علاء حسن على ذمة المصادر ومسؤوليتها بصحة المعلومات حول صدور أوامر من رئيس الحكومة بتجريد مواكب المسؤولين المدعوّين لحضور الاحتفالات الرسمية بالمناسبات الوطنية من الأسلحة المتوسطة ، يبدو الأمر منطقيا جدا ولاسيما أن اجواء الأزمة السياسية مازالت قائمة على خلفية صدور مذكرة القبض بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي و14 شخصا من عناصر حمايته .
الأمر الجديد ومع التشكيك بصحته يأتي في إطار التحوطات الأمنية وخشية تكرار حادث اغتيال الرئيس المصري أنور السادات ، ومع تمنياتنا لأصحاب السيادة والجلالة والسمو بطول العمر لخدمة شعوبهم ، فإنهم وللحفاظ على أمنهم الشخصي، يحرصون على الإفادة من كل خبرات الشركات الأمنية الاجنبية لتجنب عمليات الاغتيال ثم ضياع السلطة وتسليمها الى شخص آخر يقرأ سورة الفاتحة على عجل ليسارع ليؤدي اليمين الدستورية رئيسا او ملكا او أميرا جديدا خلفا لسلفه المغفور له.في العراق لا وجود بعد اليوم للشركات الأمنية الأجنبية، لانها تركت وراءها ضحايا أبرياء مازالت قضاياهم أمام المحاكم خارج البلاد ، ولهذا وبالخبرة المحلية يجب أن تكون التحوطات الأمنية لحفظ الامن الشخصي للمسؤولين الكبار جدا ، حاجة ملحة ، وعلى السياسيين تفهم هذا الأمر والتعامل معه بروح رياضية نبيلة بعيدا عن الانحياز او سوء الفهم وتفسير الأوامر بأنها مساس بالصفة الاعتبارية لرئيس مجلس النواب او نائب رئيس الوزراء او أي رئيس آخر، وما أكثرهم في العراق اليوم فهناك ، رئيس فريق الطلقة النارية لكرة القدم ، ورئيس الطباخين في مطعم مليون عافية، ورئيس رابطة مشجعي نادي هلا هوب ، ورئيس فرقة الجالغي ، وهؤلاء الرؤساء بالاسم فقط ، وليسوا بحاجة إلى عناصر حماية مثل غيرهم الذين يحملون ذات الصفة.لمناسبة عيد الشرطة واستعراضها الكبير الذي تضمن عرض آلياتها من ماطورات وسيارات مكافحة الشغب وكلاب بوليسية، وأجهزة الكشف عن المتفجرات، كانت عناصر الشرطة قبل عشرات السنين لا يملكون سوى الخيل للتحرك وأداء واجباتهم ، والشرطي الخيّال برتبة عريف كان ذا نفوذ كبير في المدن الصغيرة ، وبإمكانه ان يعتقل من يشاء، وحينما يحل العريف ضيفا في إحدى القرى يذبحون له دجاجة ، ويضعون الشعير في "عليجة" حصانه، وفي الصباح يودعهم محملا ببيض العرب والدهن الحر، ومثل هذه الامتيازات تقدم كجزء من تقاليد إكرام الضيف وليس بوصفه ممثلا للسلطة مع حصانه.الشرطة اليوم وبما تمتلك من آليات ومعدات هي المسؤولة عن حماية المسؤولين والقادة السياسيين ، لكن هؤلاء يشككون في ولاء عناصرها ، لاعتقادهم بان الكثير منهم على صلة بأحزاب مشاركة في الحكومة ، تعيش هذه الأيام وسط حلبة صراع ، وربما لهذا السبب صدر امر تجريد مواكب المسؤولين من الأسلحة المتوسطة والهاونات ومن اشياء أخرى محظورة ، كانت فتيل إشعال الأزمة السياسية الراهنة، وللشرطة في يومها تمنيات العراقيين بسلامة منتسبيها على اختلاف رتبهم ومناصبهم ، ونحمد الله لأننا تخلصنا من "خيل الشرطة " وتوفير الشعير ووضعه في "عليجة" حصان العريف كما فعل أجدادنا في الماضي .
نص ردن: خيل الشرطة
نشر في: 10 يناير, 2012: 07:51 م