الناصرية/ حسين العامل "لم تخرج كتلة الطين من بين أناملها إلا وهي تكوينات فنية تثير الدهشة"، بهذه العبارة وصف احد التشكيليين العراقيين تجربة الفنانة الفطرية سوسن يونس الكناني (أم سرحان) التي ترعرعت في إحدى القرى الريفية بمدينة قلعة سكر (120) كم شمالي الناصرية.
تقول أم سرحان التي أقامت أكثر من سبعة معارض نحتية في كل من السليمانية والناصرية وبغداد عن تجربتها الفطرية في فن النحت حيث تستخدم الطين الخالص ومادة الثرمستون ومواد بدائية أخرى، إن بداياتها الفنية أخذت بالتبلور بصورة واضحة ما بين عامي 2003–2004 حيث قامت بصنع تمثال صغير من مادة الطين يجسد طبيعة عمل المرأة الريفية لولدها الصغير سرحان ليشارك فيه في إحدى المسابقات الفنية التي كانت تقام يوم ذاك في مدرسته (جابر بن حيان) الابتدائية. وتضيف ام سرحان المولودة في ناحية قلعة سكر عام 1977، وبعد ان نال العمل استحسان المعلمين وإدارة المدرسة المذكورة الذين لم يصدقوا في بادئ الأمر إن العمل من منحوتاتي اخذ زوجي وبعض المقربين منه يهتمون بأعمالي النحتية وقد تكللت جهودهم بإقامة معرضي الشخصي الأول في مدينة السليمانية مطلع عام 2007 وقد كانت تلك انطلاقتي الحقيقية حيث تواصلت المعارض بعدها في كل من الناصرية وبغداد. وتجسد الفنانة سوسن يونس الكناني (أم سرحان) في أعمالها النحتية التي تضمنتها المعارض الفنية السبعة التي أقامتها خلال السنوات الثلاث الماضية تطلعات المرأة العراقية نحو المستقبل ومكابداتها اليومية في الحقل والبيت والعمل وكذلك دور المرأة الاجتماعي بوصفها رمزا للتلاحم والوئام. كما تحاكي الفنانة ام سرحان في بعض أعمالها النحتية ابرز المنحوتات السومرية والمتمثلة بقيثارة شبعاد والألواح الطينية وعربة الملك السومري الذي وحد الممالك السومرية في جنوب العراق. وعن توظيفها الفني لدور المرأة العراقية في المجتمع وترميزها لهذا الدور في أعمالها النحتية التي تستخدم في تشكيلها الأدوات المنزلية البسيطة تقول الفنانة أم سرحان: ان المحور الأساس في أعمالي النحتية يدور حول الدور الاجتماعي والاقتصادي للمرأة الريفية والمرأة العراقية العاملة بصورة عامة وهدفي في ذلك هو إبراز مكانة المرأة في المجتمع ودورها الفاعل في جميع المفاصل الحياتية فهي الأم والزوجة والحبيبة وشريكة الرجل في إدارة العديد من الجوانب الحياتية، وأضافت ام سرحان "وقد رمزت للمرأة في احد أعمالي وشبهتها بالعاصمة بغداد كونها رمزا لتلاحم العراقيين وعنوانا للمحبة والسلام والوئام الاجتماعي". وعن دور أسرتها في دعم وتطوير تجربتها الفنية قالت أم سرحان:لولا دعم زوجي (ريسان عبيد زبيدي)، وتشجيع معارفنا من الأصدقاء ووقفتهم الشجاعة بوجه الأعراف والتقاليد الريفية حيث كنا نعيش في قرية آل عذيب ناحية قلعة سكر لبقيت أعمالي حبيسة الدار، وأضافت، "فقد اسهم زوجي بتذليل كل ما واجهنا من عقبات وقدم جل ما يستطيع لدعمي ضمن إمكانياته المتاحة".وتستعد ام سرحان حاليا وهي الأم لولدين وبنتين لإقامة معرضها النحتي القادم في العاصمة بغداد أو إحدى المدن العراقية حيث تعكف على انجاز عدد من الأعمال النحتية مستفيدة بذلك من تجاربها الفنية السابقة.
أم سرحان.. فنانة فطرية تحاكي السومريين في أعمالها النحتية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 8 يناير, 2012: 09:54 م