عن : نيويورك تايمز يصادف التاسع عشر من آذار الذكرى التاسعة لإسقاط نظام صدام. ما زال آلاف المقاتلين الأميركان موجودين في العراق ، أما الانسحاب المزعوم الذي أعلنه اوباما فانه مجرد إعادة انتشار للقوات في مكان قريب. بالإضافة الى ذلك، هناك جيش من القتلة المأجورين في البلاد و الأوضاع العامة قاسية لا ترحم:
فهناك ملايين اللاجئين و الفقراء، و حقوق الإنسان تفتقر إلى الرقابة، و الحريات المدنية منتهكة، و الخدمات الاساسية مفقودة من مياه الشرب النظيفة و تصريف المياه و الكهرباء الى العناية الصحية و التعليم، بالإضافة الى أعمال العنف اليومية و الفوضى و الرعب و تسمم البيئة ، كما ان الاحتياجات الإنسانية غير المتوفرة تزيد من العقوبات على العراقيين ، هذا عدا الاعتقالات غير القانونية و التعذيب و الافتقار الى حرية الصحافة و غيرها من الحريات و البؤس اليومي . لقد دمرت اميركا مهد الحضارة فلم يعد موجودا و الخسارة كبيرة من الصعب إحصاؤها .الافتقار الى حرية الصحافة وحده يعتبر مشكلة كبيرة. في شباط 2011 نشرت منظمة حقوق الإنسان تقريرا بعنوان " على مفترق طرق: حقوق الإنسان في العراق بعد ثماني سنوات من الاجتياح الأميركي ". من بين المواضيع التي قام التقرير بتغطيتها : استهداف القادة من النساء و الناشطين، تهريب البشر، إجبار النساء على ممارسة الدعارة، العنف الأسري، تعذيب المعتقلين، المهجرين، تأثيرات الحرب غير المرئية، و قمع الحريات الذي يشمل الصحفيين . ناقش القسم المعنون " التهجم، التهديد، و الاعتداء على الصحفيين " عددا من الانتهاكات التي يواجهها الصحفيون بسبب كشفهم الفساد و إساءات المسؤولين ، حيث يواجه هؤلاء الصحفيون الكثير من المخاطر كالضرب و الاعتقال و التهديد بالقتل . بعد نشر مقالة عام 2006 عن فساد مجلس مدينة البصرة، واجه احد الصحفيين هناك تهديدات بالقتل ما اضطره الى الاختفاء حفاظا على سلامته . و اخبر صحفيون آخرون منظمة حقوق الإنسان بان القوات الأمنية في بغداد و البصرة تمنعهم من تصوير مواقع الهجمات الإرهابية بحجة حماية المنطقة و مساعدة الضحايا، الا ان السبب هو اخفاء الحقيقة. خلال انتخابات المحافظات عام 2009 تم منع الصحفيين من دخول محطات الاقتراع و اعتقالهم و ضربهم و سحب أجهزتهم و تدميرها . يقول احد اعضاء مرصد الحريات الصحفية " من اكبر المشاكل التي يواجهها الصحفيون في العراق هي العقلية الدكتاتورية لرجال الأمن، فالقوات الأمنية تخشى الكاميرات و لا تفهم معنى حرية التعبير". و حسب مصور نيويورك تايمز (جواو سيلفا) فان العراقيين يعرفون تأثير الصور الفوتوغرافية و يعلمون ان عدم وجود هذه الصور يقلل من تأثير الحدث في الخارج.في تقريرها لعام 2011 وجدت منظمة العفو الدولية " دليلا على استهداف ناشطين سياسيين، و تعذيب و سوء معاملة اشخاص تم اعتقالهم اثناء الاحتجاجات، و اعتداءات او تهديدات للصحفيين و وسائل الاعلام و منتقدي الحكومة و أكاديميين و طلبة". و ذكرت أوضاعا مؤسفة تشمل اساءات و اعمال قتل تقوم بها جماعات مسلحة و اعتقالات من غير محاكمات و حالات وفاة معتقلين و انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل القوات الأميركية و اعمال عنف ضد النساء و الفتيات و ملايين مازالوا يعيشون كلاجئين و عدد كبير من السجناء ينتظرون دورهم للاعدام . كانت مهمة القوات الأميركية تتضمن استهداف الصحفيين، ففي 2005 صرح ايسون جوردان- الذي كان حينها رئيس قسم الاخبار في (سي ان ان) – بان " لديه علم بحوالي 12 صحفيا قتلوا على يد القوات الاميركية، و ليس هذا فقط و انما كانوا مستهدفين وفق نهج مسبق ". هذا التصريح تسبب في فقدانه لعمله . في عام 2003 قتلت القوات الاميركية صحفيين في فندق فلسطين ببغداد، و في نفس الوقت استهدفت قناة الجزيرة و ابو ظبي لبثها لقطات مصورة . في 2005 تم اختطاف الصحفي الايطالي جوليانا سغرينا و اخذه رهينة ثم تدخلت المخابرات الايطالية و ساعدت على تحريره. في آب 2010 نشرت منظمة ( مراسلون بلا حدود ) تقريرا بعنوان " حرب العراق : أعداد كبيرة من القتلى بين وسائل الاعلام 2003 -2010 ، و أطلقت على هذه الحرب " اكثر الحروب قتلا للصحفيين منذ الحرب العالمية الثانية ". من آذار 2003 و حتى آب 2010 قتل 230 صحفيا دون ان تتبع ذلك اية محاكمات. كما ان العراق يعتبر "من اكبر اسواق الرهائن في العالم"، فخلال نفس الفترة تم اختطاف 93 صحفيا و غيرهم من العاملين في وسائل الاعلام، تم قتل 42 منهم على الاقل و بقي الاخرون مفقودين . الأسوأ من ذلك ان القوات الاميركية كانت تستهدف و تعتقل و تقتل الصحفيين المستقلين بشكل عشوائي و غير قانوني.و " تقر المنظمة بالامتنان و العرفان للعاملين في وسائل الاعلام الذين قدموا حياتهم من اجل ايصال المعلومة للجماهير رغم كل المخاطر التي تعرضوا لها " . في 7 كانون
استهداف الصحفيين كان من مهمات القوات الأميركية

نشر في: 10 يناير, 2012: 09:34 م









