عامر القيسي يتساءل أحد نواب دولة القانون في لقاء متلفز وهو يشن هجوما على العراقية في اطار حملة " التهدئة "! لعيون المؤتمر الوطني . يتساءل : اين ذهب البعثيون ؟ في اشارة الى ان ائتلاف العراقية كان الحاضنة الكبيرة لهم . والسيد النائب قال نصف الحقيقة ولم يقل ان كان في ائتلافه أو في مراكز القيادة في الحكومة بعثيون بل بعضهم مشمول بالاجتثاث وهم في مواقع مؤثرة في القرار السياسي الحكومي بل والحزبي والامني في ائتلافه .
المؤكد أن السيد النائب يعرف قبل غيره ان جموع البعث وجدت حاضنتها في الاحزاب والتيارات الاسلامية السنية والشيعية معا ، وربما مما لا يعرفه السيد النائب ، ان نسبة الطلبة "ثانوية وجامعة " البعثيين في المناطق الشيعية حسب استمارات ووثائق تراوحت بين 80 الى 90 % في حين بلغت النسبة لنفس الشريحة في المناطق السنية 14 الى 20% .وأتساءل إن كان هذا النائب في خطابه المضلل ( بكسر الضاد ) يعرف ان أعضاء قياديين في حزب البعث المنحل هم الآن في مواقع مسؤولية حزبية وأمنية في حزب إسلامي متنفذ،على سبيل المثال، باعتبار النائب قياديا في تيار اسلامي ؟ وهل يعرف ان الملف الامني يتربع في بعض مفاصل قيادته السابقة واللاحقة حتى عضو مكتب عسكري في البعث المنحل بل وكان احدهم من المقربين من علي حسن المجيد !، وان مستشارين للسيد المالكي تخرجوا من نفس المدرسة التي يعيّر الآخرين بها مبتسما ، باعتبار ائتلافه وحزبه أصفى من الماء الزلال من البعث والبعثيين !! بل ان مؤسسات الدولة تعج بهم بعد ان طلّقوا ميشيل عفلق ونضال البعث وأصبحوا بين ليلة وضحاها من الاتقياء والصالحين بحماية الاحزاب الاسلامية وتحت عباءتها تجسيدا لشعار البعث المقلوب " اول من يستفيد وآخر من يضحي " برغم الاعتراض على فقرة التضحية !!كانت واحدة من أمنياتي لعام 2012 أن يضع قادة البلاد البعث جانبا في الاتهامات المتبادلة ويجندوا " كفاءاتهم وحكمتهم " لغرض حل الازمات التي تعترض طريق العملية السياسية وبذل الجهود لتجاوز الكوارث وتقديم الخدمات للمواطنين ، الذين ارهقتهم نفسا حتى مثل هذه الخطابات البائسة التي مازالت تستجدي الناس من خلال لعنة الماضي والوقوف على اطلاله .لست مدافعا عن العراقية ولن أفعلها بتركيبتها الحالية وقياداتها بل وحتى خطابها السياسي الذي لايقل تهريجا وتضليلا عما تفوه به السيد النائب امام الناس ، لكنني فقط أردت أن أذكر السيد النائب ان الطريق الى مؤتمر وطني ناجح لا يمكن ان يمر من خلال استباقه بالتهم وتصعيد لهجة العداء والاختلاف وان خطابه المتشنج في اللقاء على العكس تماما من توجه القيادات السياسية للتهدئة وتهيئة ظروف افضل لنجاح المؤتمر الوطني اذا كان حريصا فعلا على دفع العملية السياسية خطوة واحدة الى الامام بدل مراوحتها الحالية بل حتى تراجعها خطوات الى الوراء !واخيرا أريد أن أذكره بالمثل العربي " اذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بحجر "!!
كتابة على الحيطان:أين ذهب البعثيون ؟
نشر في: 10 يناير, 2012: 09:37 م