TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: ياسين مجيد وأنف اردوغان

العمود الثامن: ياسين مجيد وأنف اردوغان

نشر في: 11 يناير, 2012: 10:56 م

 علي حسينفي آذار من العام الماضي وقف رئيس الوزراء التركي اردوغان   في  البرلمان  العراقي ليحذر النواب   من العودة الى الاحتراب والاقتتال الداخلي قائلا " المجازر والقتل تؤثر في أعماقنا وتتفطر قلوبنا عندما يرفع الاخوة السلاح بعضهم ضد البعض".مضيفا : الجميع يتابعونكم  كلما توحدتم توحد الجميع".
 في ذلك اليوم المشهود  ملأ مستشارو رئيس الوزراء ومقربوه  الفضائيات  تغريدا وهم  يتغنون بصفات  رجل تركيا الطيب القلب  ويكيلون المديح للجار العزيز حتى ان المالكي قال وهو يقبل اردوغان من وجنتيه  : إنه حقا يوم تاريخي أن نرى رئيس وزراء تركيا الأخ رجب طيب أردوغان في بغداد .بالأمس  أشاوس دولة القانون يتحولون ويشمرون عن سواعدهم ويعلنون حربا  شاملة لاهوادة فيها ضد الخائن اردوغان قائد محور الشر الهارب من ازماته الداخلية عدو الديمقراطية على حد قول  النائب المقرب جدا عزت الشابندر  ، فيما تمعن الزعيمة حنان الفتلاوي في هجومها الكاسح مطالبة الكتل السياسية بان تتخذ موقفا من تدخلات هذا العثماني ، وقبل ان يفيق العراقيون من صدمة هذا الانقلاب المفاجئ على المسكين اردوغان ، وقبل ان نضرب اخماسا في اسداس خرج علينا النائب المقرب جدا ياسين المجيد ليحذر من أن أنف اردوغان ستقطع لو ظل يواصل دسها بالشأن العراقي.  هكذا ادخلنا  المقربون في أتون حرب جديدة  المفاجأة فيها ان العدو هذه المرة لم يكن علاوي وانما سياسي تركي  حاول ان يقدم نصيحة لجيرانه حين قال لهم : اصغوا لضمائركم وعقولكم وقلوبكم وتصرفوا بحس سليم وبطريقة مسؤولة وهي كلمات لم تختلف في المضمون والمعنى عن الخطاب الذي القاه اردوغان في البرلمان وصفق له  نواب دولة القانون وقوفا انذاك ، والعجيب ان النواب الثلاثة المحترمين لم نسمع لهم تصريحا واحدا حين كانت الطائرات التركية تقصف قرى في اقليم كردستان بل ان الشابندر نفسه اعترف في لحظة صدق مع النفس ان موقف دولة القانون من القصف التركي ضعيف ، لعل المرء يحتاج الى ان  يكون ساذجا تماما وربما غبيا لأقصى درجة ليصدق " الاسطوانة المشروخة " التي يرددها البعض عن السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية  ، فالناس تدرك جيدا أن بعض السياسيين ساهموا ويساهمون في تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول العالم كافة ، ويدركون أن كثيرا من السياسيين لهم قدم في العراق وأخرى في إحدى دول الجوار، وان البعض من الأحزاب السياسية ساهمت في اختراق الأمن الوطني للعراق .الحرب العالمية التي يخوضها نشطاء دولة القانون ضد اردوغان والتي تقودها  كائنات حزبية منقرضة  ذكرتني  بحرب شبيهة  قادها الاخوان المسلمون في مصر حين طلب اردوغان من المصريين  ان يقوموا بصياغة  دستور يحترم  كل الأديان ويعطي  كل فرد الحرية في ممارسة دينه". يومها خرج القيادي الاخواني عصام العريان ليقول: لا أردوغان ولا غيره له حق التدخل في شؤون دولة أخرى وفرض نمط بعينه عليها". طبعا الاخ العريان لم  يهدد بقطع انف اردوغان ولكنه مثل الزعيمة حنان اعتبر ان زمن الدولة العثمانية قد ولى  طبعا لم يشرح لنا الاخوة الفتلاوي  والعريان عن اي عثمانية يتحدثون فاردوغان ورفاقه، لم يمسكوا مايكروفونات ويتحولوا إلى وعاظ، بل سعوا إلى تقديم صورة جديدة للإسلام غير تلك الصورة المشوهة التي قدمها إرهابيو القاعدة ومشايخ فتاوى نجاسة الوضوء واصحاب قوانين الحشمة في الوزارات العراقية ،  لم يسعوا الى الفصل بين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات  ولم يغلقوا دار سينما ولم يقوموا بغزوة إلى نوادي تركيا مثلما قام رفاق ياسين المجيد والفتلاوي .انظر إلى أردوغان وهو يتحدث  بألم عن الواقع العراقي ، وانظر إلى وجوه  المقربين من رئيس الوزراء  فأجدها باهتة تفتقد الرؤية والقدرة على الهام مجتمعهم، ساسة نشعر بالحسرة كل يوم على وجودهم بيننا، ونرفع أيدينا إلى الله داعين: اللهم امنح ساستنا انفا مثل انف اردوغان يتحسس المشاكل  ويدفع صاحبه للعمل بعقل مفتوح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram