 بغداد/سها الشيخليعندما يذهب التلاميذ إلى المدارس تكون الغاية من ذلك هي طلب العلم والمعرفة، لكن ما يحدث في مدارسنا لايمكن السكوت عليه حيث  تقول الطالبة شهد في الصف السادس الابتدائي وهي إحدى طالبات مدرسة تعود إداريا إلى  تربية الكرخ الثالثة إن مدرستها تعاني عدم وجود منظفة ، مما يجعل الإدارة تنظّم جدولا لطالبات الصفين الخامس والسادس الابتدائي ليقمن بتنظيف كل الصفوف والساحات بل حتى المرافق الصحية.
وتؤكد شهد أن مواد التنظيف من مساحيق ومعقمات تشتريها الطالبات من مصروفهن الخاص ، وان الجدول الذي يقسم ساحة المدرسة والصفوف إلى قطاعات تعمل في كل قطاع ثلاث من الطالبات ، وقد تعاقبت شهد عند عدم مقدرتها للعمل حيث كانت تعاني من مرض الانفلاونزا الشديدة ، وان العمل في الماء البارد أثناء التنظيف يفاقم من مرضها ، وإنها كانت تحضر معها الدواء تتناوله عند الانتهاء من التنظيف ، وتمسح الصغيرة دموعها وتقول لقد أرسلت المديرة في طلبي ووبختني لأنني لم ألتزم في ذلك اليوم بتنظيف المغاسل بسبب شعوري بالبرد والحمى ، ولم أخبر والدتي المهندسة ووالدي المهندس بذلك لأنني كنت أخشى غضبهما أو الحضور إلى المديرة للاعتراض على ما تنظمه  من جدول خاص بتنظيف المدرسة ، وتتابع شهد حديثها وهي حزينة وتؤكد إن المديرة شديدة جدا مع الطالبات وإذا ما عرفت إنني سأقدم شكوى ضدها فسوف تعمل بكل الطرق لكي تحرمني من الدخول إلى الامتحانات الخاصة بالامتحان الوزاري ( البكلوريا ) وهذا ما يجعلها تتحمل مشقة التنظيف وقسوة المديرة من اجل أن تدخل  في امتحانات البكلوريا ، وتطلب شهد من تربية الكرخ الثالثة أن تراقب أداء مدراء ومديرات مدارس التربية المذكورة فسوف تشاهد العجب في ما يجري في مدارسها ، وتقول صديقة شهد الطالبة في نفس المرحلة ( تخشى ذكر اسمها خوفا من المديرة )  ، ليت الأمر ينتهي عند تنظيف المدرسة والساحات ومسح زجاج النوافذ بل ينسحب إلى تنظيف غرفة المديرة وغرفة المعلمات واخذ ستائر الغرفتين إلى بيوتنا لنقوم بغسلها ومن ثم تعليقها كما نقوم بمسح زجاج نوافذ الغرفتين وقد أخبرت والدتي بذلك فجاءت معاتبة الست المديرة بقولها: إن الطالبات صغيرات والتنظيف بالماء البارد يعرض ملابسهن إلى البلل كما يعرضهن إلى الإصابة بالبرد والزكام فما كان من المديرة إلا أن تطرد والدة الطالبة مخيّرة إياها إما الامتثال إلى أوامرها أو البحث عن مدرسة أخرى للنقل إليها .إلى هنا وتنتهي شكوى الطالبتين ، ومع علمنا الأكيد بصحة ما تناقلته الطالبتان من شكوى،ونحن نعتب بدورنا على وزارة التربية لأنها لا تتابع مديرياتها ، كما نعتب على إدارات المدارس بإرهاق الطالبات بعملية التنظيف خاصة ان الموسم هو موسم البرد والأمطار ، وان صحة الطالبات عزيزة على ذويهن ، وما إرسالهن إلى المدرسة إلا لتلقي العلم فقط لا العمل في التنظيف .وفي اتصال هاتفي مع المكتب الإعلامي التابع لوزير التربية تحدث إلينا مدير المكتب الزميل وليد حسن  ناقلين  له ما أشارت إليه الطالبتان فقال :أصدرت وزارة التربية أمرا وزاريا يمنع استخدام الطالبات والطلاب لتنظيف المدارس بتوقيع الوزير ،وقد تم تشديد العقوبة الإدارات المخالفة لهذا الأمر ، وتم تعيين إلفين وخمسمئة موظف خدمة على الملاك الدائم ، كما تم تعيين ألفين وخمسمئة منظف على العقد من اجل توزيعهم على المدارس لخلق بيئة نظيفة في مدارسنا كافة .