محمود النمر ضيف اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين د. جاسم بديوي ،للحديث عن "الفلسفة الموجهة للأطفال" هذا العالم المكتظ بالفضول والأسئلة والخيال، هل للطفل ثقافة فلسفة؟ هل هو بحجم هذا العالم الرحب المضبب والملغز؟ ما الأشياء التي يصنعها، والرسوم التي يضعها على البياض؟ هل تعني شيئاً من الفلسفة؟ هذه العوالم حاول جاسم بديوي أن يسلط الضوء عليها. أدار الجلسة الناقد علي حسن الفواز الذي قال في بداية حديثه:
البعض يتصور أن الفلسفة هي فن الكبار، أو أنها فن الأكاديميات ،او أن الشيوخ هم الذين يتناولون فن الفلسفة لان الفلسفة فن صعب، اعتقد أن المحاضر سيأخذنا وهو المجتهد دائما، فالدكتور جاسم بديوي واحد من المثقفين المجتهدين والطموحين والحالمين بأن يصنع سؤالا داخل فضاء السؤال الكبير، وان اقترابا من هذه المنطقة الحذرة التي فيها الكثير من الارتيابات، وفيها الكثير من الغموض والتي تتطلب الكثير من الجهد ، وان وصوله الى هذه المنطقة واشتباكه مع هذه المنطقة لها دلالة انه بدأ يكتشف على إن هناك أشياء مغيبة وأشياء مضببة،خاصة وان الثقافة الشرقية والثقافة الإسلامية والعربية، ثقافات تنتمي إلى التاريخ اكثر مما تنتمي الى ثقافة الإجراء . وتحدث د. جاسم بديوي مضيئا لجميع المحطات التي يمكن أن يسلكها الطفل في هذا العالم دون أن يتقصد فهو يكتشف بصفة الفضول للوصول الى إجراءات معلوماتي، مسحوب من عالم الخيال الى الواقع، وقال : ثمة اعتراض يقول بقصور عقل الطفل لإدراك التفكير الفلسفي والمنطقي وهذا مردود أيضا ،لان القصور لا يتعلق بالطفل فقط ،بل يشمل البالغين ،كما انه مثل هذا ادعاء يبطن الهيمنة والوصاية على عقل الطفل ،المعروف بثقافتنا بالطفل المميز ،في الفقه الإسلامي ،والهدف من تعليم الفلسفة هو التمييز ،إذا لم يكن ذلك مهمة التعليم الرئيسة .وأضاف بديوي : إن كان لابد من استقصاء إجرائي في تاريخ الفلسفة في موقفها من الطفولة وتعليم الفلسفة، فانه سيبرز لدينا مواقف عدة: أولا موقف معارض ،قصديا ،لتعليم الأطفال الفلسفة ،لاعتبارات طبقية تقف في مقدمتها وظيفة حراسة سر الأفكار ،ومن ابرز الذاهبين إلى هذا الاتجاه ،أفلاطون في الجمهورية ، تبعه رهط من الفلاسفة والمتفلسفين ، يهمنا منهم الغموض الطبقي عند إخوان الصفا في الثقافة الإسلامية.ثانيا: موقف يعتبر الطفولة مرحلة تاريخية جمعية، وتكمن فاعلية الفلسفة والعلم في قطعها ،ابرز متبني هذه النظرية:ديكارت ، سان سيمون ، وأصحاب الرؤية التاريخية التقدمية،وفي الثقافة الاسلامية عندنا ابن طفيل في صفته الرمزية المشهورة هو (حي بن يقظان).
جاسم بديوي فـي اتحاد الأدباء.. الطفلُ فيلسوف على نحو عفوي
نشر في: 9 يناير, 2012: 06:48 م