TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :وما أدراك ما إلقاء القبض؟

سلاما ياعراق :وما أدراك ما إلقاء القبض؟

نشر في: 8 يناير, 2012: 09:24 م

 هاشم العقابي اغلب الأطراف التي تسببت في إشعال أزمة ما سمي بـ "قضية الهاشمي"  تحاول أن تصف ما حدث بأنه مجرد اجراءات قضائية لا دخل لها بحسابات سياسية أو طائفية. لكن هؤلاء أغفلوا ان استخدام مصطلحات مثل "احترام القضاء" وان "القضاء العراقي "نزيه" و "مشهود له بالكفاءة"  لن تنجح في اقناع احد بأن القضية بعيدة عن التسييس ما لم يتم تطبيق الاجراءات القانونية بشكل يشعر الجميع ان العدالة هي الهدف.
ان "قضية الهاشمي" من الناحية القانونية بدأت بإصدار مذكرة القاء القبض عليه. وامر القاء القبض كما يصفه القانوني ناصر عمران الموسوي "واحد من الاجراءات القضائية الخطيرة جدا ً كونه يتعلق بحرية الانسان وكرامته". لست هنا في مجال تبرئة الهاشمي أو إدانته، فهذا ليس من حقي ولا من واجبي ولا من تخصصي. لكني سأقف عند الأخطاء التي رافقت صدور مذكرة القاء القبض في جريمة تتعلق بالإرهاب، أي تتعلق بدماء الناس وأرواحهم وممتلكاتهم. فان ثبت للقضاء ان هناك متهما بهكذا تهمة خطيرة فيجب القاء القبض عليه بحرفية تتناسب وخطورة التهمة التي وجهت اليه. واول ما يجب الحرص عليه هو ألا يمنح المتهم فرصة للهرب لان ثمن هروبه سيدفعه الشعب من دمه قبل ان يدفعه من اصدر امر القبض. وهذا يعني أن تتم اجراءات التنفيذ باعلى درجات السرية. هذا بافتراض ان من يشرف على القضاء يقدر حقا قيمة حياة الناس. فما الذي حدث مع مذكرة القاء القبض على الهاشمي؟ كلنا نعرف بانها اعلنت على الهواء قبل أن تصل للهاشمي. وهذا ليس له غير احتمالين: أما أن من اعلنها اراد ان يقول للهاشمي اهرب، أو ان له اغراضا سياسية واهدافا غير معلنة بعيدة تماما عن الحرص على أرواح الشعب. فان كان المشهرون بأمر القبض اعلاميا ارادوا منح الفرصة للهاشمي بالهروب فعلى الجهة التي أصدرت أمر القبض ان تأمر بمحاسبتهم. والمتهم ، هاشميا كان أو غير هاشمي، تظل له حقوقه كانسان ولا يجوز نشر ورقة القاء القبض عليه  باي وسيلة اعلامية لان ذلك يعد تشويها لسمعته قبل ان تثبت ادانته. واعتقد، واكرر اني لست مختصا قانونيا، لكن بداهة ادرك ان نشر مذكرة القاء القبض على الناس لا يجوز الا في حالة هروب المطلوب وهنا يمكن حتى نشر صورته ومواصفاته تحت عنوان "wanted".تخيلوا لو ان الأميركان، حين تأكدوا من وجود اسامة بن لادن في باكستان، كانوا قد اعلنوا على الهواء بأنهم ذاهبون لإلقاء القبض عليه، فماذا ستكون النتيجة؟ وتقديركم للنتيجة هو ما يميز من يحرص على دماء شعبه عمّن لا يفكر الا في مصلحته.للحديث صلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram