وديع غزوانمرة أخرى ينفذ الإرهابيون جريمة دنيئة بحق ابناء شعبنا و يهتز الاستقرار الأمني الهش الناتج عن صراع (الاخوة الاعداء) فيدفع الابرياء الثمن و إذا ما اتفقنا على ان مثل هذه الجرائم ونوعيتها واستهدافها الأبرياء تعكس خسة وضحالة وجبن مرتكبيها فإنها في المقابل تؤشر ضعفا واضحا في مدى فاعلية الإجراءات الأمنية المتبعة خاصة وان هذه الجرائم تزامنت مع جلاء القوات الأميركية والذكرى الواحدة والتسعين لتأسيس الجيش العراقي البطل وتزامن ذلك مع تطبيل الجهات المسؤولة عن اتخاذها أقصى درجات الحيطة والحذر التي يبدو أنها ومع الأسف لم تختلف عن سابقاتها
واذا اضفنا الى كل ذلك ما يفترض ان تتخذه الجهات الأمنية من فعاليات بمناسبة أربعينية الامام الحسين (ع) لادركنا حجم الفشل الواضح في قدرة قيادات هذه الأجهزة على وضع الخطط المناسبة الكفيلة بحماية المواطنين.فما حصل في الكاظمية والصدر وناحية البطحاء وفي هذا الوقت بالذات لا يجوز ان يمر كسابقاته ولا بد من وقفه جادة لمجلس النواب اذا كان فعلا يهتم بأمور الشعب وقضاياه .. وقفة يجري فيها تقييم موضوعي لأداء هذه القيادات ومدى صلاحياتها للبقاء في مواقعها وجدوى الإصرار على الشخصيات غير الكفوءة كما يبدو جاءت به المحاصصات , فما مطلوب هو الابتعاد عند تقييم الاداء الامني والابتعاد عن الحسابات الحزبية الضيقة التي فوتت مساءلة المقصرين والمفسدين في مفاصل الدولة المختلفة ومنها أجهزتنا الأمنية.لم تعد يجدينا نفعا تلك التصريحات عن ضعف العمل الاستخباراتي والمعلوماتي فكلنا يعرف ذلك ولن تعيد لنا الخطب الأرواح الغالية التي ذهبت الى بارئها وهي تشكو حالها أرواح أضافت أرقاما اخرى الى طوابير الارامل والامهات الثكالى ولن يرضي اي شريف ما جرى ويجري يوميا ولقد سأمنا وعودكم وتبريراتكم وبات اي مواطن بسيط يعرف وان الواقع الامني مرتبط بعدة عوامل (سياسية واقتصادية واجتماعية ) واي فصل لاي واحد منها يعني بقاء هذا الواقع غير مستقر ويسهل اختراقه في أي لحظة .ما حصل ويحصل لم يكن نتيجة ذكاء الإرهابيين وقوة خطط من يوجههم في الخارج او الداخل بل هو نتاج طبيعي لتقصيركم في كل شيء بدءا من تثبيت دعائم العملية السياسية وانتهاء بآخر حلقة وهي الممثلة بسوء الخدمات مرورا بما بينهما من فقر وجوع وبطالة كل هذا يا سادة صار واضحا ولا يحتاج إلى ذكاء لكنكم غير عابئين ونحن من يدفع الثمن غاليا شهداء ودموع ودماء .تذكروا يا سادة ان ارواح العراقيين ودمائهم عزيزة فراجعوا مسيرتكم منذ 2003 والى حد الان وكونوا شجعانا واعترفوا ولو مرة واحدة بتقصيركم واصدقوا مع الملايين التي ائتمنتكم على حياتها وكرامتها ومستقبلها فأبيتم الا التفريط بها بالجملة دون ان يتجرأ أي منكم على قول الحقيقة جرائم الإرهابيين نتيجة لغياب الخطط السياسية والاجتماعية والاقتصادية الواضحة فما نعيشه فوضى بكل معنى الكلمة ما حدث من جرائم ليس تقصيرا من جندي في نقاط السيطرة بل هوة مسؤوليتكم لأنكم عجزتم أن تكونوا أوفياء للعراق ولشعبه ولم تحافظوا على أرواحنا التي هي أمانة أودعناها لديكم
كردستانيات: أمانة لم تحافظوا عليها
نشر في: 7 يناير, 2012: 08:30 م