بغداد / المدى
الفقر كان العنوان الرئيسي لحياتها ... فقد نشأت في بيت بسيط لأب عامل في البلدية وأم ربة بيت، ويكاد منزلهم يضيق بها وبأشقائها الكثيرين الذين لم يكن راتب والدهم الضئيل يكفي لسد رمقهم أو تلبية جزء بسيط من مطالبهم الأساسية، وبسبب الفقر وضيق ذات يده فقد أخرجهم الوالد من المدارس قبل حصولهم على الابتدائية وقرر إلحاقهم بأعمال في الحي الصناعي القريب من داره وكذلك هي التحقت بعمل صغير معد للتمور، وعندما التحقت بالمعمل بدأت تقارن (ن) بين حياتها وحياة ابنة صاحب المعمل التي لا تزيد عليها عمراً، لكنها ترتدي افخر الملابس ويقوم سائق خاص بنقلها بالسيارة إلى المعمل لكي تلعب وسط العمال أو الإدارة أو بين أحضان والدها، ومن ذلك الوقت و(ن) تقارن بين حياتها وحياة ابنة صاحب المعمل فأصبحت تتمنى ان تتبادل معها المواقع... وعندما بدأت تخطو الى عالم الأنوثة وبدأ جمالها يظهر للعيان بعد أن أصبحت صبية فاقت على العاملات بحسن التصرف وإبراز مفاتنها من خلال ملابسها الضيقة والقصيرة! .. فقررت أن تصل إلى الثراء بشتى الطرق... ولم تجد أمامها إلا صاحب المعمل الذي سافر ابنه إلى انكلترا بينما تزوجت ابنته من ابن عمها وهو شاب ثري أيضا... فقررت الإيقاع به في شباكها بشتى الطرق ... لكن الثري العجوز لم يلتفت لكل ما فعلته لأنه كان مريضا ويشعر بدنو اجله، وكان يراها في مثل سن ابنته فلم يفكر حينها كأنثى مطلقا... فقررت تغيير خطتها... وعندما علمت بأنه يحتاج إلى ممرضة متفرغة لإعطائه الأدوية في مواعيدها مقابل مبلغ مالي محترم... عرضت نفسها عليه حتى تقوم بالمهمة... وكانت تخطط من وراء ذلك الفوز بأمواله... وبالفعل حاولت إغواءه والتودد إليه لكنه لم يقع في شباكها ... فغيرت خطتها للمرة الثانية ، وبدأت تتظاهر بالحزن على حاله ... فبدأ يتجاوب معها ... وبدأ يغدق عليها بالأموال والهدايا ... وظلت تقيم معه في بيته فترة طويلة ... وفي إحدى الليالي وبعد تناوله الدواء قامت بأخذ توقيعه على عقد زواج شرعي! وعندما توفي توجهت إلى محكمة الأحوال الشخصية في البصرة لإثبات صحة عقد زواجها من مدير المعمل... ووقفت أمام القاضي لتؤكد أنها زوجة صاحب المعمل المسن في السر وانه كان يرفض إعلان الزواج حرصا على سمعته وسمعة أبنائه وخاصة ابنته التي تزوجت من رجل ثري ومعروف في البصرة ... وأضافت رغم فارق السن بيني وبينه إلا أنني تمنيت ان أكون زوجته بسبب رقته وحسن معاملته لي... واستجاب الله لدعائي ... وشعرت بالفرصة عندما بدأ يتودد إلي ويطلب مني البقاء كثيرا معه في بيته ليشكو لي الوحدة التي يعيشها في قصره ... وعندما طلب الزواج مني وافقت على الفور ... حتى بعد أن طلب مني ان يكون زواجنا سريا وعند احد السادة ... واستمر هذا الوضع أكثر من خمس سنوات وحاولت ان اصدق هذا العقد في المحكمة لإقراره شرعيا لكنه كان يرفض باستمرار ... ثم بدأت الحالة الصحية لزوجي تنهار وبدأت ابنته تتردد عليه وعندما شعرت باني أكثر من ممرضة لوالدها شكت بالأمر... وحاولت طردي من البيت فأخبرتها بأنني زوجته بعقد شرعي ولكنها لم تعترف بذلك ... ورغم ذلك لم تستطع طردي إلا بعد وفاة زوجي فقررت اللجوء إلى المحكمة للحصول على حقي من ميراث زوجي ! . وبعد أن استمعت المحكمة لأقوال العاملة جاء دور ابنة صاحب المعمل فقالت للقاضي: إن عاملة المعمل ما هي الا نصابة ومزورة حاولت عدة مرات التحايل على والدها المريض لتستطيع الحصول على أمواله، ولكن والدي كان لها بالمرصاد ... وأضافت ان عقد الزواج مزور وغير شرعي ولا يعتد به كما أكدت ان العاملة لديها رصيد ضخم في مصرف الرافدين بما لا يتناسب وواقعها وحياتها المعيشية وإنها كانت تحاول بيع القصر الذي سكنت فيه مع والدي ولكنها فشلت في الصفقة في آخر لحظة ... فاتت إلى المحكمة لتقدم هذا العقد المزور للحصول على الميراث ... لذلك اطلب من المحكمة بعدم الاعتراف بالعقد وان والدي لم يتزوج بهذه العاملة.
وعقب الانتهاء من أقوالها وطلبها طالبت المحكمة بإجراء التحريات حول صحة ادعاء العاملة وإحالة العقد لخبير الخطوط في الأدلة الجنائية لتحديد مدى صحته ... وبعد أشهر أكدت التحريات والشهود الذين حضروا إلى المحكمة صحة أقوال الابنة بينما شهد حارس القصر بان الرجل المسن الراحل كان يعطف فقط على العاملة وانه لم يتزوجها ولم يفكر فيها ، ولكنها كانت تمرضه وتعطيه الادوية وتحصل على راتب شهري جيد نظير هذه الخدمات التي تقدمها لصاحب المعمل ... وبعد المداولة والتأجيل وسماع رأي الادلة الجنائية بصحة العقد قررت المحكمة عدم أحقية العاملة في الميراث وعدم الاعتراف بورقة الزواج التي قدمتها.
العاملة اللعوب .. ووثيقة الزواج المزورة !
نشر في: 14 أكتوبر, 2012: 04:48 م