TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > سوق الهرج .. هل كان مأوى السختچية؟

سوق الهرج .. هل كان مأوى السختچية؟

نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 05:33 م

قصة حسن الروسي.. صاحب الملايين الثلاثة تذكر.. وعد بذاكرتك.. الى الوراء الى السنين المندثرة.. لقد كنت ضحية لواحد من (عياق) هذا السوق؟ هل عرفت كيف تقع الضحية في شباك حبهم ويغني حقها برضاها؟تذكر ذلك.. واذا كنت ممن لايتذكرون.. او كنت ساذجا وقد انطلت عليك الحيلة.. فلزام عليك ان تقرأ ما اكتبه.. لتضع يدك على مفتاح.. السر.. وحينذاك.. تحسر القناع عن وجوههم.. فتنجو من مخالبهم الناعمة..
قد.. تلجئك الظروف القاسية الحانقة- يوما ما- الى زيارة هذا السوق.. كمشتر – كما الجأت من قبل.. منتجي فلم (سعيد افندي)- فستجد امامك.. الاحذية الوطنية.. والاجنبية اصنافا متنوعة.. والاجنبية اصنافا متنوعة.. وكلها ذات لمعان وبريق.. وهناك (الفراوي) العربية ذات اللون الاصفر الفاقع الزاهي.. و(البنطلون) الامريكاني.. والسترة الانكليزية.. والمعطف الايراني .. الدافئ.. والعباءة (الشامية).كل هذا ستشاهده مكدسا في رفوف الدكاكين او معلقا في واجهاتها.وعليك قبل كل شيء.. ان تفحص (السلعة) بعين خبيرة مدققة كعيون مدققي المالية لانك ان غفلت او تغبيت فستكون ضحية شيطان كافر.. يمشي الماي من جو راسك..انني احذرك..من هؤلاء الرجال.. واشباه الرجال.. والنساء والاطفال الذين يجوبون (السوق) طولا وعرضا.. لان لهم طرائق مختلفة.. واساليب منوعة في كيفية (بطح) المشتري.. ولهذا السوق تاريخ عريق في قدمه.. وماض يقدر بمئات السنين..وقد حفل بمئات السنين بالحوادث المبكية والمضحكة.. وامه اناس من مختلف الطبقات منهم السيد ومنهم (السختجي) ومنهم الشيخ ومنهم النشال.وغيرهم من عباد الله الصالحين والطالحين.وكانوا في صراع اليم.. من اجل البقاء من اجل الرزق، فتساوى في ميزانه الحلال والحرام. قيل انه من مخلفات العصر العباسي..بني لاجل (اسكان) خيول العباسيين، ولهذا نجده طويلا.. وضيقا اذ يبلغ طوله نيفا وسبعين مترا. وعرضه متران، وهنا بعض الاثار التي تدل على انه كان اصطبلا.. وهي حلقات حيديدة مازالت مثبتة في عتبات وحيطان الدكاكين كما ان الدكاكين نفسها ضيقة ومقعبرة.. اذ كانت (معالف) للحيوانات.ولكن بمرور الوقت (وبعد ان دالت دولة العباسيين تحولت هذه (الطولة) الطويلة الى سوق، يسكنه المهرجون عباقرة الحيلة والخداع، فبيعت فيه المسروقات علنا، والاسلاب وملابس الموتى والمعوزين باثمان باهظة، وكان ضحاياه عديدين.فامتزجت الدموع بالابتسامات والكذب بالصدق والباطل بالحق.. وانعدمت المقاييس الانسانية فيه انعداما بلبل الخواطر..فاجتمع بعض اهل الذمم.. ممن كانت عندهم بقية من ضمير.. تشاوروا في الامر.. فقرروا محاربة هؤلاء السختجية ومطاردة النشالين لانهم اطاحوا بسمعتهم.. وسمعة السوق.فكان نضالا جبارا، لان انصار (الشيطان) كثيرون.. واخيرا تم تطهير السوق من المحتالين والمخادعين.. ولم يبق منهم الا انفار اتخذوا من (ظلام) السوق موطنا لهم لمقارفة جرائمهم..واحذرك ثانية..من (المعاملة) في الظلام ستذهب ضحية مأسوفا على دراهمك. كن دائما في النور،، مع الحقيقة، لانها حلبات انتصارك،، وانهزاماتهم..جولة في السوق..اثناء تجوالي في سوق (الهرج) او (المهرجين) التقيت شخصيات عديدة رافقوا السوق منذ عشرات السنين فكانوا خبيرين بشؤونه واحواله ودرسوا نفسيات البائعين والمشترين على السواء فوقفوا على كثير من الخفايا خفايا الظلام ولاجل ان تبش الدقائن،، وتتحرك الالسن تحرشت باحدهم وهو..السيد طاهر السيد احمد، كان دكانه الصغير مملوءا باصناف مختلفة من الاحذية، القديمة واكثرها اجنبية، كما اني شاهدت عددا من اللابجينات الكريكر فتذكرت ايام زمان، ايام كنا نلتجئ الى هذا السوق لنتشري منه لوازم الكرة لمدرستنا فكنت ومدرستي من (الضحايا)..وسألته..*كم سنة مضت عليك وانت في هذا السوق؟-منذ ثلاثين سنة.. اذ ابتدأت (دوارا) ثم استقر بين المقام في هذا  الدكان التاريخي.. ومازلت فيه..*هل تربحون كثيرا من بيع هذه الاحذية المستعملة؟-ان ربحي لابأس به فهو يسد احتياجنا.*اما زال النشالون والمحتالون يرتادون هذا السوق؟-كلا.. فقد طهرنا السوق منهم. وقد صارت سمعته طيبة وتحسنت الاحوال اكثر من ذي قبل.*لماذا سمي السوق بـ(الهرج)؟-كان رواد السوق عندما يأتون لشراء البضاعة يكثرون من اسئلتهم واجوبتهم فتحدث (لغوة) وهرج.. فاشتق اسمه من (هرج) الباعة.. ولغط المشترين وصيحات الدلالين، ان صنف المهرجين صنف عادل نزيه، لايقبل التعدي على الناس، ولايغبن المشتري او يحتال عليه،*الحاج عبدالكريم..وهذه الشخضية الثانية التي التقيها بها وقد وجدت الحاج مشغولا في بيع عباءة سوداء لاحد الاعراب.. متساهلا جدا في (تنزيل) السعر وانه لايقبل ان يحدد سعر بضاعته، بل يريده (مطاطا) ليطوله ويعرضه حسب مشتهاه.. ولما سألته عن سبب ذلك قال.الرجل هو الذي يربح بيعه..واضاف قائلا:كانت حركة السوق قبلا احسن من هذا الوقت.. حيث قل البيع وتخلت عنه (البركة) والفضل يعود في هذه القلة الى (الافندية) لانهم اخذوا يلبسون الملابس (الفرنجية) فتركوا ملابس اجدادهم وابائهم.. لقد عاودوا لبس (العباية) التي كانت تزيد من وقارهم وتكبر شخصيتهم.. وتركت الحاج عبدالكريم يساوم الاعرابي مدا وجزرا وتمنيت له –في قلبي- التوفيق..حسن الروسي..كان اظرف شخصية في العراق.. وجدته جالسا بزهو وخيلاء.. عند باب احد الدكاكين.. وكان في جلسته كملك الطاووس منتفخ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram