اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مداخلات عن (حزن الثقافة المرير) حزن الواقع المرير 5-4:وخيارات اليسار العراقي

مداخلات عن (حزن الثقافة المرير) حزن الواقع المرير 5-4:وخيارات اليسار العراقي

نشر في: 9 يناير, 2012: 06:50 م

د. حسان عاكف* يمكن القول أن حلقات "حزن الثقافة المرير"، الدراسة التي نشرتها "المدى" للأستاذ ياسين طه حافظ تضمنت جملة من الأفكار أو الموضوعات الثقافية والسياسية والاجتماعية؛ الموضوعة الأولى تتعلق بانحسار فعل الثقافة التنويري ودورها في نشر الوعي والإثارة وانسحابها من منطقة النفوذ والفعل المباشر، والموضوعة الثانية تتمثل في انحسار الفعل العملي للمواطنين، للجماهير في الواقع الراهن،
 والموضوعة الثالثة انحسار الفعل السياسي الثوري بالمفهوم الراديكالي للثورة كما تطرحه الورقة، ويرتبط بهذه الموضوعة حسب الورقة شعور المثقفين والسياسيين بأنه لا جدوى من التفكير بالثورة، أيضا بالمفهوم الراديكالي للثورة أو لعملية التغيير الثوري، موضوعة أخرى تتعلق بالدور الفاعل للقوى الخارجية في اندلاع الثورات وإخمادها، بتقديري الورقة أعطت هذه القوى أهمية كبيرة نسبيا، اكبر من حجمها ودورها. والموضوعة أو الفكرة الأخيرة هي ظاهرة العولمة الرأسمالية والحركة الاحتجاجية العالمية المعارضة لهذه العولمة. من خلال تناوله لهذه الموضوعات يتوصل الأستاذ ياسين طه حافظ الى استنتاج مهم وصحيح حين يصف المرحلة التي نعيشها باعتبارها "مرحلة غبشية"، أي مرحلة مشوشة مربكة تتسم بالتراجع والالتباس أحيانا سواء بالنسبة للمثقفين او للسياسيين أو بالنسبة للأطر والتنظيمات الثقافية والسياسية وعموم الحركات والأنشطة المجتمعية. أيضا تضمنت الورقة حديثا ليس بالقليل لما سمته "بالراديكال او الماركسيين أو الشيوعيين والحزب الشيوعي العراقي". وربطت بشكل عضوي وواقعي بين الماركسيين او الراديكال واليسار عموما وما يواجهونه اليوم من انحسار لدورهم السياسي وبين الثقافة وما تواجهه من حرج وصعوبات.رغم أن عنوان الدراسة موضوع البحث هو "حزن الثقافة المرير" إلا أنها ذهبت ابعد من ذلك وتحدثت عن "حزن الواقع العراقي المرير" سواء بالنسبة للمشهد الثقافي أو للمشهد السياسي او للمشهد الاجتماعي ، وهذه المشاهد جميعها تبعث اليوم على الحزن والوجع وشيء من الاكتئاب، هذا الوجع لاحت بداياته منذ ربع قرن او ثلاثة عقود من الزمن. ولو أجرينا مقارنة بين أوضاع نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين مع ما نعيشه اليوم، سنجد ان المفارقة التاريخية تتمثل في أن بداية القرن العشرين كانت مرحلة صعود ونهوض للفكر التنويري النهضوي، الفكر العلماني المدني وكان هذا الفكر على الدوام خلال مرحلة النصف الأول من القرن العشرين يتقدم ويزحف من خلال تحقيقه لانتصارات ونجاحات ثقافية وسياسية واجتماعية تتعلق بالحريات المدنية العامة والخاصة وببناء الدولة وبحقوق المرأة وحق التعليم للجنسين وغيرها من الظواهر الجديدة التي عاشها العراقيون في بداية القرن الماضي، في حين نرى انه منذ نهاية سبعينيات او بداية ثمانينيات ذلك القرن وحتى الوقت الحاضر تغيرت الصورة وأخذت قيم الحداثة والتقدم والفكر المدني تخلي مكانها تدريجيا للمفاهيم والقيم التقليدية ؛الدينية والعشائرية والقبلية المحافظة، قيم المجتمع الأهلي.لا أريد أن أخوض في الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع فقط أقول أن هذه الظاهرة تكاد تكون ظاهرة عالمية غير مقتصرة على منطقتنا أو بلداننا. وفي ما يتعلق في بلداننا يمكن الإشارة إلى عاملين مهمين ساعدا على إنضاج هذه الظاهرة وتطورها ومن ثم إذا صح التعبير هيمنتها على المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي، الأول يتمثل في فشل المشروع القومي العربي الذي وعد الملايين بمشروع الوحدة التحرير، والثاني يرتبط بإخفاق المشروع الماركسي اليساري ووعده ببناء الاشتراكية، أخفقنا نحن الشيوعيون في العراق حتى الآن في بناء الوطن الحر والشعب السعيد. الواقع الذي نشأ بغياب المشروعين القومي واليساري ترك المجال مفتوحا أمام الفكر المحافظ الديني والقبلي والعشائري وقيم المجتمع الأهلي كي تتقدم وتنتشر لملء الفراغ.اتفق مع ما ورد في الورقة ومع ما أكده الأستاذ ياسين طه حافظ في بداية حديثه انه ينبغي مراجعة المسلمات من قبل القوى والأحزاب السياسية العاملة في الساحة العراقية. ويستشف من الورقة ومن بعض المداخلات التي طرحت وكأن اغلب هذه الأحزاب ان لم يكن جميعها لم تتخذ خطوات تذكر على هذا السبيل، وما تزال متشبثة بطروحاتها وأفكارها ونظرياتها القديمة إذا صح التعبير، ولم تقم هذه الأحزاب بأي مراجعة جدية نقدية لمواقفها وسياستها ولمرجعياتها الفكرية والايدولوجية وأساليب عملها السابقة. أنا  اختلف إلى حد ما مع هذه الطروحات والتصورات. إذا أردنا التحدث بشكل عام استطيع القول أن اغلب القوى السياسية العراقية حاولت وتحاول، وبدرجات متفاوتة، إجراء تغييرات في طروحاتها و افكارها وبنيتها وفي ممارساتها العملية، بالرغم من انه ربما لم تقم جميعها بعملية تقييم حقيقية موضوعية وتنشر وثائق بهذا الشأن، ولكن في الممارسة العملية استطيع القول إنها راجعت ممارساتها السابقة والبعض منها راجع أو دقق حتى مراجعه الفكرية والايدولوجية. أشير الى ملمح يؤكد ما أقوله، وهو أن المتابع للقوى السياسية الموجودة في الساحة اليوم،  خصوصا منذ نهاية عقد الثمانينيات وحتى اللحظة، تجاوزت الاتهامات الجاهزة لبعضها البعض بالتخوين والعمالة ...الخ. بتقديري اغلب هذه القوى إسلامية كانت ام ما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram