TOP

جريدة المدى > سياسية > مستقبل العراق قد يتقرر فـي عواصم الدول المجاورة

مستقبل العراق قد يتقرر فـي عواصم الدول المجاورة

نشر في: 7 يناير, 2012: 09:00 م

 ترجمة / المدىمقارنة مع الأعداد الكبيرة للتفجيرات في العراق، فذلك الذي سمعته لم يكن ضخما، كنت قد وصلت توا الى فندق الرشيد في بغداد في الـ 28 تشرين الثاني، عندما حدث انفجار على مسافة مئات الياردات، امام مبنى البرلمان،
 اعتقدت اولا انه لا بد من ان يكون انفجار صاروخ او قذيفة هاون اطلقت من خارج المنطقة الخضراء ، ولكن مع حلول الليل، مررت بموقع الانفجار، حيث هيكل سيارة اشار الى انفجار قنبلة، لكني لم اشاهد أي حفرة في الارض احدثها الانفجار. لم تكن لدي فكرة آنذاك من ان هذا الانفجار ستكون له علاقة بالتغيير في السياسة العراقية، وهو ربما استخدم كحجة، ولكن القنبلة كانت اشارة الى رئيس الوزراء نوري المالكي لعزل الاعضاء البارزين من السنة في حكومته، اذ اعلن ان القنبلة كانت محاولة لاغتياله واتهم حماية نائب الرئيس طارق الهاشمي، كما صدر امر ضد الهاشمي بتهمة علاقته بالارهاب في قضايا تعود الى مرحلة (2006-2007) واضطر الهاشمي الى السفر الى كردستان، ومن هناك وصف حكومة المالكي بالديكتاتورية. هل ان ما يحصل هو نهاية التفسخ للعراق؟ هل ان المالكي يتحول الى نسخة شيعية لصدام حسين، متخليا عن التسوية، مركزا السلطة في يديه، معتمدا على القوة فقط؟ هل انه يمتلك الوسائل لذلك؟ حتى مع عائدات النفط العراقي الذي يبلغ 100 بليون دولار سنويا ومع  اجهزة الدولة المضطربة واعداد القوى الامنية 900.000 جندي وشرطي، فان الامر لن يكون سهلا. لقد كان صدام حسين يمتلك وسائل اكراه اكبر ومع ذلك فشل في تأسيس السلطة الكاملة، لقد فشل لان العراق المكون من – الشيعة، السنة والكرد من الصعب اكراههم او تخويفهم دائما. لقد كان للعراق حكام سابقون لجؤوا الى المذابح واشاعة الرعب ضد الكرد لاكثر من 40 سنة، ولكنهم لم يتمكنوا من سحقهم، ويقول احد المراقبين العراقيين، "ان السنة العرب في وضع افضل لخلق حالة من عدم الاستقرار اكثر مما كان عليه الكرد سابقا". ان تركيز السلطة مركزيا في العراق يواجه عقبات كثيرة، لان لكافة الاطراف والاحزاب علاقات خارجية، وهي تحت الضغط، ستطلب مساعدتها، ان السنة سيتطلعون الى السعودية العربية، قطر، تركيا والى اميركا ان تهمشوا واصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية، ومع ان الامر ما زال مبكرا، فان عددا من السياسيين السنة، غادروا بغداد مع عوائلهم الى خارج البلاد، لخطورة البقاء فيها. ان المالكي قد يبدو مستفيدا من القوة المادية، ولكن هذا العامل مخادع، ان قواته العسكرية وافرة، ولكنها متداعية وغير فعالة غالبا ، والقاعدة في العراق ليست كبيرة الحجم ولكنها مع ذلك نجحت في زرع اكثر من دستة من القنابل في بغداد في الـ 22 كانون الاول. كما ان هناك أمرا مهما اكثر اهمية وهو، ان قيادة المالكي كانت نتيجة التوافق عندما اختير للمرة الاولى رئيسا للوزراء عام 2006 وثانية في 2010، لقد كان له دائما اعداء عديدون، ولكنهم لم يكونوا متحدين بما فيه الكفاية لاختيار شخص مناسب آخر يوافقون عليه بالاجماع وفي الوقت نفسه دان السياسيون الكرد، واتباع رجل الدين مقتدى الصدر ايضا، المالكي كونه غير جدير بالثقة وديكتاتورا في الفترة الاولى لرئاسة الوزراء، ولكنهم في النهاية وافقوا عليه. وهناك حقيقة أخرى وهي ان المالكي قد يكون القائد الوحيد المقبول بالنسبة لاميركا وايران. لان الأميركيين والإيرانيين يمضون كثيرا من الوقت في تبادل العبارات السيئة بسبب السياسة في العراق، وقد استفاد المالكي من تلك العلاقة في 2006 و 2010، وعندما اختير لرئاسة الوزراء قال لي احد المسؤولين العراقيين مع ضحكة: "ان الشيطان الاكبر (كما يسمي الإيرانيون أميركا) ومحور الشر (كما تسمي اميركا إيران وحلفاءها) اتفقا معا للمرة الثانية واختاروا المالكي رجلا لهم. وهذه السياسة وجدت معارضيها في الخارج، وقال دبلوماسي سابق كان يعمل في العراق، "اعتقد انها غلطة من اميركا لانها لم تعلن رفضها للمالكي عام 1010، وبين الدبلوماسي قوله  ان المالكي يريد ان يخلق دولة ديكتاتورية وهذه الدولة فاسدة ومختلة الوظائف، ان الفساد قد وصل درجة في الدولة الى حد ان الاعتمادات المالية تحول ببساطة الى شركات شل سرا يمتلكها عدد من المسؤولين في العراق، وقد وصلت درجة البطالة في العراق الى نسبة (25-40%)، اما الكهرباء التي كانت عاملا اساسيا لفشل نظام صدام، فهي ما تزال كذلك، ولكن وزارة الكهرباء ناجحة في الموافقة على منح 1.3 بليون دولار الى شركة المانية مفلسة وشركة اخرى كندية غير موجودة. ان ميزانية الدولة تنفق بشكل اساسي، على مرتبات ومنح معاشات تقاعدية، وايصالات موقعة من الاحزاب الحاكمة. وفي الوقت الذي نجد فيه الرشوة مفسدة في كردستان، حسب اقوال رجال الاعمال، فان المنطقة شهدت بناء المطارات والجسور ومحطات الطاقة ومشاريع بناء بيوت للسكن، في الوقت الذي لم تفعل فيه الحكومة العراقية شيئا، وعلى المدى الطويل، فان تواصل الفقر العام والحرمان، على الرغم من ايرادات النفط العالية، قد يكون في المستقبل عاملا للاضطرابات في العراق. ان الكارثة قد تأتي ولكن ليس في الوقت الحاضر، والسياسة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

رئاسة الحكومة بين السوداني والمالكي: غياب باقي المنافسين والحسم في شباط
سياسية

رئاسة الحكومة بين السوداني والمالكي: غياب باقي المنافسين والحسم في شباط

بغداد/ تميم الحسن قرر "الإطار التنسيقي" تأجيل الإعلان عن مرشحه لرئاسة الحكومة إلى اللحظات الأخيرة التي تتيحها "التوقيتات الدستورية". ويعوّل التحالف الشيعي على الفترة الممتدة بين 45 يومًا وشهرين، ريثما يُنتخب رئيس الجمهورية، لاحتواء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram