الكتاب: شبح دافنشي تأليف: توبي ليستر ترجمة: المدى صدرت حتى اليوم مئات الكتب عن الفنان- الرسام ليوناردو دافنشي، وكما يقال في الأوساط الأدبية، إن المكتبات لم تعد تتسع للمزيد منها، ومع ذلك ففيها كما يبدو متسع لهذا الكتاب الذي صدر أخيرا، بعنوان "شبح دافنشي"، ويتحدث المؤلف توبي ليستر فيه عن لوحة الرسام المعروفة بـ "الرجل المعلق".
إن هذا العمل الشهير جدا، لا يعتبر عملا فنيا نادرا فقط نفّذ في عام 1490، بل يجعلنا أيضا نتساءل، كيف رسم ليوناردو هذا الإنسان العاري على هيئة نسر فارد الذراعين، رجل ناضج (قد يكون رسميا يمثل، صورة شخصية نادرة له)، تحيط بها دائرة ومربع. وهذا الرسم لم يتم عرضه على الجمهور حتى قام كينيث كلارك بنشره في بحثه (العاري)، الذي طبع عام 1956. ويبرز سؤال هنا هل المؤلف، شأنه شأن الآخرين، الذين يكتبون عن دافنشي، لمجرد الاستفادة من اسمه وشهرته؟ بالتأكيد يكون الجواب بالنفي، لان كتاب ليستر، مدروس بعانية، مكتوب بأسلوب جيد وبذكاء واضح. لقد بدأ الكاتب من الإغريق وانتقل بعدئذ الى قصص اوغسطوس ثم الى الرومان والى طقوس العصور الوسطى السرية، قبل أن يتحدث عن المرحلة التي بدأ فيها ليوناردو بالإمساك بالورقة والقلم. أن ما نتعرف إليه، هو ان ليوناردو كان نقطة الذروة لتقليد إنساني مهم ذي صلة بما تعني هذا الرسم، وهناك عدد كبير منها متقدمة عنها، ان الرسم الشهير هذا، هو تأمل للعلاقة بين الإنسان والكون بوصفه نظاما كاملا متناغما، العالم الصغير (الإنسان)، والعالم الكبير (الكون)، وهي تشير الى ان الإنسان هو النموذج المتناظر للكون، وهو يشير ايضا إلى انتقال المبادئ الى اسلوب البناء، وعلاقته بعلم الكونيات (كوزمولوجي) والتطور والتفكير العلمي. ومن الأجزاء الممتعة في الكتاب، فصول من السيرة الذاتية لدافنشي، وكيف انها تنسجم تماما مع ما يقال عن صلته ببروز مركزين ثقافيين مهمين متنافسين في تلك الحقبة وهما، ميلان وفلودنسا. عن/الغارديان
دافنشي والرجل المعلّق
نشر في: 4 يونيو, 2019: 12:42 ص