الأزمات يجيده الحكماء من رجال الدولة،  ولقلة هؤلاء في الساحة العراقية ، شرعت الأبواب أمام من هبّ ودبّ لطرح آرائه وتصوراته ووجهة نظره بوصفه صاحب الحل السحري في حل المشاكل والأزمات وحلحلة العقد المستعصية ، من دون أن يعلم انه يسهم في ضياع رأس الشليلة ، وفسح المجال أمام شعيط ومعيط في تقرير مصير العباد .
المثل الياباني يقول حل المشكلة أو الأزمة بتحديدها وتضييقها وحصرها في زاوية صغيرة ثم معالجتها ، وبالحكمة اليابانية يعيش شعبها على مجموعة  جزر من دون صراعات وأزمات  لأنها أي اليابان لم تجعل  "معيط" صاحب قرار ، ولم تمنح  شعيط رتبة فريق ركن في وزارة الداخلية ليعتقل من يشاء بوشاية المخبر السري ، ولم تعتمد نظام القائمة شبه المغلقة في انتخاباتها التشريعية ، ومن شغل مقعدا في البرلمان حصل في أقل تقدير على مليون صوت ليمثّل أبناء شعبه ويدافع عن حقوقه ، لأنه يخاف من عقاب بوذا ، فامتنع عن استخدام المال العام لأغراض شخصية ، ورفض أن يكون وسيطا بين المقاولين والأجهزة الرسمية،  ليحصل على مبلغ من المال بعد توقيع صفقة العقد.عيون العراقيين باردة على أصدقائهم اليابانيين ، ولايتمنون لهم اندلاع أزمات سياسية فهم منشغلون هذه الأيام بأزمة  من العيار الثقيل،  تهدد مستقبل البلاد والعباد ، وحينما حاول الحكماء من رجال القوم معالجتها ، بدأت بعض الأطراف المشاركة في الحكومة،  تجنّد نوابها وأعضاءها بوضع العراقيل ، وهذه المواقف تؤكد حقيقة المثل الشائع " رزق البزازين على المعثّرات " ومع قرب موعد عرس البزازين في شباط ، سيزداد نشاطها استعداداً لدخول شهر العسل بالبحث عن المعثرات سواء في المشهد السياسي ،  أو في أي مكان آخر يوفر فرصة إطلاق تصريحات نارية ، تطول من يريد احتواء الأزمة وإنقاذ البلاد من مخاطرها .في الوضع العراقي هناك من يشعر بارتياح كبير في ظل الأزمات ، لاعتقاده بأنها توفر له مكاسب عجز عن تحقيقها في ظل ظروف طبيعية ، والأزمة الراهنة خلّصت الحكومة من المطالبات بالقضاء على  البطالة وتحسين الخدمات ،  وتوفير الطاقة الكهربائية ، وأسدلت الستار على المفسدين ، واستجواب المسؤولين ، وجعلت أعضاء مجلس النواب يتناسون ميناء مبارك الكويتي  والربيع العربي والمشكلة في سوريا والبحرين ، وخلاف السياسيين لم يلق بتداعياته حتى اللحظة على القواعد الشعبية ، لأنها تعيش معاناة يومية من السيطرات المنتشرة في شوارع وأحياء بغداد ، وأهلها مازالوا ينتظرون تنفيذ وعود المسؤولين الأمنيين برفع الحواجز الكونكريتية بعد استكمال انسحاب آخر جندي أميركي ، والأزمة وفّرت لبعض المحللين السياسيين أن يكونوا نجوما فضائية ، من يشاهدهم ،  ويسمع آراءهم يتصور بان الحرب الأهلية مقبلة ، لأن المحلل يدافع عن حزبه وائتلافه ، وأحدهم طالب التحالف الوطني بوصفه الكتلة الأكبر في البرلمان  بإعادة خريطة التحالفات وإيجاد بديلين  لرئيسي الجمهورية والبرلمان  ، وعلى هذا المستوى الرصين من التحليل السياسي ،  يتم احتواء الأزمة بجهود "شعيط ومعيط" وجوقة البزازين المتلهفة للحصول على المعثرات ،على طريقة المحلل السياسي لإذاعة بسبس ميو. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram