TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : إلقاء قبض .. وماكو قبض

سلاما ياعراق : إلقاء قبض .. وماكو قبض

نشر في: 9 يناير, 2012: 09:40 م

 هاشم العقابيما من حكومة أشغلت نفسها وشعبها مثل حكومتنا بمَودة مذكرات "القاء القبض"، حتى انا لكثرتها صرنا لا نميز بين ما هو كاذب منها أو صادق. لا تحضرني قائمة بكل الأسماء والشخصيات السياسية والإعلامية والدينية التي صدرت بحقها أوامر قبض، لكني أتذكر منها: أيهم السامرائي وحازم الشعلان وفلاح السوداني وناصر الجنابي وعدنان الدليمي ومحمد الدايني وصباح الساعدي واياد علاوي وصالح المطلك ومشعان الجبوري وسعد البزاز وطارق الهاشمي وغيرهم.
 ثم أضاف السيد المالكي اسمه للقائمة حين صرح في إحدى القنوات الفضائية بانه هو الآخر هُدد بإلقاء القبض عليه ان لم ينفذ امر القاء القبض على الهاشمي. والنتيجة لم يلق القبض على الهاشمي ولا المالكي ولا على أي من الأسماء التي ذكرتها. وان كان هذا الكم من اوامر القبض، التي لم تنفذ، يثير الشفقة قبل السخرية ، فان ما قاله السيد المالكي يكشف عما هو امر من الشفقة والسخرية مجتمعتين. ونص ما قاله المالكي هو أن: "القضاء قال لنا تنفذون وإلا نصدر عليكم أوامر قبض، وهذا جرى في مكتبي وأمام الأمنيين هددوني بهذه الكلمة". اول ما سمعت قول المالكي انتقلت ذاكرتي الى الممثل عادل إمام في مسرحيته الشهيرة "شاهد ما شافش حاجة" يوم سأله القاضي عن سبب سكنه جوار راقصة، فأجاب: بانه لو كل شخص يخرج من بيته لان جارته راقصة ستبيت البلد كلها بالشارع. فلو كان ما قاله المالكي دقيقا، فهذا يعني بانه سوف لم ولن يبقى رئيس وزراء في اي بلد خارج السجن. فلا اعتقد ان هناك بلدا واحدا على وجه المعمورة لا توجد به عشرات، ان لم اقل مئات او آلاف، من مذكرات القاء القبض لم تنفذ بحق المتهمين بسبب الجهل بمحل اقامتهم أو هروبهم واختفائهم. ثم اسأل: لماذا تم تهديد المالكي بقضية مذكرة اعتقال الهاشمي فقط وهناك عشرات غيره لم يقبض عليهم، ومن بينهم مجرمون هربوا  أو تم تهريبهم من السجون؟لو صح  ما قاله السيد المالكي، فان قوله يكشف عن امر في غاية الخطورة لأنه يعكس جهل  القاضي أو القضاة، الذين هددوا المالكي. فالمعروف ان  من ينفذ اوامر القبض هم الشرطة التابعة لوزارة الداخلية. فهل من المعقول إن قصَّر شرطي في واجبه يعاقب رئيس الوزراء بدلا عنه؟ وان كان رئيس الوزراء قد هُدد فعلا، فيا ليته يدلنا على المادة القانونية التي اعتمد عليها من هدده بالقاء القبض على رئيس الوزراء في حال فشل الشرطة باداء واجبها. وبعكسه اعتقد ان من حق المالكي، في هذه الحالة، ان يحيل القضاء الى القضاء بتهمة الاستهانة بمنصبه، وبه كانسان لا يجوز تخويفه بجرم لم يرتكبه.كم تمنيت لو ان المالكي لم يصرح للشعب بما حدث له، لاني اجد في ما قاله امتحانا لعقولنا. فان لم نصدقه فمن حقنا لانه لا يليق. وان صدقناه فلا عقل لنا. اللهم زدنا عقلا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram