بغداد/ المدىدعا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي الساسة العراقيين الى الاحتذاء بـ (شهيد البطحاء) لتجسيد روح المواطنة. وقال الكربلائي خلال خطبة الجمعة التي القاها في الصحن الحسيني المطهر إن " شهيدي البطحاء جسدا روح المواطنة الصادقة بتضحيتهما ،
وهما نموذجاً ينبغي ان يحتذى به من الطبقة السياسية والمسؤولين ".واضاف " ينبغي على الكتل السياسية تجسيد روح المواطنة كما فعل [شهيدا البطحاء] حينما رملوا نسائهم وأيتموا أطفالهم في سبيل الوطن وجسدوا روح الانتماء للوطن ".وكان انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً قد استهدف مطلع الشهر الحالي احد مواكب السائرين نحو محافظة كربلاء لإحياء ذكرى اربعينة الإمام الحسين عليه السلام في مدخل ناحية البطحاء بمحافظة ذي قار ، مما استدعى تحركاً سريعاً من الملازم نزهان صالح حسين الجبوري الى التدخل والإمساك بالمهاجم الانتحاري برفقة جندي عراقي من أهالي ديالى ، إلا أن الانتحاري تمكن من تفجير حزامه الناسف وقتل أكثر من 44 مدنيا وجرح أكثر من 85 آخرين كانوا في طريقهم لإحياء مراسم زيارة الأربعين.وحذر الكربلائي من " مغبة استمرار الخلافات السياسية في البلاد"، مبيناً إن " الخلافات السياسية ستكون لها تداعيات وآثار مستقبلية على المجالات المختلفة".وبين أن " مجرد الجلسات الشكلية للكتل السياسية لا تكفي لحل الازمات ولابد ان تكون النوايا صادقة للوصول الى حل للازمات".وتابع الكربلائي " كما ينبغي دراسة الوضع الاقليمي ومعرفة طبيعة توجهات الدول لما تبتغيه من بلدنا، والتنبه الى كل ما يحقق مصالح الدول الاخرى وانعكاساته الآنية والمستقبلية ، وان توجه الانظار الى الخارج لحل الازمات الداخلية لايمكن مطلقاً ان يكون حلاً لتلك الازمات لان الجهات الخارجية تنظر فقط للعراق بعين مصالحها ".وأشار الى إنه " لاحل الا بالحوار وتوفر النية الصادقة ومد جسور الثقة والارادة الجادة ، وان الجميع يتحمل المسؤولية من اجل حل الازمات في البلاد".وتشهد الساحة السياسية خلافات واسعة بين الكتل السياسية لا سيما بين دولة القانون والقائمة العراقية والتي تشهد علاقاتهما تأزماً واضحاً بسبب الخلاف الحاصل على تنفيذ بنود اتفاقية أربيل ولا سيما حول تشكيل مجلس السياسات الستراتيجية المتفق على تشكيله في اتفاقية أربيل التي انبثقت من خلالها الحكومة الحالية .وتفاقمت الازمة بين العراقية ودولة القانون أثر صدور مذكرة القاء القبض في 17 من كانون الثاني الماضي على نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بعد اعترافات عرضت على شاشة التلفزيون لرجال حمايته بالتورط في عمليات ارهابية بأوامر منه ، وبدوره توجه الهاشمي الى اقليم كردستان" ، نافياً الاتهامات الموجهة إليه واعلن استعداده للمثول امام القضاء بشرط ان يكون ذلك في الاقليم. وثمن الكربلائي المسيرات الراجلة التي تؤدي زيارة الاربعين وجهود الاجهزة الامنية التي تحمي ملايين الزوار ، داعياً الى " اهمية تفعيل الجهد الاستخباري لتعقب الإرهابيين "، مستشهداً بحديثه بما قامت به الاجهزة الامنية في واسط من ضبط صهريج معد للتفجير لاستهداف زوار الاربعين.ويصادف اليوم السبت ذكرى اربعينة الامام الحسين عليه السلام ، حيث يؤدي ملايين العراقيين بالاضافة الى جنسيات عربية واجنبية جاءت من دول عديدة مراسيم زيارة الاربعين.
المرجعية متخوفة من التدخلات الإقليمية في الأزمة السياسية

نشر في: 13 يناير, 2012: 06:06 م









