سعدون التميمي تعالت الأصوات وكثرت التصريحات السياسية هذه الأيام على خلفية مذكرة اعتقال السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، حيث تناقلت وسائل الإعلام المرئي والمكتوب تصريحات الكثير من الساسة ورجال الحكومة حتى سئمنا ومللنا سماعها لأنها تأخذ منا أجمل أوقاتنا وتحرق أعصابنا .
ما لفت انتباهي هو تصريح أحد النواب عن دولة القانون السيّد عبد المهدي الخفاجي حين وصف رئيس الوزراء السيّد نوري المالكي بـأنه "مراد علم دار العراق وأنه سيقوم بتصفية جميع المنظمات الإرهابية" .ومراد علم دار لمن لا يعرفه اسم لشخصية بطل المسلسل التركي الشهير "وادي الذئاب"  وشهرة المسلسل هذه تعفيني من الخوض في تفاصيله لأن أغلب العراقيين هم من متابعي المسلسل، بدليل إن صور بطله علم دار باتت تزين واجهات المحال التجارية وزجاج (الكيات) كما إن أغلب أبنائنا الأطفال يضعونها في واجهة كتاب  مادة الوطنية بدلاً عن صورة "القائد الضرورة" التي كنا قد اعتدنا عليها في السنين التي خلتْ، والتي نرجو من الله أن لا تعود مرة أخرى "أقصد الصورة لا السنين". لعل النائب المذكور هو الآخر كان متأثراً ومن المتابعين الجيدين لعلم دار ووادي الذئاب ولمجريات أحداث المسلسل أكثر من متابعته وتأثره بالوضع السياسيّ العراقي الراهن .وهنا سؤال يطرح نفسه وهو من وحي أحداث "وادي الذئاب": لو أن مراد علم دار العراقيّ قام بتصفية المنظمات الإرهابية وإبعاد خصومه من العملية السياسية وإقصاء كلّ من المطلك والهاشمي وعلاوي والملة والنجيفي فهل سيصل الدور إلى (زازا وأسكندر الكبير وجوهر الذليل ابن الذليل". وهذا السؤال الخطير لا بدّ  من أن يسبقه سؤال أخطر: ما هو المعادل الواقعي لهذه الشخصيات الدرامية؟ من هو زازا العراقي، وأسكندر العراقي، ومن هو أخيراً جوهرنا الذليل ابن الذليل؟.هذه أسئلة متروكة للسيّد النائب الذي يبدو أن تشبيهه الوضع العراقي بوادي الذئاب لم يكن وليد صدفة ، إذ أن الدراما السياسية العراقية تشبه بالفعل وقائع وادي الذئاب فلا  يمر علينا يوم إلا ونصحو فيه على دوي الانفجارات والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، ناهيك عن تفشي ثقافة الدم والقتل بكواتم الصوت وكواتم الأفكار. وكل ذلك لم نكن نعرفه قبل هذا المسلسل المضجر الممل الذي لا يريد أن ينتهي .هناك سؤال أخير أريد أن أختتم به هذياني : هل يستطيع "مراد علم دار العراق" القيام بهذه الأعمال الشاقة دون مساعدة رفيقه "ميماتي" الملقب بالقاتل الأرعن؟