اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > ازدواجية مقصودة

ازدواجية مقصودة

نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 05:01 م

محمد درويش علي شيء غريب ما تبثه بعض الفضائيات من أحاديث ولقاءات مع شخصيات سياسية أو اجتماعية، يتحدثون بطريقة ساخرة عن العملية السياسية، ويتهمون هذا وذاك بشتى صنوف الاتهامات،والجميع عندهم حرامية وعملاء لهذه الجهة أو تلك، ولا يفهمون في كل شيء،  كأنهم جاءوا من كوكب آخر، ولا علاقة لهم بالبلد لا من قريب ولا من بعيد،
ويمتلكون ثقافات العالم، وسواهم من الأميين والجهلة،  متناسين أنهم من ضمن العملية السياسية،وضمنوا حتى مستقبلهم من خلال رواتب تقاعدية مغرية.وتشتد الغرابة حينما تعرف ان المشرفين أو القائمين على هذه القنوات هم أيضاً ضمن العملية السياسية، ولهم امتيازاتهم في المركز والراتب والحظوة والحماية.وحينما تسأل أحد هؤلاء المتكلمين عن هذا الموضوع، يدعي أنه يتحدث من المنطلق الديمقراطي، ويتناسى ان من أولويات الديمقراطية حب الوطن واحترام الاخرين، وليس النيل منهم أو التجاوز على الآخرين تحت أية ذريعة كانت. وللأسف الشديد يستمر هذا المسلسل الازدواجي قدم هنا وقدم هناك، يومياً في هذه الفضائيات. فعندما بدأت دائرة المرور مثلاً بتطبيق وإلزام السائقين بربط حزام الأمان، نشروا مراسليهم في كل مكان واختاروا عدداً من الذين لا يروق لهم تطبيق أي قانون، وبدؤوا بذم القرار وكأنه قرار إرهابي ولم يأت من أجل المصلحة العامة، واحتدمت النقاشات تحت ذريعة أن القرار لم يكن في محله، وهنالك أولويات لقضايا أخرى. ولو تم إصدار قرار آخر من ضمن الأولويات التي يعتقدونها، لطعنوا في آليات التطبيق وهكذا. كل شيء عندهم هو سيئ، وكل شيء لا يساوي شيئاً، من دون ان ينبري لهم أحد ويقول لهم: اذا ما كانت الأمور على هذه الشاكلة فلماذا تقبلون على أنفسكم أن تكونوا ضمن العملية السياسية، وتأخذون الرواتب العالية، ولديكم ما ليس لدى الآخرين؟ ان هذه الفوضى يراد لها قانون يضع حداً لها ولا يتركها تعمم على المواطنين، ومن كثرة التصريح بها تصبح أمراً واقعاً، يصدقها القاصي والداني، واذا ما كانت مشكلتنا تكمن في بعض الفضائيات العربية فان المشكلة الآن باتت من الفضائيات التي من الداخل تبث برامجها، أو محسوبة على الداخل، والأمر عند هذه الفضائيات لا ينحصر في اللقاءات والتصريحات وانما في الأفلام والبرامج التي تبثها أيضاً، والتي هي عبارة عن سموم تتوزع على الناس كل ليلة، وتصيبهم بالخيبة والإحباط، على شكل حرب نفسية، ليس الغاية منها شخصاً مسؤولاً معيناً وانما الغاية منها العراق الذي يراد له العودة الى الوراء، وان لا يستقر، ويبقى تحت وطأة الخراب والدمار والطائفية والفوضى، طالما هنالك نظام يحنون اليه ويريدون عودته مهما كان الثمن. فبعد أكثر من ست سنوات من التغيير الذي حصل لم يغير هؤلاء من لهجتهم ومن كلماتهم وعباراتهم المعروفة، ويتسلل قسم كبير منهم الى المؤسسات الإعلامية المعروفة برواتب مغرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

على قاعة الجواهري.. ادباء العراق يؤبنون الباحث التراثي الراحل باسم حمودي

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

تقرير: "تهيج العين" قد يكون من أعراض الإصابة بالسرطان

مهمة في واتسآب بأجهزة أندرويد

ملتقى الأطفال.. مساحة ثقافية تحتضن صغار الموصل لتنمية عقولهم

مقالات ذات صلة

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

متابعة/ المدى جاء العراق في المرتبة الثانية بعد مصر، باستيراد الشاي الهندي خلال الربع الاول من العام الحالي. ووفقاً لوزارة التجارة الهندية، فقد شهدت صادرات البلاد من الشاي ارتفاعاً ملحوظاً في الأشهر الأربعة الأولى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram