TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: كراسي حسن السنيد

العمود الثامن: كراسي حسن السنيد

نشر في: 9 يناير, 2012: 10:20 م

 علي حسينفي كل مرة اقرأ فيها تصريحا لأحد المقربين من رئيس الوزراء  أتساءل ما الفائدة التي تعود على العراقيين من تصريحات  وبيانات تسعى إلى تفخيخ المشهد السياسي بأكمله حين يصر أصحابها على أنهم وحدهم يملكون الحقيقة ؟، بالتأكيد كل الذين شاركوا في معركة الأسابيع الماضية يدركون جيدا أن شيئا ما سينفجر في وجوه الجميع، ليأخذ البلاد إلى حلقة جديدة في مسلسل الاشتباكات والمعارك السياسية
 التي تبدأ ولا تنتهي إلا بعد أن يدفع الأبرياء اثمانها مضاعفة، ولعل المراقب للمشهد السياسي سيكتشف أننا دخلنا جميعا في المجهول ، وان المسؤولين لا يملكون القدرة على ترجمة طموحات الناس بدولة مدنية عصرية ذات مؤسسات ، قادرة على ادارة البلاد ، اليوم لاشيء يلوح بالأفق إلا فرقعات إعلامية تملأ أوقات الفراغ بالصراخ والشتائم وتؤزم الوضع السياسي الذي هو متأزم أصلا، فبعد سلسلة من التصريحات عن حكومة الأغلبية وعن برلمان يحتضن المعارضة ،  خرج علينا القيادي في دولة القانون حسن السنيد ليقول "إن كل الكتل السياسية لن تختار مربع المعارضة ولن يشهد البرلمان القادم كرسيا معارضا واحدا "،  مشيرا "في الوقت الحاضر الشعب العراقي لا يطلب منا معارضة بقدر ما يطلب منا انجازا في ملفات الخدمات والأمن والاستثمار " اذن  نحن امام نظام سياسي جديد لا مكان لصوت معارض فيه مادامت الحكومة قادرة على إغراء الجميع بمنافعها ومناصبها، ولا ادري كيف فات السيد السنيد أن الامم الحية تتحرك لتعديل أوضاعها، وتصحيح  بعض الأخطاء في مسيرتها أو حتى التغيير الشامل من خلال قوى معارضة حقيقة وحية تستطيع حشد قطاعات كبيرة من أجل قضايا تهم المجتمع ، لكن يبدو أن البعض من السياسيين لا يريد أن ينظر إلى المشهد إلا من خلال "مقصورة" الحكومة، حين يهتف الجميع  بالنصر لرئيس الوزراء متجاهلين تماما أن عملية قتل متعمد للحياة السياسية في العراق تتم بشكل ممنهج .للأسف وسط كل هذا الخراب السياسي يستكثر فريق المقربين على الناس أن تكون لهم معارضة تعبر عن طموحاتهم  وليست معارضة مفبركة مثل التي نشاهدها كل يوم من على شاشة التلفزيون والتي لو استمرت فانها ستهدد الحياة السياسية بالانقراض، إذن لا فائدة من متابعة المباراة التي تجري بين الفرقاء السياسيين  فحتما ستكون المباراة محسومة قبل نهايتها بأيام، هذا الحسم لم يكن سببه كفاءة وتفوق أو ارتفاع اللياقة البدنية للبعض منهم ، بل لأنهم وبمساعدة عدد من المقربين شلوا حركة الناس وتفننوا في احتساب ضربات الجزاء لمصلحتهم. السنيد وهو يرفع شعار "لا معارضة بعد اليوم" إنما يحاول أن يضع  المالكي وحيدا على قلب السياسة العراقية، ويسعى ومعه مجموعة المقربين لوضع القوانين التي لا تتيح للمنافسين حرية الحركة. لعل ما يجري هذه الأيام يكشف مجددا غيابا كاملا لمفاهيم الديمقراطية وحرية الرأي على نحو مخيف، وللأسف لم يظهر من المقربين شخص واحد يقول انه لا يجوز أخلاقيا ولا سياسيا أن يجري التعامل مع الفرقاء السياسيين على هذا النحو، وأيضا لا يجوز أن تفتح كل الأبواب والنوافذ للذين يصفقون لانجازات الحكومة ومشاريعها العملاقة.أعود للقضية الأم.. ما ذنب الناس في متابعة هذه المسرحية الهزلية التي تعاد عليهم  بين الحين والآخر؟ لقد أصبحنا أسرى سياسات يضعها سياسيون يفرضون علينا سطوتهم ومعتقداتهم الخاصة بعيداً عن هموم الناس، في الوقت الذي كنا نتمنى أن ينشغل الساسة بآلاف القضايا المهمة والخطيرة، التي مازالت بعيدة عن الاهتمام. وأخيرا أتمنى ألا يتصور المقربون من دولة رئيس الوزراء إنني معارض  اسعى لاثارة لأثارة  الزوابع والمشاكل في وقت يحاول الكثير من السياسيين أن يسير (جنب الحائط).. اللهم ابعد عنا معارضة يراد لها ان تصفق وتهتف وهي واقفة بعد ان سحب منها حسن السنيد جميع الكراسي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram