TOP

جريدة المدى > سينما > من سرق حقيبة طالبة الدكتوراه

من سرق حقيبة طالبة الدكتوراه

نشر في: 8 يناير, 2012: 06:43 م

 د.معتز محي عبد الحميدأغرب حادث سرقة حدثت في قاعة مناقشة رسالة دكتوراه !.. بينما كانت المناقشة حامية بين اللجنة العلمية والطالبة ... كانت هناك لصة خطيرة تسرق الكحل من العين تسللت إلى داخل القاعة دون أن يشعر بها احد ثم التقطت حقيبة الطالبة وانصرفت في هدوء دون أن يراها احد !
 المفاجأة التي لم تتوقعها اللصة أن تجد في الحقيبة كنزا  من النقود الأجنبية والحلي الذهبية ، بالإضافة إلى جهاز محمول حديث وأدوات مكياج .. وشيء آخر ليس في الحسبان!...لكن المفاجأة الكبيرة هو سرعة القبض على المرأة السارقة ... وفي داخل كراج سيارات الكلية من قبل حرس الجامعة !... الجريمة دارت أحداثها المثيرة داخل جامعة البصرة وفي إحدى كلياتها  فكيف تسللت اللصة إلى قاعة المناقشة ؟ .. (و) سيدة تتمتع بذكاء وفطنة تبلغ من العمر 34 عاما  عندما تراها للمرة الأولى تشعر بأنها غير طبيعية ... عيناها تقولان إنها فتاة في غاية الذكاء  تعمل ممرضة بأحد المستشفيات الحكومية ... نشأت وسط أسرة بسيطة .. الفقر والحرمان اعتاد على مصاحبتها منذ الصغر ... والداها دائما يشكران الله على الرزق الذي يعطيه لهما ... لكن ابنتهما (و) دائما منذ الصغر تشعر بأنها ينقصها شيء هو عدم الرضا والسخط على الفقر الملازمين لحياتها .. الأب ينصحها بالرضا دائما .. السخرية والاستهزاء دائما ما يكونان المقابل للنصيحة... في احد الأيام قام والدها بضربها ... لماذا ؟  لأنها اعتادت على سرقة أدوات زميلاتها من حقائبهن بالمدرسة ... وتكررت هذه الحالة عندها مما اضطرت المدرسة إلى فصلها ... ولكن والدها تدخل وتوسل بالمديرة فأعادتها للدراسة مرة أخرى... أنهت الدراسة المتوسطة ودخلت ثانوية التمريض ... خرج الأب والأم لأن ابنتهما ستصبح ممرضة  تعالج المرضى وتداويهم ... أصبحت بعد سنوات (و) ممرضة  صاحبة التاريخ المليء بالمعاكسات والصخب والمهاترات الدراسية مع مدرسيها وزملائها ... كبرت .. أدركت الحياة ... نسي الجميع كل مشاكلها ... اعتقدوا أنها أصبحت إنسانة أخرى  مسؤولة عن تمريض المرضى ، مقدّرة ظروفهم الصعبة ... لكن لم يتحقق ذلك .. أخجلت الجميع ... والديها ... أقرباءها .. جيرانها ... ففي احد الأيام أثناء ذهابها للدوام صباحا  قامت جارتها بطلب المساعدة منها لنقل بعض الأغطية والمفروشات ... رحبت (و) على الفور لكنه الترحيب الذي يأتي وراءه الكارثة ، فأثناء نقلها  المفروشات وإدخالها إلى بيت جارتها ... لاحظت حاجة ثمينة في الصالة ... أعجبتها ... أغرتها ... قامت بإخفائها في ملابسها الداخلية.. لم ترها جارتها ... إلا أنها فوجئت أثناء ترتيب وتنسيق الصالة أن هناك تحفة ثمينة مفقودة ... راودها الشك في (و) لكن ماذا تفعل ؟ قالت لزوجها ولأبنائها .. النتيجة في النهاية كان الصمت ... ماذا تقول لها ؟ فضلت النسيان .. على أن تحرج نفسها معها ... ومنذ تلك اللحظة وهي لا تكلمها ... فقط سلام بتكلف ... لقد سقطت من نظرها ... وكانت شاهدة على السرقة الأولى التي أصبح وراءها العديد من السرقات والمواقف المشابهة لها ... إلى أن أصبحت (و) مداراً للكلام اليومي لسرقاتها من الجيران ومن المحال والمخازن المجاورة .. أحسّت بهذا الغمز والكلام تجاهها ... الغضب تملّكها ... عدم السيطرة على أعصابها فرض نفسه ! ما الذي يحدث ؟ أصبحت كثيرة المشاكل مع جيرانها ... (و) أصبحت أمنيتها الوحيدة كيف تشبع غريزة السرقة ؟. .. إذا لم تشبعها تقوم بعمل مشاجرات في عملها أو مع الأطباء والمرضى ... وأكثر شيء مع جيرانها ... هل هذا مرض أم سلوك اكتسبته منذ الصغر ؟ أسئلة تفرض نفسها تحاول الإجابة عليها .. أم أن الفقر المدقع الذي نشأت فيه السبب الرئيسي وراء كل ما يحدث لها ؟ طبعا الإجابة لا ... فهناك العديد من الفقراء الراضين بحالهم .. لكن يبدو أن هناك خللا في سلوكها وشخصيتها ... تتساءل مع نفسها دائما لكنها في النهاية لا تصل إلى أية نتيجة أو حل؟ ... رغم أنها ممرضة  ويجب أن تتحلى بالقيم الإنسانية . يوم حافل خرجت (و) من منزلها في ذلك اليوم وهي ساخطة على الدنيا ... تلعن وتسب الحكومة والوزارة والمرضى والأطباء ... لم يتبق احد يسلم من سبها ! عندما وصلت المستشفى كلفها مديرها بالذهاب إلى جامعة البصرة لكي تحضر له شهادة دراسية من هناك ... وصلت لحرم الجامعة ... تفكر بعملها ... وعلى الجانب الآخر تشغلها مشاكلها اليومية ... داخل كلية الآداب كانت طالبة الدكتوراه تناقش رسالتها .. والفرح والسعادة يغمران عينيها .. الأهل والأصدقاء والأقارب جالسون يستمعون لمناقشتها وعلى قرب حصولها على الدكتوراه .. عيون الجميع تتجه إلى المناقشة الحامية بين الأساتذة والطالبة ... لا صوت سوى صوت الطالبة في دفاعها عن رسالتها وأساتذتها الذين يناقشونها بكل صرامة علمية ... والدة الطالبة كانت فرحة ومفتخرة بما وصلت إليه ابنتها ... فهذه نتيجة سهر الليالي الآن ابنتها تجني حصاد ذلك .. كل هذه الاحداث شدّت (و) إلى مشاهدة ما يحدث نظرت من خلف الباب الزجاجي ... فإذا بها ترى الجميع مشدودين مع الطالبة ... علمت طبيعة الجلسة! وأثناء وقوفها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram