بغداد/ نورا خالد في يوم الجمعة من كل أسبوع إذا مررت بسوق الغزل، تشعر وكأنك في عالم آخر، عالم كله جمال وألفة، ولتتعرف أكثر على هذه السوق كانت لـ(أخيرة المدى) جولة هناك. في بداية جولتنا حدثنا الحاج جمال حسين وهو صاحب محل لبيع الحبوب وطيور الزينة عن سبب تسمية السوق بهذا الاسم، إذ يشير إلى أنها كانت في السابق مكاناً لبيع المنسوجات القطنية والغزل
إضافة إلى الحبوب الجافة كالشعير والحنطة والرز وغيرها، وبالرغم من اختفاء الغزول الصوفية التي كانت تشتهر بها، إلا أنها ما تزال تحمل اسم (سوق الغزل) التي اكتسبت شهرة واسعة، وما زالت تراثا حيا ووجها من وجوه بغداد التراثية، وأضاف محمد: هنالك أنواع مختلفة من الطيور، فلكل منها لون وشكل وحجم يختلف عن النوع الآخر وتختلف أسعارها حسب ندرة الطائر وجماله. ويؤكد علي هادي صاحب محل لبيع اسماك الزينة أن حبه الشديد لهذه الأنواع من الأسماك منذ صغره هو ما جعله يستمر في هذه المهنة، وعلل جليل اقبال الناس المستمر على بضاعته بأن النظر الى الاسماك يعطي الإنسان إيحاءً بالاسترخاء ليس فقط بالتمتع إلى حركاتها الهادئة، وإنما بالنظر إلى البيئة الطبيعية التي يعيش بداخلها من النباتات والرمال والحصى، وأضاف: اظن انها افضل هواية على الإطلاق، لأن الأسماك أكثر وداعة من اي حيوانات أخرى نقوم بتربيتها. في فسحة أخرى من السوق هناك أنواع مختلفة من الكلاب الصغيرة منها والكبيرة بألوان وأحجام مختلفة، هادي علي الذي كان يعرض عددا من الكلاب مختلفة الإشكال أشار إلى أن الكلاب البوليسية أكثر أنواع الكلاب مبيعاً، واكد ان ذلك يعود إلى هيمنة الخوف لدى الناس من الوضع الأمني غير المستقر، وقد يصل سعر الواحد منها إلى مليون او أكثر. كما ان لمحبي تربية القردة حصة في السوق، اذ هناك أنواع مختلفة منها موضوعة داخل أقفاص محكمة او مربوطة بأحزمة حتى لا تتمكن من الهرب وسط زحمة السوق كما يقول صاحبها هيثم العزاوي الذي يحصل عليها من خارج العراق ليبيعها لهواة تربيتها. ويشهد هذا السوق في بعض الأحيان عرض حيوانات نادرة قد تصل أسعارها إلى مبالغ خيالية، ويعتمد ذلك على نوع الحيوان ودرجة ندرته. وفي مكان آخر من السوق كان هناك صائد الثعابين شاب في الثلاثين من عمره يحمل أفعى بيده، وتلتف حول رقبته اخرى، اشار وسام كريم المعروف بـ(ابو الحياية) لاخيرة المدى: الى انه يحصل على الأفاعي من المزارع وفي بعض الاحيان من الحدائق العامة واكد أن هناك إقبالا كبيرا على شرائها من أجل معالجة مختلف الأمراض الجلدية التي تصيب الإنسان، كما ان هناك من يعتقد بانها تجلب الرزق وتبعد الحسد، ويصف كريم مهنته بالصعبة جدا والخطرة، إلا انه لا يعرف سوى هذه المهنة التي يكسب منها قوته. عند تركنا هذا السوق أدركنا انه لا احد يستطيع احصاء الانواع المختلفة للحيوانات في هذا السوق، ولا أعداد الناس الذين يرتادونه، كل يوم جمعة للشراء أو لرؤية الحيوانات الأليفة وغير الأليفة عن قرب، ولكن ما تأكدنا منه ان سبب استمرارية السوق ولأكثر من ستين عاما هو رغبة الناس في اقتناء الحيوانات.
في سوق الغزل.. حيوانات محكومة بالأقفاص
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 يناير, 2012: 10:46 م