اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل أضاع الجدل النخبوي العقيم علاقة القومية بالإسلام؟

هل أضاع الجدل النخبوي العقيم علاقة القومية بالإسلام؟

نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 05:29 م

شاكر النابلسيفي زعمي أن مردَّ الحماسة والقناعة للربط والفك بين الإسلام وبين القومية العربية في النصف الأول من هذا القرن وفي النصف الثاني أيضاً، والذي قرأناه في المقال السابق، يعود للأسباب الأخرى التالية:1- كان لا بُدَّ لكي يتحقق مبدأ القومية وتنشط حركتها وتزدهر من، أن ترتبط بحركة تاريخية كبيرة كالحركة الإسلامية، وفي هذا الارتباط ضمان  لأمن وطمأنينة ومستقبل كل الأقليات في العالم العربي ومن ضمنهم المسيحيون،
وذلك لما يتميز به الإسلام الحقيقي والأصيل، من تسامح مع الأديـان الأخرى وصيانة لمعتقداتها.2- بعد اشتداد حركة القومية العربية عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى قام بعض المفكرين المسيحيين بالدعوة لها، ففي عام 1914 قبل بعض المفكرين العرب المسيحيين فكرة ضرورة الإسلام لحركة القومية العربية باعتباره جزءاً منها وسبب عظمتها. وفي عام 1930 اعتنق المفكرون المسيحيون القوميون العرب فكرة أن الإسلام كان القوة المحركـة التي جاءت للعرب بالمجد. ولعل هذه الجـذور المبكرة هي أصل دعوة ربط ميشيل عفلق وقسطنطين زريق وغيرهمـا من المفكرين المسيحيين بين القومية العربية والإسلام.3- إن فصل حركة القومية العربية عن الإسلام يعارض المنطق التاريخي الذي قام عليه الإسلام، خاصة فيما يتعلق بحصر الخلافة في قوم قريش العروبيين منذ العهد الراشـدي حتى نهاية العصر الفاطمي في عام 1171 م، ثم استؤنف هذا التكريس القومي للخلافة والرئاسة القرشية القومية في العصر الحديث من خلال حكم العلويين في المغرب، والهاشميين في المشرق.4- إن حركة القومية العربية دون ربطها بالإسلام - الذي مجدها تمجيداً تاريخياً قُدسياً لذاتها وليس لإنجازاتها لم يسبق لأي أمة أن مُجدت بمثله  ((كنتم خير أمة أُخرجت للناس)) (آل عمران: 110) - لا تعني شيئاً بالنسبة للأغلبية المسلمة في العالم العربي. وكان على المفكرين القوميين من مسيحيين ومسلمين أن يربطوا حركة القومية العربية بالإسـلام لكي يجدوا آذاناً صاغية للدعوة لهذه الحركة، وليستندوا إلى أساس تاريخي متين وعميق لهذه الدعوة.5- إن الأقلية العربية المسيحية في العالم العربي لن تجد لها حامياً في شدتها غير الإسلام. وقد شهد التاريخ الطويل لعلاقة المسلمين العرب بالمسيحيين العرب أن الصدام الديني الإسلامي المسيحي لم يقـع ولم يكُ سبباً للتحارب بقدر ما كان سبب التحارب الخلاف بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي على مصالح سياسية خارجية. ومن الثابت تاريخياً أن فرنسا التي أنـزلت قواتها في عام 1860 في بيروت للدفاع عن المسيحيين كانت وراء  المذبحة الرهيبة التي حصلت بين المسيحيين والدروز في عام 1860. وأن إسرائيل وأطرافاً خارجية أخرى في عام 1975 كانت وراء الصدام الفلسطيني- اللبناني الذي أدى إلى حرب أهلية مدمرة استمرت خمسة عشر عاماً.إن المحتوى الفكري لحركة القوميـة العربية قبل بداية القرن العشرين، وقبل قيام المفكرين القوميين العـرب من مسلمين ومسيحيين بالتنظير لهذه الحركة كان فارغاً من الفكر غير الفكر الذي جاء به الإسلام، وجاء به المفكرون المسلمون على مدار التاريخ. ولم يكُ في الفكر العربي قبل القرن العشرين غير الفكر الإسلامي.وعلينا أن نلاحظ أن المفكرين القوميين المسيحيين العرب كانوا أشد حماسةً من القوميين المسلمين العرب لربط الحركة القومية بالإسلام. كما علينا أن نلاحظ أن القوميين المسيحيين العرب كانوا من زعماء ومفكري ومنظّري الحركة القومية العربية في النصف الثاني من القرن العشرين. ونذكر هنا على سبيل المثال: ميشيل عفلق، أنطون سعادة، قسطنطين زريق، جورج حبش، وديع حداد، نايف حواتمة، جمال الشاعر، شبلي العيسمي، غسان تويني، وغيرهم.ولعل هذه الصبغة المسيحية لحركة القومية في بلاد الشام على وجه الخصوص كانت سبباً من أسباب الخلاف بين القوميين العرب وبين الإسلاميين، فيما لو علمنا أن حركة القومية العربية رُميت من قبل الإسلاميين بتهم كثيرة منها: الجاهلية الجديدة، الغزو الفكري، التعصب القومي، الأفكار المستوردة، محاربة الإسلام، العَلْمنة الملعونة.. الخ.وعندما جاء مفكرون عرب مسيحيون وأضافوا الجديد غير المسبوق إلى الفكر العربي كمفاهيم الحداثة والعَلْمانية والديمقراطية وغيرها من المفاهيم العصريـة، وجدوا في الفكر الإسلامي معيناً شرقياً غزيراً لجـذور هذه المفاهيم، فنهلوا منها وأضافوا إليها، وكوّنوا عجينة الفكر العربي المعـاصر الذي ارتكز على مثل هذه المحاور وعلى محاور أخرى مختلفة، فكان الإسلام بذلك قاسماً مشتركاً في الفكر القومي العربي، وفي الفكـر السياسي العربي، وفي الفكر الفلسفي العربي، وفي الفكر الاقتصادي العربي كذلك، وكان من المنطق أن ترتبط حركة القومية بالإسلام على النحو الذي ارتبطت به. وإن لم يكُ هذا الارتباط يرضي جزءاً من المفكرين المسلمين الليبراليين وعامة المفكرين السلفيين في  هذا العصر، كما لم يكُ يرضي دُعاة القومية العَلْمانيــة التي لا تزال فئة صغيرة في المجتمع العربي، لا وزن لها في صناعة القرار السياسي، كما لا وزن لها بين الناس أصحاب المصلحة الحقيقية في التقدم القومي.ومن المعلوم أن بعض المفكرين المسلمين  الليبراليين أمثال خالد محمد خالد، ينكرون مفهوم وفكرة القومية العربية التي عبر عنها خالد بقوله "أنا لا أعرف شيئاً عن القومية العربية، ولكني أعرف أشياء ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram