بغداد/ المدىأشعلت مواقع التواصل الاجتماعية وبخاصة فيسبوك ما يشبه الحرب الإعلامية بين المؤيدين والرافضين لإعلان تشكيل إقليم في محافظة صلاح الدين. ويواجه مشروع تشكيل الإقليم رفضاً من قبل قوى سياسية وسكان محليين يقابله تأييد من آخرين. ومن الصعب معرفة النسب.
وشهدت المحافظة الواقعة إلى الشمال الغربي من بغداد بنحو 175 كم منذ اليوم الاول لإعلان الإقليم تظاهرات نظمها مؤيدون للإقليم ومن جهة أخرى شارك معارضون في تظاهرات مضادة. وأعلن مسؤولون في محافظة صلاح الدين في تشرين الاول/ أكتوبر الماضي عن تشكيل إقليم في المحافظة وأعلنت ديالى عن قرار مماثل في وقت لاحق.وأثار القرار جدلا في العراق، ويرفض رئيس الوزراء نوري المالكي فكرة الأقاليم حاليا ويقول إنها تعزز الطائفية.وانشأ مدوّنون صفحات في فيسبوك بأسماء متعددة منها "نعم للفيدرالية (إقليم الانبار، نينوى، ديالى وصلاح الدين)" وحملت صفحة أخرى اسم "أبناء ومؤيدي إقليم صلاح الدين في العراق" وصفحات أخرى باسم "إقليم صلاح الدين".ومن اللافت للنظر أن الصفحات التي أنشأها مدوّنون لم يصل عدد المنضمين إليها إلى المئة في كل صفحة، لكن صفحة جاءت باسم "أنا ضد إقليم صلاح الدين" وصل عدد المشتركين فيها إلى أكثر من مئة شنت هجوما لاذعا على المشروع.وتبادل المدوّنون ما يشبه الحرب الإعلامية فيما بينهم بشأن تشكيل الإقليم المثير للجدل، وحملت الصفحات ألفاظاً طائفية أيضا.ويسمح الدستور العراقي بتشكيل الإقليم ويشترط إما الحصول على موافقة ثلث أعضاء مجلس المحافظة أو طلب من عُشر الناخبين في تلك المحافظات قبل إجراء استفتاء، ولا يستبعد صحفيون تأزم الوضع وترجمة الصراع من عالم افتراضي إلى ارض الواقع وهو ما يخشاه الكثير من السكان.وقال تحسين عبد السميع وهو صحفي لوكالة كردستان للأنباء "فيسبوك كان مصدر ربيع الثورات العربية، لا استبعد أن ينعكس صراع الموقع او الحرب من عالم الانترنت الى الواقع".ويعوّل المؤيدون لإقامة الأقاليم على منح سلطات واسعة للحكومات المحلية في إدارة شؤونها الإدارية والمالية بعيدا عن هيمنة المركز.وندد المالكي في وقت سابق بقيام مجلس محافظة صلاح الدين بإعلان إنشاء إقليم في المحافظة وقال إنه "لن يرى النور".وجاء إعلان الإقليم كرد فعل على ما يبدو بسبب حملات اعتقالات طالت أشخاصاً قالت الحكومة إنهم بعثيون يخططون للاستيلاء على السلطة في انقلاب. وتقول عواطف مدلول الخماسي وهي صحفية بجريدة الصباح المملوكة للدولة "أنا لا أعتقد أي انعكاس من موقع فيسبوك على الشارع".وأضافت الخماسي "العراقيون عاشوا تجربة الاقتتال الطائفي، من المستبعد أن يكرر الناس هذا الأمر ثانية، أصبح الشعب واعيا".وكانت شرارة الاقتتال الطائفي اندلعت من محافظة صلاح الدين وتحديدا في بلدة سامراء بعدما فجّر متشددون القبة الذهبية للإمامين العسكريين في عام 2006. ويعتقد علي العجيلي وهو عضو مجلس المحافظة أن السكان قد ينزلون إلى الشارع للتأيد أو الرفض لكنه في الوقت نفسه يستبعد أية مواجهة ذات بُعد طائفي.وقال "أننا قبل إعلان المجلس قرار الإقليم تمت مناقشة أسباب القرار ولبعدها التام عن أي موضوع قد يثير النعرات."وأخفقت منظمات مدنية عراقية في ثني محافظة صلاح الدين عن مساعيها في تشكيل إقليم.ولم يقم المالكي حتى الآن بإرسال طلب محافظة صلاح الدين إلى مفوضية الانتخابات للبدء في عملية الاستفتاء برغم انقضاء المهلة الدستورية لهذا الإجراء.وكانت ديالى قد شهدت احتجاجات تشبه إلى حد ما العصيان رفضاً لتشكيل الإقليم الذي أعلنته أواخر العام الماضي وهو الأمر الذي لم تشهده صلاح الدين بعد إعلان مماثل.وتضم ديالى وصلاح الدين خليطاً من السكان من مختلف الشرائح كما تضم العديد من المناطق المتنازع عليهاوقال علي عبد الرحمن مستشار المحافظ للشؤون الإعلامية "إلى الآن مازال التواجد على صفحات فيسبوك وتوتير متواضعاً".وأضاف أن "التركز الكبير في فيسبوك بالنسبة لصلاح الدين هو في سامراء. توجد هناك أيضا صفحات من بقية الاقضية لكن.. معظم سكان سامراء هم مؤيدون للقرار".وكان المالكي قد قال- في لقاء بثه تلفزيون السومرية المملوك لتجار لبنانيين وعراقيين- إن قضية الأقاليم في العراق ليست ناضجة. وقال إن أقضية بلــد والدجيل وسامراء تعود إلى بغداد وفق التخطيط الذي قدمه رئيس الجمهورية.وقال عبد الرحمن "نزول الناس إلى الشارع وتطوره إلى مواجهات بين المؤدين والرافضين أمر مستبعد في هذا الوقت بالتحديد، يأتي هذا في وقت تمر فيه البلاد أسوأ أزمة سياسية في إعقاب إصدار القضاء مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي وطلب رئيس الوزراء نوري المالكي بعزل نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك عن منصبه.وتلقى دعوة تشكيل أقاليم في العراق ردود فعل متباينة فيما يعدّه المؤيدون ردة فعل لسياسة الحكومة في بغداد وفشلها في التسريع بإقامة مشروعات خدمية يرى المعارضون انه يقع في إطار طائفي.وينتمي اغلب الداعين لتشكيل إقليم في صلاح الدين إلى ائتلاف العراقية، لكن نوابا في الائ