TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : و"أنفُ" ذوي القُربى أشدُّ مضاضةً

سلاما ياعراق : و"أنفُ" ذوي القُربى أشدُّ مضاضةً

نشر في: 11 يناير, 2012: 08:41 م

 هاشم العقابيإلا من لا يمتلك قطرة حرص في ضميره على العراق، لا تجد عراقيا غير خائف على ما ينتظر البلد، في هذه الأيام، من خراب فوق خرابه. وان كنت برغم خوفي وبرغم تقديري لحجم الكارثة الجديدة،  اجبر نفسي على التفاؤل متسلحا بقول "تفاءلوا بالخير تجدوه"، الا ان ما طالعته ليلة امس من تصريحات محلية واقليمية ودولية أطفأ كل ما تبقى في نفسي من تفاؤل.
خوفي هذا شاركني به الزميل علي حسين بقوله في عموده يوم امس: "الوطن في خطر والمحرقة التي أشعلها رئيس الوزراء تمتد وتتوسع لتطول كل شيء، مستقبل البلاد معلق بخيط رفيع لا احد يعرف متى سيتم قطعه". واني لواثق بان خوفنا  يشاركنا فيه العراقيون البسطاء والفقراء أو "اولاد الخايبة" كما يصفهم بعض القراء في ردودهم على ما نكتب. لكن ما يزيد الخوف رعبا هو ان ذوي "الأنوف الطويلة" من "المقربين" عندهم "الدنيا تتن والكاع جينكو" كما يقول المثل. فان كانت التصريحات والتلميحات التي تأتي من خارج العراق لا تخلو من أهمية تفرض على من يدير شؤون الدولة ان يتمعن بها ويأخذها على محمل الجد. فانا، شخصيا، اعتبر اشارة رئيس الحكومة التركية الى ان العراق يشهد اوضاعاً دموية لا يمكن معها الوقوف من دون حراك محذراً ومناشدا زعماء الكتل السياسية والدينية العراقية أن يصغوا لضمائرهم، من أكثر تلك التصريحات جدية وأشدها خطورة. فتركيا لاعب مخيف بالساحتين الإقليمية والدولية. ومواقفها من الأحداث التي تجري بسوريا في هذه الأيام، حتى وان لم تخلُ من مطامع وحسابات خاصة، قد أثرت كثيرا في توجيه الموقفين الدولي والعربي ضد النظام السوري. الغريب هو انه بدلا من أن تقدر حكومتنا مخاطر التصريحات التركية، بادر "مقرب"، لامحزوز ولا ملزوز، بالهجوم على اوردغان ساخرا بتصريحاته مهددا ومحذرا اياه من مغبة "دس انفه" بالشأن العراقي. لا ادري على اي قوة "انفية" استند صاحبنا "المقرب" هذا في اطلاق تهديداته. اما كان يعلم ، بان من يخرب بيته بيده سيجعله ساحة للتدخل من قبل كل من هب ودب؟ ثم الم يسمع وهو الذي وصل البرلمان مرشحا عن اهل  العمارة بانهم قالوا: "اللي  هانته اعياله هانته جيرانه". فلا تهينوا العراق حتى لا يهينه جيرانه ان كنتم حقا عراقيين.كنت اتمنى على هذا "المقرب"، مثلما اتمنى على باقي "المقربين"،  الا يكون "انفه" من بين أول الانوف التي خططت لاشعال فتيل الازمة الأخيرة، قبل ان يطالب الجار بإبعاد انفه. وليتذكر انه هو شخصيا ما كان يصل الى الحكم لولا "دس" امريكا أنفها في امورنا رغما عن انوفنا. فيا صاحبي ضع بحسابك دائما انه: على قدر أهل "الأنف" تأتي "الدسائس".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram