اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رائــدات الـتـحـرر الـنـســوي الأميركي فـي رواية نابــضة بـالحيـاة أبـداً

رائــدات الـتـحـرر الـنـســوي الأميركي فـي رواية نابــضة بـالحيـاة أبـداً

نشر في: 7 يناير, 2012: 06:26 م

ترجمة: عدويّة الهلالي كانت قد لاقت نجاحا مذهلا لدى نشرها في عام 1958 في الولايات المتحدة ،واحتلت مرتبة الكتاب الأكثر مبيعا في المكتبات آنذاك ، واليوم يعاد طبع رواية (لا شيء جميل جدا) للكاتبة رونا جاف التي تروي حكاية بضع نساء من رائدات التحرر النسوي ممن يمارسن عادات التدخين والشرب والثورة على التقاليد لكنهن حين ينمن، يحلمن بالرجل المثالي وبفستان زفاف من تصميم مصمم أزياء معروف..
كانت رونا جاف ، الروائية المتوفاة عام 2005 ، هي من وصفت أولئك النساء وكانت أول كاتبة صورت تفاصيل حياة مواطناتها في تلك الفترة الممتلئة بالأحداث في نهاية الخمسينات..تبدأ أحداث الرواية في فترة العشرينات حيث وصلت بضع سيدات بالكاد إلى مراتب جيدة في العمل مثل كارولين وجريج وباربارا ونيسان وماري آغنس وكان هذا الكوكتيل الأنثوي المتفجر تجسيدا حيا للجيل الأول من النساء العاملات في مجال السكرتارية في مكاتب دار فابيان للنشر ثم في شركة (كلينكس ) بعد أن يتم اكتشاف قدراتهن لكنهن في الحقيقة يتركن المناصب المهمة للرجال..استلهمت الكاتبة أحداث هذه الرواية من وحي تجربتها الخاصة في دار النشر وكتبتها بأسلوب مباشر لتمنحها فعالية وواقعية، ما جعلها تحافظ دائما على نضارتها وحتى هذه اللحظة، ما دفع مطابع (لاستي) الفرنسية الى إعادة نشرها ثانية لأنها نالت حظوة لدى الناشرين كونها رائدة للرواية التي تستخدم الجوقات كما في الكورال الديني اليوم..يتتبع القارئ في الرواية المسارات المهنية والعاطفية لأولئك النساء الظريفات من اللاتي نلن بجدارة صفة (رائدات التحرر )..كانت تلك المجموعة من النساء تتقاسم الشقق في ما بينها وتعيش في مساكن منفصلة عن الأهل ثم تعود إلى أحضانهم في عطل نهاية الأسبوع ..وكانت تلك النساء لا تتردد في الخروج لتناول الويسكي كنظرائهن من الرجال أو قبول مغازلتهم لهن بمرح وثقة..بالمقابل ، كشفت رونا جاف ببراعة الوجه الثاني لظاهرة التحرر وكيف كانت تسود مشاعر بغض المرأة في المجتمع وفي مجالات العمل، فضلاً عن تعرض النساء العاملات للتحرش الجنسي والخوف من الحمل ..وربما هذا هو السبب الذي يجعل الرواية حية وحيوية دائما ، ذلك أن ماعانته المرأة في تلك الفترة - أي في بداية تحررها - مازالت بقاياه عالقة في أذهان المجتمع الرجولي ومازالت المرأة تواجه يوميا معاناة شبيهة من التحرشات الجنسية وممارسة التسلط الذكوري والتفرقة على أساس الجنس في مجال العمل وحتى داخل الأسرة الواحدة..ليس من المستغرب إذن أن يستوحي العديد من الكتاب الرجال سيناريوهات أعمالهم الأدبية من تلك الرواية ذات الخمسمئة والخمسين صفحة، التي أبدعت رونا جاف في تصوير أحداثها الواقعية لتظل نابضة بالحياة أبداً ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram