 بغداد/ المدىشدد رئيس الجمهورية جلال طالباني على أن العراق لا يحكم إلا بالتوافق والشراكة الوطنية بين المكونات الأساسية في البلاد، فيما دعا رجال الدين إلى ترسيخ التسامح والوئام والتآخي بين جميع الأطياف المتنوعة في العراق.
وقال طالباني في بيان صدر على هامش استقباله بمكتبه في بغداد وفداً من علماء الدين الإسلامي، وتلقت "المدى"، نسخة منه، إن "العراق لا يحكم إلا بالتوافق والشراكة الوطنية بين المكونات الأساسية في البلاد"، مشددا أن "العراق بلد غني ومهم في المنطقة، وما نحتاجه هو نسيان الأحقاد و الضغينة والانتقام".ودعا طالباني رجال الدين إلى "ترسيخ التسامح والوئام والتآخي بين جميع الأطياف المتنوعة في العراق"، مشيرا إلى "حاجة البلاد الماسة إلى حكم رشيد وعادل للإدارة الحضارية للعراق الجديد".وأكد رئيس الجمهورية على "أهمية مكانة ودور علماء ورجال الدين في الحفاظ على النسيج الوطني العراقي المتنوع وتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد".وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أعلن في الـ21 من كانون الأول الماضي، أن المرحلة المقبلة ستكون أمام خيارين فقط، إما الاحتكام للدستور أو الذهاب إلى حكومة أغلبية، معتبراً أن حكومة الشراكة "مكبلة"، فيما أكد أن ما كان يحصل خلال الأعوام الماضية من مرحلة التوافقات لا يصلح اليوم.وبدأت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، في الـ17 من كانون الأول الماضي، مقاطعة جلسات مجلس النواب احتجاجا على ما وصفته بـ "التهميش السياسي"، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء والقيادي في القائمة صالح المطلك، بعد يومين، أن العراقية والتي تشغل ثمانية مقاعد وزارية في الحكومة المؤلفة من 31 وزيرا، قررت مقاطعة جلسات مجلس الوزراء.واتفق رؤساء الجمهورية جلال طالباني والوزراء نوري المالكي والنواب أسامة النجيفي، في (10 كانون الثاني الحالي) على عقد لقاء موسع يضم أعضاء الأطراف الثلاثة خلال الأسبوع المقبل تمهيدا لعقد المؤتمر الوطني.ومن جانب آخر أكد رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم ضرورة وضع المصالح الوطنية فوق كل الميول والمطامع الفئوية الضيقة .وقال بيان لرئاسة الجمهورية :" ان طالباني استقبل الحكيم  مساء  الخميس ، و استعرض نتائج لقاءاته المكثفة مع رئيس الوزراء و رئيس مجلس النواب وممثلي القوى والكتل السياسية الاخرى لتبادل الاراء معهم حول ضرورة العمل المشترك لتضيق مساحات الخلاف وتوسيع دائرة الحوار والتفاهم ".واضاف البيان انه :" تم التأكيد اثناء اللقاء على ضرورة التحلي بالمسؤولية الوطنية العليا ووضع المصالح الوطنية الكبيرة فوق كل الميول والمطامع الفئوية الضيقة ،نحو حماية العملية السياسية وتطويرها وتقوية البيت العراقي ".من ناحيته عبر الحكيم عن دعمه للجهود التي يبذلها الرئيس طالباني لجمع الفرقاء السياسيين وعقد المؤتمر الوطني لحل المسائل الخلافية الراهنة بين اطراف العملية السياسية ".من ناحية أخرى ذكر بيان لمكتب الحكيم عن هذا اللقاء  ان طالباني والحكيم بحثا التطورات السياسية في العراق، فضلا عن مناقشة آخر التطورات الحاصلة في المنطقة.وأضاف البيان انه قد جرى خلال اللقاء التأكيد على ادامة لغة الحوار بين جميع القوى السياسية، وتغليب المصلحة الوطنية في مناقشة الملفات العالقة بين الأطراف السياسية.وفي سياق متصل، أفاد رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان، الخميس، ان رئيس الاقليم مسعود بارزاني يدعم المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني من أجل إنجاح المؤتمر الوطني.وقال فؤاد حسين في تصريح نشره الموقع الرسمي لرئاسة الاقليم، ان "مسعود بارزاني يدعم المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية جلال طالباني من أجل انجاح المؤتمر الوطني المزمع عقده قريباً".وكان رئيس ديوان رئاسة الاقليم قد قال في تصريحات صحفية سابقة أن "رئيس الإقليم مسعود بارزاني لا يعتمد سياسة المقاطعة"، مضيفاً أنه "سيشارك بممثل عنه في المؤتمر العراقي المرتقب بين الأطراف السياسية العراقية لحل الأزمة الراهنة في البلاد في حال تلقيه دعوة رسمية من رئيس الجمهورية جلال طالباني".ولفت الى أنه "لم يتم تحديد مكان عقد المؤتمر المرتقب بعد"، مؤكداً على أن "عدم مشاركة بارزاني بشخصه في المؤتمر المرتقب، لا يعني في أي حال من الأحوال مقاطعته للمؤتمر".وكان ائتلاف العراقية قد أعلن في بيان أصدره في وقت سابق، ان أحد شروطه للمشاركة في المؤتمر الوطني المرتقب هو مشاركة رئيس الإقليم مسعود بارزاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في المؤتمر.