TOP

جريدة المدى > سياسية > سياسيون يخفون أعمارهم بصبغة الشعر والإكسسوارات

سياسيون يخفون أعمارهم بصبغة الشعر والإكسسوارات

نشر في: 6 يناير, 2012: 09:43 م

 بغداد/ خلود رمزي لا يتمكن العراقيون من تخمين أعمار قادتهم السياسيين بسهولة، فاستخدام السياسيين صبغة الشعر، ومحاولات الظهور بمظهر مختلف يكاد يكون سمة عامة بين الجميع.  شيوع استخدام صبغة الشعر بين النواب وقيادات حكومية يعيد ذاكرة العراقيين الى سنوات مضت، حينما كان اعضاء مجلس قيادة الثورة والوزراء في عهد صدام يظهرون بشعر أسود أثناء الاجتماعات الرسمية ثم ظهورهم لاحقا بشعر أشيب بعد سقوط النظام بشهور قليلة.
 فالعراقيون ما زالوا يتذكرون ظهور وزير الثقافة السابق محمد سعيد الصحاف، وعضو مجلس قيادة الثورة طه ياسين رمضان بشعر ابيض بعد شهور من اسقاط نظام صدام عام 2003. انصار التغيير في المظهر من السياسيين، غالبا ما يقومون بإجراء تلك التغييرات بعد فوزهم في الانتخابات أو حصولهم على مناصب حكومية، ورفض الكثيرون منهم التعليق على اسئلة "نقاش" معتبرين الأمر جزءاً من الحرية الشخصية. النائب عن كتلة القانون حسن السنيد يظهر على شاشات التلفزيون  بطَّلَة مختلفة عن باقي النواب الذين اعتادوا استخدام صبغة الشعر، فبرغم عنايته الكبيرة بتلوين شعر رأسه، إلا انه يلون لحيته بطريقة مبتكرة، تاركا بعض الخطوط البيضاء فيها فتبدو وكأنها خُططت باللونين الأبيض والأسود. معممو البرلمان الذين ينتمون الى الأحزاب الدينية، يهتمون هم ايضاً بإجراء بعض التغييرات على هيئتهم للحصول على (نيو لوك) لا يتعارض مع توجهاتهم الدينية، فبعضهم استبدَل عمامته الكبيرة بأخرى أصغر، وبعضهم الآخر أقدم على تخفيف ذقنه تماشيا مع الموضة. أما الخواتم والإكسسوارات التي يرتديها بعض النواب، فباتت هي الأخرى نوعا من محاولات التغيير في الهيئة الخارجية، فموديلات الخواتم تتغير طبقا للدرجة التي يشغلونها والكتلة التي ينتمون اليها، وكلما كان النائب ينتمي الى كتلة دينية متشددة كلما زادت اعداد الخواتم في اصابعه. فالانتماء الى كتلة متشددة دينيا يفرض على النائب شكلا معينا من الملابس والسلوك على العكس من النواب الذين ينتمون الى كتل ليبرالية، ويتمتعون بحرية اكبر في تغيير هيئتهم بعيدا عن القيود.احدى الصحفيات العراقيات المواظبات على حضور جلسات البرلمان قالت لـ"نقاش" أنها فوجئت باتصال هاتفي في ساعة متأخرة من الليل، وأن الاتصال كان من نائب غادر كتلته الإسلامية المتشددة الى اخرى تميل الى الاعتدال مستطلعا رأيها حول رغبته بتخفيف شاربه وتلوين شعره لتتماشى هيئته الجديدة مع تغييره كتلته. الصحفية التي طلبت عدم إعلان هويتها تحدثت بنوع من الدعابة عن الجلسات الخَفية التي تدور خلف الكواليس بين النواب اثناء الاستراحة، والتي يتندرون خلالها فيما بينهم حول تغيير احد زملائهم هيئته الخارجية، وتقول "يلجأ الكثيرون منهم الى تغيير مظهرهم بعد الانتخابات، ويتعرض بعضهم لنكات يطلقها عليهم برلمانيون متحفظون".بعض السياسيات العراقيات اللواتي وصلن الى قبة البرلمان ضمن كتلة التحالف الكردستاني والكتلة العراقية، وهما الكتلتان الأكثر انفتاحا وتضمان نساء ليبراليات لا يرتدين الحجاب لجأن هن ايضا الى استخدام صبغة الشعر لإخفاء اعمارهن الحقيقية. احدى النائبات في الكتلة الصدرية قالت لـ"نقاش" ان التغيير لا يقتصر على النساء الليبراليات، وأن المحجبات من عضوات البرلمان، لجأن هن الأخريات الى صالونات التجميل في بيروت للحصول على "لوك مختلف" بعد فوزهن بمقاعد نيابية. وتقول إن الكثيرات منهن يزرن تلك الصالونات بشكل منتظم، وينفقن مبالغ ترواح بين الفين و5 آلاف دولار لتغيير هيئة ولون الشعر، أو تغيير موديل الحاجب باستخدام طريقة الوشم "تاتو". ظهور السياسيين والسياسيات بعمر أصغر لا يرتبط بصبغة الشعر وحدها، انما يتعداها إلى تغيير بعض التفاصيل الشكلية الأخرى، مثل كثافة الذقن والشارب، وتمتد الى تغيير موديلات الملابس التي يرتديها السياسي بأخرى اكثر شبابية.فرئيس الوزراء نوري المالكي ذاته، لم يكن يرتدي ربطة العنق قبل ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء بعد الانتخابات النيابية التي جرت نهاية عام 2005، حيث دأب على الظهور من دون رباط العنق حينما كان رئيسا للجنة الأمنية في البرلمان العراقي كمظهر من مظاهر التحفظ الديني.الظهور بشعر اسود، لا يغري الكثيرين من السياسيين الذين حافظوا على إطلالتهم بشعر ابيض لسنوات طويلة ولم يغيروا من لون شعورهم بتغير مناصبهم، مثلما فعل بعض زملائهم. وبين هؤلاء وزير التعليم العالي علي الأديب، والنائب عن دولة القانون عزت الشابندر، ووزير الثقافة السابق مفيد الجزائري. الشابندر يرفض دوما وضع صبغة الشعر ويصر على الظهور بشعره الأبيض على شاشات التلفزيون. وسبق للنائب ان برر هذا الأمر بأن صبغة الشعر لن تضيف له شيئا جديدا. وكنوع من الفكاهة والمرح، قال في إحدى المناسبات انه استشار الكثيرات من النساء، من زميلاته ومعارفه والمقربين منه، حول استخدامه صبغة الشعر فرفضن ذلك وأكدن له انه يبدو أكثر جاذبية ووسامة بشعره الأبيض وعينيه الزرقاوين. أما مفيد الجزائري، وهو قيادي في الحزب الشيوعي ، وحافظ هو الآخر على طلته بشعره الأبيض، فيصر على عدم استخدام صبغة الشعر منذ توليه منصب وزير الثقافة في حكومة علاوي، ثم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم
سياسية

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم

بغداد/ تميم الحسن يقترب ما بات يُعرف بـ«الإطار السني» من لحظة اختيار رئيس جديد للبرلمان. لكن الإعلان، على ما يبدو، لن يكون وشيكًا، إذ ما زال مرهونًا بموافقة بقية المكونات وشبكة تفاهمات أعقد مما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram