عبد الله السكوتيوانديم هذا رجل من سكنة محافظة واسط، وجد ثعلبا صغيرا فقام بتربيته ولم يبخل عليه بشيء، اطعمه واصطحبه معه حيث يذهب حتى عرف الثعلب(بواوي انديم)، وكان مدللا، الجميع يعرفه ويعرف مدى حب انديم له، لبث الثعلب مع صاحبه زمانا بخير ونعمة متناهية، وفي يوم من الايام استيقظ انديم ، ليجد مجموعة من الدجاج مفقودة، صبر على الامر وعلله ربما يكون ثعلب آخر قد سطا على الدجاج.
تكرر الامر مرات ومرات حتى قرر انديم مع حبه للثعلب ان (ينطر) ليلته ليعرف الامر على حقيقته، لبث ليله يقظا حتى شاهد ثعلبه يستقبل ثعلبا آخر (يلعب معه) ثم يذهب واوي انديم ليجلب الدجاج لضيفه.انكشف الامر واتهم (واوي انديم) مع وجود شاهد العيان، اصبح الصباح فقام (انديم) وقص اذني ثعلبه وقطع ذيله ثم عمد الى اسنانه فحطمها وبعد ذلك قطع شفتيه وجدع انفه، فبدا الثعلب وكأنه يبتسم، ثم اطلقه في المدينة يجوب الشوارع، فاصبح للامر ضجيجا ( واوي انديم) يجوب الشوارع مبتسما مقطوع الاذنين مهشم الاسنان، افتضح امر الثعلب وحكيت حكايته في كل مكان.اذن اصبح (واوي انديم) ماركة مسجلة وهو معروف لدى الجميع فقد انكر (العشرة) والمودة، وادخل ثعلبا غريبا الى الدار فاصبح خائنا بالعرف العشائري، ولذا فعل (انديم) مايفعله أي غيور فقد فضح ثعلبه وجعله حكاية على كل لسان، ووصمه وصمة باقية ليتركه مبتسما بحالة مزرية ويصبح اضحوكة للثعالب.واوي انديم الان يرشح للانتخابات ويتأمل الفوز ليدخل جميع الثعالب الى ارض العراق ويوزع اموال الدار ومقتنياتها على الغرباء، وهذا لن يحدث مرة اخرى اذ ان علاماته تشير اليه، وسمه انديم وانتهى الامر وانديم حين يضع علامة على احدهم فلا تمحى ولا يستطيع صاحبها الخلاص.لقد كشف الغطاء وازيحت الاقنعة ولا اظن ان التجربة الحالية والتي مضت لم تكشف المستور، بقي الامر بيد الاصابع النظيفة التي ستغمس بحبر الوفاء لتختار هذه المرة من يمثلها تمثيلا حقيقيا بلا مؤثرات واهازيج تطلق مكبوتات البعض وتنذر الاخرين بعذاب مؤكد، وان غفا البعض وترك الساحة للتطرف والمتطرفين يكيلون التخلف كيلا ويعودون بالناس الى قرون يحملون همومها ليطرحونها على واقع ربما اصبح مهيأ لاستقبالها والايمان بتناقضات العقلية القديمة وعقدها التي استخرجتها من بطون التاريخ المليئة بالاحقاد والنعرات.لم تزل الساحة مليئة بالفراغات، وحارس العبرة الذي وقف ليعبر حمول العشيرة ، اخذته اغفاءة ويحتاج الى من يوقظه وان تأخر الوقت وفقد الكثير من العمل ، مع هذا كله من الممكن تدارك الامر ولو بعد حين، المرحلة القادمة مرحلة خصبة اذ بدأ الشباب الذين هم عماد المستقبل يصحون بعد ان اجتذبتهم الشعارات الزائفة التي تريد العودة الى الخلف وغلق العقول. لعل من نام يستيقظ ويتذكر قول الجواهري:انا حتفهم الج البيوت عليهم اغري الوليد بشتمهم والحاجبا
هواء في شبك: (واوي انديّم)
نشر في: 3 أكتوبر, 2009: 07:48 م